سعيد في انتخابات لبنان السعيدة !!
بقلم محسن الصفار
سعيد مواطن لبناني ليس كباقي مواطنيه فهو لا يحب السياسة ولا يؤمن بالطائفية وخصوصاً الطائفية السياسية التي يعتبرها هي رأس البلاء في بلده و السبب الأصلي لوقوف عجلة التنمية وضياع فرص التقدم وهجرة الشباب إلى مختلف دول العالم ولأن في لبنان كل من لا يتحدث بالسياسة لا يعتبر إنساناً محبوباً, فلم يكن جيرانه يقيمون جسور المودة معه كثيراً حتى إقتربت الانتخابات فإذا به فجأة يصبح محبوباً وشعبياً لأن صوته هو من الأصوات الحائرة والتي يحاول كلا الفريقين إصطيادها , لم يعر سعيد الموضوع أهمية في باديء الأمر ولكن في إحدى الليالي رنّ جرس الباب فإذا بجاره الذي ينتمي إلي تيار الموالاة يقف على العتبة وبيده صينية لحم بعجينة وعلى فمه إبتسامة عريضة وما إن رأى سعيد حتى قال:
- ولو مساء الخير يا جار كيفك؟ وينك؟ بشرفي عملت صينية لحمة بعجينة وقلت لحالي يا صبي ما في حدا بهالجيرة أحسن من حبيب قلبي سعيد اكلهن معه مع كاسة شاي شو قلت؟
- أهلاً وسهلاً يا جار، ولو بلا صينية لحمة بعجينة انت على العين والراس شرف خيّي فوت على جوّه.
ما إن جلسا حتى رنّ جرس الباب مرة ثانية نهض سعيد وفتحه فإذا بجاره الاخر الذي ينتمي إلى تيار المعارضة على الباب وبيده صحن من الحلويات.
- مرحباً سعيد، هاي وينك يا عمي ما حدا بيشوفك؟
- والله مشاغل.
- أنا جبت هالحلويات وقلت لازم أكلهن مع حبيبي سعيدعلى فنجان قهوة شو قلت؟
- خيّي هلا فيك ناكلهم مع مناقيش جارنا الثاني.
ما إن رأى الجاريين أحدهما الآخر حتى علت وجوههم نظرة تدل على الامتعاض ولكنهما سلّما على بعضهما على مضض كما يفعل زعمائهم في جلسات الحوار الوطني يسلّمون ويبتسمون ثم ما ان يخرجون حتى يشبعون بعضهم شتماً وتخويناً، وبعد اكل اللحمة بعجينة والحلويات وشرب الشاي والقهوة بدأ الجار الموالي الحديث وقال:
- إيه جار نحنا متاكدين أنه شخص وطني ومخلص ولبناني صرف مثلك راح يصوت لجماعة 14 آذار في الانتخابات.
وهنا قفز الجار الآخر المعارض قائلاً:
- ولو يا اخ سعيد انت طول عمرك بتحب المقاومة وأكيد ما راح تبخل