عند السابعة صباحاً رن جرس المنبّة ، استيقظ ،حلق ذقنه ،التفت يميناً ويساراً، تأكّد أن أحداً لا يراقبه، أغلق باب غرفته عليه، ركّب ذيله الناعم المعقوف بسرعة وارتباك ..أخرجه من فتحة خلفية للبنطال وأسدل "الجاكيت" عليه، نظر إلى قفاه في المرآة ، كل شيء على ما يرام ..ثم خرج.
في الوظيفة، وبخّ المسؤول موظّفاً أميناً أمامه ،فاهتز ذنبه، ثم رقّى موظفاً خائناً ، فاهتز ذنبه، أمر في اجتماعٍ عاجل، فاهتز ذنبه، صادق على بعض القرارات القاسية، وأصدر بعض التعليمات المجحفة، فاهتز ذنبه أيضا، قرر المسؤول أن يصرف مكافأة لنفسه بدل الجرأة والحكمة في الادارة فاهتز ذنبه،ومياومات وتذكرة سفر له ولزوجه نهاية الشهر، فاهتز ذنبه ، كما طلب من موظفي الصيانة أن يجروا بعض الاصلاحات في بيته على نفقة المؤسسة ، فاهتز ذنبه ، وعلى مسمعه ، أوصى كذلك سائق الوظيفة أن يأخذ ابنته من جامعتها الى البيت، وأن يأخذ ابنه من البيت الى البار،وأن يحضر بعض الفاكهة الموسمية وبعض الخضار ، فاهتز ذنبه، ثم ذكّر السائق قبل الانصراف بمكان العشاء المدعو عليه، فاهتز ذنبه..ربت المسؤول كتف صاحب "الذنب" وقال نراك غداً، ثم غادر...
عند الثالثة ، حمل حقيبته الدبلوماسية من خلف المكتب، التفت يميناً ويساراً، تأكد ان أحداً لا يراقبه،اغلق باب المرحاض عليه، خلع ذيله الناعم المعقوف بسرعة وارتباك ،أخفاه في الحقيبة، نظر الى قفاه في المرآة بعد ان أسدل الجاكيت عليه، كل شيء على ما يرام..
**
في المساء،ارتدى طاقية صوف بأذنين طويلتين ، وتحدث للزوجة المنصتة والأولاد المقتدين ، بوجوب : "الا يخاف المرء في الحق لومة لائم"..