[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هل شعرت يوما ما بالدوار أو الدوخة بعد تناول وجبة من الطعام؟ إن كان الأمر كذلك فقد تكون مصابا بحالة تسمى انخفاض ضغط الدم بعد الوليمي، أو بعد الطعام postprandial hypotension ، التي تؤثر في واحد من كل ثلاثة من الرجال والنساء الأكبر سنا .
إن الهضم عملية معقدة تتطلب تنسيقا دقيقا بين أجهزة الجسم: الجهاز الهضمي، والعصبي، ومنظومة الدورة الدموية. وتتمثل المهمة المبكرة للجسم – بعد الأكل - في تحويل كميات أكبر من الدم نحو المعدة والأمعاء الدقيقة .
وبهدف التعويض عن هذا التحويل يصبح معدل ضربات القلب أسرع وأقوى، في الوقت الذي تأخذ فيه الأوعية الدموية البعيدة عن الجهاز الهضمي بالانقباض. وهاتان العمليتان هما اللتان تحافظان على ضغط الدم وعلى تدفق الدم إلى الدماغ والرجلين، وإلى كل منطقة بينهما .
ولا تستجيب الأوعية الدموية والقلب لدى بعض الأشخاص لمثل هذه المهمات، وهذا ما يتسبب في انخفاض ضغط الدم في كل منطقة من الجسم عدا الجهاز الهضمي .
ويظهر هذا الانخفاض المفاجئ بوضوح في شكل دوخة ودوار. ويتسبب انخفاض ضغط الدم بعد الطعام في سقوط بعض الأشخاص على الأرض، وقد يتعرض آخرون إلى الإغماء. وقد يحفز على ظهور آلام في الصدر، أي الذبحة الصدرية، أو يتسبب في ظهور التقيؤ. كما أفادت بعض التقارير بأنه قد حفز على حدوث سكتات دماغية عابرة .
* أسباب الحالة
* يعاني بعض الناس من استعداد جيني وراثي لحالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام. إلا أن آخرين يعانون من الحالة بعد تعرضهم لسكتة دماغية، أو حادث، أو أي صدمة أدت إلى أضرار في الأعصاب أو مستشعرات ضغط الدم .
ولكن ولدى أغلب الناس فإن انخفاض ضغط الدم بعد الطعام ينشأ عن التغيرات الحاصلة بفعل تقدم العمر التي تتداخل مع قدرة الجسم على الاستجابة بسرعة للتغيرات المفاجئة في ضغط الدم .
وأكثر العوامل الخطرة لهذه الحالة، ضغط الدم المرتفع وهو الذي يصلب الشرايين ويجعلها أصلب، ولذا يصعب عليها الانقباض أو الاسترخاء عند الحاجة. أما إخفاق المستشعرات في العمل، وهي مستشعرات ضغط الدم في الشرايين أو مستقبلات التمدد في المعدة (التي تنبه مناطق الجسم الأخرى إلى أن الجسم يتناول الطعام)، فإنه قد يقود إلى حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، مثلما يقود إليها داء السكري، ومرض باركنسون، والأمراض الأخرى التي تتسبب في حدوث أضرار في الأعصاب .
* الوقاية خير من العلاج
* لا توجد وقاية تامة من حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، إلا أن إجراء تغييرات عديدة على نمط الحياة قد يؤدي إلى ظهور فروق جوهرية :
* الماء قبل الأكل. إن تناول من 12 إلى 18 أونصة (قدح إلى قدحين) أو أكثر، من الماء قبل 15 دقيقة من تناول وجبة الطعام يمكنه أن يخفف من انخفاض ضغط الدم .
* وجبات صغيرة. إن الوجبات الكبيرة تحفز، غالبا، على ظهور حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام. حاول الانتقال من تناول ثلاث وجبات إلى تناول ست أو سبع وجبات طعام صغيرة يوميا .
* قلل من الكربوهيدرات سريعة الهضم. فالخبز الأبيض والأطعمة الأخرى المصنوعة من طحين الحبوب المصفى والمنقى، والأرز الأبيض، والبطاطا، والمشروبات المحتوية على السكر، تمر بسرعة عبر المعدة نحو الأمعاء الدقيقة. وهذا الإسراع في مرورها يسهم في ظهور حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، ولذا فإن التقليل من هذه الأطعمة وإحلال الأطعمة التي تهضم ببطء محلها، مثل الحبوب الكاملة، والفاصوليا، والبروتينات، والزيوت الصحية، ربما سيحافظ أفضل على ضغط الدم بعد وجبة الطعام .
* استرخ.. يهبط ضغط الدم عادة بعد مرور من 30 إلى 60 دقيقة من الانتهاء من وجبة الطعام. ولذا فإن الجلوس أو الاستلقاء على السرير لفترة ساعة بعد الأكل، وسيلة أخرى للتعامل مع حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، وإن كنت تحتاج فعلا إلى التحرك، فعليك أن تتحرك بنوع من الحيطة وتنتبه إلى أي إشارات محتملة لظهور تلك الحالة .
* أدوية غير مفيدة
* وقد اختبر عدد من الأدوية والمكملات لعلاج حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام. ومنها الكافيين، وعلكة الغوار guar gum ( ألياف مذابة في الماء)، وعقار أكاربوس acarbose دواء لمرض السكري يبطئ هضم الكربوهيدرات)، وميدودرين midodrine لزيادة ضغط الدم وغيرها. إلا أن أيا من هذه الأدوية والمكملات لم يؤد مهمته بشكل جيد في التجارب الإكلينيكية، كما أن الأعراض الجانبية لها يمكن أن تكون أسوأ في بعض الأحيان من حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام نفسها