بما أن غداً هو العرس الديمقراطي فأن اليوم بالضرورة هو"الحنّا الديمقراطي"...
هذه الليلة سيكون المنظّمون أكثر من المدعوين في المقرّات، لذا ستمتد ساعات السهر وتزداد وتيرة الحماسة حتى الصباح، شباب يدخنون بشراهة، وأطفال ينامون على أكتاف أمهاتهم ،وعجائز يختمن أكثر من "صمدية" في "قفا" المقر الانتخابي ، كما لن يقصر بعض الحكماء وذوي خبرة في إزجاء النصيحة "للعريس" الديمقراطي ماذا يفعل غداً وكيف سيدير يومه !! رجل ذو شارب لامع وكثيف..يمسك المرشح من ذراعه ويلوذ به خلف المقر ،ليقول له: " انت روح نام وريّح حالك وراك يوم طويل"!! فيهز الأخير رأسه ويطنّش النصيحة..فعلا رجل ديمقراطي!!!...
***
ماذا عنّي؟
أنا ايضاً لدي برنامج حافل في الممارسة الديمقراطية غداً ..عند الثامنة صباحاً سأحمل بين يدي صحنين؛ الأول مسطّح "للحمص" والآخر عميق" للفول"..ثم استفتي العائلة مخيراً :بدكو "حمص" ولا "فول"؟ فإن اختاروا الحمص أحضرت "الفول" واذا اختاروا الفول فضّلت "الحمّص"..
عند الظهيرة سأحضر دجاجتين "مجمّدتين" مدعّمتين بدلو شنينة وضمة بقدونس..وبأجواء ديمقراطية سأستشير العيال ثانية: "بدكوا منسف ع جاج" ولا "مقلوبة"..ومهما كان الجواب ..فإن "منسف الدجاج" أمر واقع والموافقة عليه تحصيل حاصل...
بعدها سأنصب "أرجيلتي" في "بلكونتي" لأراقب جموع المتحمسين المصرّخين المجاهدين المسارعين الحاشدين المتوترين الممارسين لفعل"دبّ الصوت "..سأبدّل الرؤوس المحترقة الرأس تلو رأس وانفث فيها كلما تغير طعمها ..إلى ان ينفخ في "صور" النجاح في أولى ساعات الصباح ..عندها لن اسأل عن الأسماء ، بل سأضع رأسي على مخدتي الدافئة وأغفو ما تيسر لي ...
***
كلمة أخيرة:
يا أيها الناخبون ، لا انتخب ما تنتخبون!!..
..مارسوا ديمقراطيتكم أنى شئتم، لكن إياكم ان تمارسوا "الفوضى"، الحماس المفرط قد يتحوّل الى هيجان مفرط فتضيعوا وتضيعونا ..لا تسلّموا المراهقين والصبيان والزعران سيارات "الكيا" و" الأفانتي" ليمارسوا جنونهم ويكملوا نقصهم و ينفسّوا ضغوطهم ويفردوا عضلاتهم على العباد...يوم الانتخاب يوم التزام وليس واقعة أو"حرب" او فلتان..
يا ايها الناخبون كراسي ومناصب الدنيا كلها لا تعادل قطرة دم أو قطرة دمع من ام أو أب..أو لحظة حزن تجلس على كرسي القلب..
***
يدي على قلبي ..وربنا يمضي اليوم على خير
احمد حسن الزعبي