الدكتور وليد العياصرة
يحرص المسلم على فعل الخيرات والتقرب الى الله تعالى بالعبادات، لينال الاجر والثواب منه سبحانه وتعالى. فالإنسان خلق لغاية وكلف بوظيفة، وتحقيق الغاية (عبادة الله تعالى)، والوظيفة (عمارة الكون)، مرضاة للرب ومنجاة من غضبه سبحانه وتعالى.
للأسف في موسم الانتخابات، يطلق البعض العنان لنفسه، فتجري به في بحر المعاصي والنفاق وأكل لحوم الناس بالغيبة والنميمة والطعن والشتم وقطع الارحام.
غريب هذا الانسان الذي يعكف على العبادة والعمل لينال الاجر والثواب من الله تعالى، ثم يقدم الى ما عمل فيجعله هباء منثورا.
لا شك ان الذي يجهد نفسه بالعمل لنيل الأجر، ثم يفسد عمله ويضيع أجره بعد ان اتمه لهو احمق، وقد ضرب الله تعالى مثلا في القرآن الكريم يصف هذا الذي يفسد عمله ويضيع اجره بعد ان اتمه قال تعالى:
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [النحل:92].
إن الذي يضيع عمله وعبادته واجره وثوابه في موسم الانتخابات ما هو الا احمق سلم نفسه للشيطان، فتكون عليه هذه الايام ايام حسرة وندامة، كيف لا وقد اصبح بسببها مفلس.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟ فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار } [مسلم].
فحرص على عملك وعبادتك وابتعد عن القيل والقال واختر نائبا ذو كفاءة