جدول ضرب المواطن العربي
بقلم محسن العبيدي الصفار
ارتدى سعيد ثيابه استعدادا للخروج وارتدى خصوصا قميصه الازرق الجديد استعدادا لمقابلة المدير العام كي يقدم طلبا للترقية في عمله , خرج الى الشارع ووقف بانتظار سيارة تاكسي عندما مرت مجموعة من الشباب يرتدون القمصان الحمراء وهم يهتفون ويصرخون باعلى اصواتهم تشجيعا لفريق كرة القدم الاحمر الذي يلعب اليوم مباراة حاسمة امام الفريق الازرق وما أن رأه احدهم حتى التف الكل حول سعيد وسأله احدهم بنبرة حادة :
- اي فريق تشجع يا أخ ؟
اجاب سعيد بعفوية :
- والله انا لا اشجع اي فريق ولست مهتما بكرة القدم كلها التي اعتبرها مضيعة للوقت والجهد
ماكاد يكمل سعيد كلماته حتى فوجئ بلكمة على وجهه سقط ارضا بعدا حيث استلمه الشباب بالركل وقال احدهم وهو يركل :
- اضربوه هذا الخائن العميل الصهيوني !! يلبس قميصا ازرق تشجيعا لفريق الاعداء .
بعد ان كلت ارجل المشجعين من ضرب سعيد انصرفوا وجاء بعض ابناء الحلال لمساعدته على النهوض على رجليه , وما ان وقف حتى سأله احدهم عن سبب ضربه فرد سعيد :
- يا أخي والله لا اعرف وكأني احسست نفسي قد وقعت في وسط حرب قبائل داحس والغبراء
هنا انبرى شيخ عجوز وقال :
- ماذا تقول ؟ تصف القبائل بالغبراء ؟ ياشباب هذا اللعين اهان شرف القبائل والعشائر عليكم به
وما كاد الرجال يسمعون كلام الشيخ حتى انبروا لسعيد ضربا وركلا حتى سقط على الارض , انصرف الجميع بعد ان انجزوا واجبهم الوطني تجاه سعيد وجاءت سيارة الاسعاف ونقلت سعيد الى المستشفى , جائت زوجته تبحث عنه فقالت لها احدى الممرضات :
- هو في تلك الغرفة ويظهر انه أكل علقة ساخنة بعد ان تحرش باحدى النساء .
ما أن سمعت الزوجة هذا الكلام حتى هجمت هي واقربائها على سعيد واشبعوه ضربا وركلا على سرير المستشفى انتقاما لشرفهم الضائع على يديه !!
هرب سعيد من المستشفى بمساعدة احد الممرضين الذي وضعه خارج المستشفى واقفل الباب خوفا على حياته .
بقي سعيد ممدا في الشارع مضرجا بدمائه عندما مر رجل واخذ بركله , رفع سعيد رأسه بصعوبة وقال للرجل :
- انت لم تضربني ؟ ماذا فعلت لك ؟
اجاب الرجل وهو يركل :
- لاشيئ ولكني ضجر ومادام الكل قد ضربوك فلماذا لا اضربك انا ايضا ؟ !!