عندما تسمع زقزقة العصافير تظن أن الدنيا لا تزال بخير ...
و لكن أيعقل أن ما تبقى من خير يتلخص في مجموعة عصافير تغرد فوق شجرة وارفة و ان كانت أصواتها تجري المياه الرقراقة في السواقي الواقفة !
تعود إلى التأمل فتجد السماء زرقاء بغيوم وردية رقيقة و أشجار التين لا تزال مجتفظة بقدر كاف من أوراقها ليستر عري الخريف الحزين ..
قلبي ..
أيها المتروك على حرف الزمن ..
مدماة قيودك كما واهية ..
ترتعش يداي فتسقط ريشتي ..
اللوحة تبدو رمادية .. مخطوفة الألوان ..
تفتقد الى الحياة ..
الى أين كنت ألهث عمري ؟
الى هاوية سفحها مغر كجنة؟
ابك أيها الضعيف ..
ابك و اغسل كل آفات الصمت المقيت ..
لا يليق بك ثوب العجز ..
لا تليق بك تعويذات البلاهة و السخف ..
انفض عنك أغلال الوهم ...
تقيأ كل مضامين السقم ..
خوف من الماضي و الحاضر و المستقبل ...
خوف من المجهول ..
ما هي احتمالات السعادة؟
هل هي واردة في حساباتك ؟
أم أن الجهد كل الجهد على اقصاء احتمالات التعاسة؟
هل هذا يكفي؟
هل هذا ما جهدت في طلابه عمرا؟
عندما تنظر الى نفسك هل ستحس بالرضا؟
ان الحياة كحلم .. هكذا بدأت .. و هكذا ستمتد ..
و كحلم ستذوب في الأفق المشتهى ..