بسم الله الرحمن الرحيم
((من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا ))
رشاد رداد
في المقاله هذه سنتحدث عن الحسين رحمه الله وقد ارتأبت أن أسمي مقالتي هذه (بعبقرية الحسين) وسأتناول في مقالتي هذه بعضا من مآثر الراحل وهي بالتسلسل:
1. عبقري سياسة
2. تعريبة الجيش
3. وقفته التاريخية من القضية الفلسطينية والعربية
4. معركة الكرامة
5. موقفه اتجاه المرأة
6. تسليمه القيادة لشبل هاشمي وهو جلالة الملك عبد الله الثاني
7. موقفه الحازم من القدس
8. عمان حبيبة الحسين
وفي مثل هذااليوم نؤكد أن الحسين مازال حيا في نفوس الأردنيين ومحبيه في أنحاء المعمورة
والحسين كما تعرفون أيها الأخوة لا نستطيع في هذه المقاله أن نفيه بعض حقه وهذه ليست مجاملة إذ من الظلم أن نتحدث عن شخصية عظيمة في ساعة او ساعتين ...
لكن من واجبنا نحن الأردنيين الأوفياء أن يظل الحسين في قلوبنا وعقولنا ولا أظن أحد قد نسي ما قدمه هذا الهاشمي للأردن وللعرب فالعظماء أيها الأخوة لا يموتون وسيظل كل الأجيال السابقة واللاحقة تذكر مآثره التي عمت كل أرجاء هذا الوطن الجميل
لقد كان الحسين عبقري سياسة وفروسية وإدارة حكم
ومن تجتمع فيه هذه الصفات لابد وان يكون عظيما
كنت أحب في جلالة الملك الراحل حكمته الصائبة وذكاءه السياسي الفذ بالإضافة لشجاعته في طرح رؤيته على كل المنابر الدولية والعالمية ودفاعه عن كل القضايا العادلة في المنطقة العربية والدولية
ولسوء حظي أنني لم التق جلالة الملك الراحل ...وحظي هكذا مع كل العظماء
الحسين أيها الأخوة ...
استطاع أن يجعل من هذا الوطن الصغير بلدا حيويا ومؤثرا ولا تستطيع القوى الكبرى أن تتجاوزه سياسيا وعسكري ويعود هذا الفضل للسلالة الهاشمية التي أسسته وحمته وجعلت منه وطنا عربيا وقوميا وديمقراطيا لأنه قام على ارث حضاري هائل
منذ انطلاق الثورة العربية الكبرى وهكذا هم الهاشميون صناع مجد وتاريخ
وبعدما رحل الحسين نستذكره ملك النهضة والتعليم والصحة والثقافة والديمقراطية والاستقرار والأمان
وهذه من اكبر النعم التي يوصف بها هذا البلد الطيب المعطاء , كل ذلك لم يأت من فراغ إنما جاء بالتعب والسهر والتخطيط الدقيق والسياسة المتوازنة المعتدلة والحكيمة.
وبالعدل والمساواة بين كافة الشعب والتي مهدت لبلد امن مستقر بالرغم من وقوعه في لب الصراعات والاختلافات فظل متوازنا صاحب رؤية ونهج ديمقراطي حكيم.
أردن ارض العزم أغنية الظبا
نبت السيوف وحد سيفك مانبا
في حجم بعض الورد إلا انه
لك شوكة ردت إلى الشرق الصبا.
هذا هو الأردن موقف ثابت وواضح منذ تأسيسه , وكم كلفه ذلك من ضغوطات سياسية واقتصادية لكنه يظل الأقوى لأنه صاحب حق ورؤية مستقبلية .
الحسين أيها الإخوة كان مدرسة في السياسة ومدرسة في القيادة وكان رحمه الله مثقفا واسع الاطلاع وخطيبا لا يجاريه احد في ذلك متمكنا فصيحا سريع البديهة وقد سمعت استأذنا الجليل الدكتور ناصر الدين الأسد أطال الله في عمره انه قال ذات مره أن جلالة الملك الراحل كان يصحح لنا وأظن أن شهادة الدكتور ناصر الدين تكفي .
أما الجانب الإنساني فحدث ولا حرج فكان ملك الإنسانية بلا منازع فكانت أياديه البيضاء تمتد إلى كل قرية ومدينة ومخيم في هذا الوطن وكان السباق دائما في إرسال المساعدات لأي بلد في العالم إذا أصابه مكروه او حلت به كارثة .
وأول من يفتح أبواب الأردن لكل العرب والأمثلة كثيرة وأهمها احتضانه للأشقاء الفلسطينيين بعد طردهم من فلسطين . وقدم لهم كل الدعم والرعاية والمساعدة وكذلك وقفته التاريخية إزاء الإخوة العراقيين اللذين احتضنهم وقدم لهم كل المساعدة والتسهيلات واقتسموا مع إخوانهم الاردنين شربة الماء ولقمة الخبز .
الحديث عن الحسين هو الحديث عن تاريخ الأردن ومنجزاته الحضارية لكن الله حبا الأردن بقيادة هاشمية رفيعة النسب والحسب أصحاب سلطان ومجد .
ولا ننسى موقفه الحازم الشجاع تجاه القدس إذ كانت تحتل القدس عند الحسين موقفا مركزيا وأساسيا في مجمل القضية الفلسطينية وعندما نقول الحسين فهذا يعني تعريب الجيش الأردني الذي يعتبر من أهم الخطوات التي قام بها الحسين إذ أنهى خدمات جلوب باشا في 56 والضباط البريطانيين وأصبحت قيادة الجيش في أيدي الضباط الاردنين
وفي سنة 57 تم إنهاء المعاهدة البريطانية وبذلك تخلص الأردن من آخر قيد يحد من حريته وسيادته الكاملة على أرضه
وعندما نقول الحسين يعني الكرامة علينا أن نقف شامخين رافعي الرؤوس عندما نستذكر الكرامة في الحسين والحسين في الكرامة ...
فهذه المعركة التي غيرت مجرى التاريخ وأعادت للعرب أملا ضائعا بعد هزيمة 67 هذا ما كان ليحدث لولا القرار الجرئ والشجاع والحر من الحسين .
وبالنسبة للمرأة فقد كان للحسين الدور الريادي في ذلك عندما قرر إشراكها وإسماع صوتها في الداخل والخارج وفتح المجال أمامها لصناعة القرار السياسي في هذا البلد تحت قبة البرلمان الأردني وفتح أمامها المجال لتنضم إلى الرجل في القطاعين العام والخاص
ولا ننسى في ذلك دوره الريادي أيضا في انجاز الشرطة النسائية
أما عمان حبيبة الحسين فقد استحقت منه الكثير لأنه يعرفها شبرا شبرا وعمان التي أنشأها العمونيون قبل أكثر من ثلاث آلاف سنة اشتهرت بأنها معدن الحبوب واستعادت عمان أمجادها عندما اتخذها الملك المؤسس عاصمة للأردن الحديث وقال احد مهندسي تخطيط المدن أن عمان تجاوزت كل توقعات مخططي المدن باتساعها العجيب وزيادة عدد سكانها الرهيب
ومن أخر مآثره على هذا البلد تسليمه القيادة لشبل هاشمي هو جلالة الملك عبد الله الثاني رجلا من صنع الرجال فحمل اللواء بكل اقتدار وعزم ومسؤولية واستطاع جلالة الملك عبد الله الثاني في فترة قياسية أن يقود هذا البلد كما أراده الحسين بلدا قويا أمنا نفاخر به كل العالم
أطال الله في عمرك سيدي وحفظك من كل مكروه
ونحن الاردنين نختلف في كل شيء إلا الوطن والقيادة عاش الأردن عاش الأردن بلدا نعتز به وندافع عنه بالمهج والأرواح
وعاش القائد المفدى
نذر علي لو يصير دواك فنجان قهوة لسكب فؤادي هيل بالقهوة وقهويك