بالتقسيط المريح
بقلم محسن الصفار
قرر سعيد اخيرا شراء جهاز تلفاز جديد لعائلته بعد اصرار الزوجة والاطفال بان الجهاز القديم اصبح من الاثار التاريخية ومكانه المتحف وليس البيت ذهب الجميع الى المحل الفاخر لبيع الالكترونيات وهنا نشب صراع بينه وبين الاطفال الذين يريدون شراء تلفاز حجمه اكبر من الغرفة نفسها حتى توصل الجميع الى حل وسط تمثل بشراء جهاز ذو حجم متوسط مع الطاولة الخاصة به , دفع سعيد الثمن واستلم ايصالا يفيد بان التلفاز والطاولة سيتم تسليمها في الغد , وصل سعيد في المساء الى البيت فاذا به يرى علبة كارتونية ضخمة تسد مدخل البيت اخبرته زوجته انه التلفاز الجديد الذي احضروه ولكنم لم يحضروا الطاولة معه فلم يتمكنوا من تركيبه وسياتون في الغد لانجاز المهمة , في اليوم التالي جاء سعيد في المساء الى البيت فاذا بالكارتونة قد اصبحت اثنتين وصار المدخل مسدودا بالكامل قالت له زوجته انهم احضروا الطاولة ولكن عامل التركيب لم يحضر فتركوا العملية للغد .
في اليوم التالي وبينما سعيد يحاول الخروج من بين العلب بصعوبة اصيب ظهره وصار يمشي كالاحدب طوال النهار , في المساء وصل الى البيت فلم يرى اي علب فقالت زوجته ان عمال التوصيل اخذوها لانها ليست ما اشتروه واحضروها بالخطا وسيحضرون العلب الصحيحة غدا .
فار دم سعيد وذهب الى الشركة واخذ يصرخ على المدير الذي اعتذر منه على هذا الخطا الغير مقصود ووعده باصلاح كل شيئ في الغد وسكون راضيا تماما عن الخدمة, في اليوم التالي وصل سعيد الى البيت ليرى التلفزيون موضوعا على الطاولة فرح لدرجة انسته ان يلاحظ ان الجهاز لايعمل, قالت زوجته ان العمال نسوا احضار اسلاك الربط للجهاز وبالتالي لن يعمل قبل الغد .
اشتعل سعيد غضبا وذهب الى العمل فساله زميله عن سبب الغضب فاجابه سعيد ان السبب يعود لشراؤه جهاز تلفاز بالتقسيط المريح ولكن التقسيط ليس في الدفع بل في التسليم واخشى ما اخشاه ان تاتي الصورة ايضا مقطعة في نهاية المطاف .