الشهادة الكبيرة
بقلم محسن الصفار
بعد كر وفر واجازات متعددة اخذها من عمله دخل سعيد الموظف في احدى الشركات الى غرفة المدير ومد يده بورقة الى مديره الذي ارتدى النظارة وقرأها بتمعن ثم قال لسعيد بصوت قريب الى الاستهجان :
- سلفة اخرى ياسعيد ؟ الم تتقدم بطلب سلفة قبل شهر ؟ مالذي يحدث معك وما قصة الاجازات التي تطلبها باستمرار ؟
رد سعيد خجلا وبصوت مبحوح :
- والله يا أستاذ ان شاء الله قربت تفرج وكلها ايام واجراءات قبول بنتي تنتهي وسيعود كل شيئ الى طبيعته .
نظر المدير اليه مشدوها :
- غريبة ياسعيد لم اعرف ان لك بنتا في سن الجامعة ؟
رد سعيد بحسرة :
- اي جامعة يا استاذ؟ بنتي مازالت في الابتدائية وانا اركض منذ شهرين كي احصل لها على قبول في احدى المدارس وكل مدرسة تضع شروطا لقبول الطفل وكأنه يريد مناقشة رسالة الدكتوراه .
رد المدير :
- ولم لاتسجلها في مدرسة حكومية وهي مجانية ولاترفض اي طالب ؟
قال سعيد وهو يضرب كفا بكف :
- يا استاذ الله يخليك اي مدارس حكومية؟ لو رأيتها فهي مملوءة والاطفال يكادون يجلسون فوق بعضهم من شدة الزحام والمستوى التعليمي دون الصفر ونصف المعلمين غير متوفرين . و لايبقى لنا الا المدارس الخاصة وهي ماشاء الله تشترط ان يكون الطفل يعرف كل شيئ من قراءة وكتابة وحساب ولغات اجنبية كي يسجلوه ولا ادرى اذا كان الطفل عالما فما حاجته للمدرسة الابتدائية ؟ ناهيك عن الرسوم التي تفوق رسوم الجامعات في زماننا , لا ادري ياأستاذ ان كنت استقرض لدفع رسوم المدرسة الابتدائية لاولادي فمن اين سأسدد رسوم الجامعات عندما يصلون اليها ؟ والان هلا توافق لي على السلفة لاخر مرة رجاء ؟
وقع المدير على الورقة وقال لسعيد باسما
- ها هي موافقتي ولكن قلبي يحدثني انها لن تكون السلفة الاخيرة , فبعد تسديد الرسوم سوف تدفع مصاريف الرحلات والفعاليات والحفلات وووووو
وكل مدرسة وانتم بخير