يقترب العالم من استئصال شأفة مرض شلل الأطفال لكن خبراء بدأوا يشعرون بالقلق من خطر الفشل الذريع ويقولون إنه قد تكون له عواقب على الثقة في معارك صحية تفوق هذا المرض اللعين. ويقول خبراء عالميون في مجال الصحة والأمصال إن شلل الأطفال «على شفا الهزيمة» لكنهم يشعرون بالغضب من أن هدف القضاء عليه لايزال يراوغهم بعد اكثر من 20 عاما من استهدافهم له. ويخشون من أن الفشل قد يقضي على الثقة في مشاريع كبيرة لمواجهة أمراض أخرى مثل مكافحة الملاريا او فيروس نقص المناعة المكتسب (الايدز) او الحصبة.
وقال ديفيد ساليزبري الرئيس السابق لمجموعة الخبراء الاستشارية الاستراتيجية المعنية بالتحصين بمنظمة الصحة العالمية «يعني الفشل في القضاء على شلل الأطفال, حتى الآن إن هناك ظلا من الشك في كل مبادرات التحصين». وأضاف «لهذا يجب أن نحقق القضاء على شلل الأطفال. نحن بحاجة الى إظهار أن هذا يمكن تطبيقه».
ويشير ساليزبري وآخرون الى ظهور حالة من «ملل المانحين» في المشاريع الصحية العالمية ويرى أن الفشل في القضاء على شلل الأطفال يهدد بمفاقمة هذا الوضع. وينتشر شلل الأطفال في المناطق التي تكون ظروف الصحة العامة فيها سيئة ويهاجم الجهاز العصبي ويمكن أن يؤدي للإصابة بشلل لا شفاء منه في غضون ساعات من العدوى. والأطفال دون الخامسة من العمر هم الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس المسبب للمرض الذي أعاق آلاف الناس في كل عام بالدول الغنية حتى الخمسينات. وتقول المبادرة العالمية لمكافحة شلل الأطفال إن هناك حاجة الى 2.6 مليار دولار لمكافحة المرض للفترة من عام 2010 الى 2012 وتوجد حاليا فجوة في التمويل تبلغ 810 ملايين دولار