الكاتب : المحامي مزهر محسن القرعان
مشاركون
- ومقاطعون , كلمتان متضادتان لا تلتقيان ابدا, الا اننا وفي ظل هذه الاجواء الانتخابية وجدنا امكانية وجود قاسم مشترك بينهما الا وهو ارادة التغيير , فالمشاركون يبررون مشاركتهم برغبتهم بالتغيير والمقاطعون يبررون مقاطعتهم برغبتهم بالتغيير , ولكنا نرى ان هذا القاسم المشترك بينهما لا يلبث ان يزول اذا عدنا الى النية الكامنة لدى الطرفين حول تفسيرهم لمعنى كلمة التغيير بالرغم من توافقهم حول ضرورة التغيير .
ولعلي لا اكون مخطئا اذا قلت بان هذا التفسير لكلمة التغيير لا ولن يكون واحدا لدى الطرفين ,فكل طرف منهم له رؤيته الخاصة يريد فرض رؤيته على الجميع , مع انه قد يكون هناك طرف ثالث لا يريد التغيير مهما كان نوع هذا التغيير وذلك لاسباب تخصهم ايضا فالتغيير لا ياتي دائما لصالح الجميع وانما قد تستفيد منه فئة معينة وتضر به فئات اخرى فكما يقولون (مصائب قوم عند قوم فوائد ) فهؤلاء لا يريدون التغيير لانهم قد يجدوا فيه تهديدا لمصالحهم وخسارة لمناصبهم بمعنى انه قد يكون سحبا للبساط من تحت ارجلهم , وامام مصالح هؤلاء من يريد التغيير ومن لا يريد التغيير نجد ان المواطن البسيط هو الضحية وهو الخاسر الوحيد لانه تعود ان اي تغيير لم ولن يكن في مصلحته , ولانه تعود كذلك على ان امسه افضل من يومه الذي يعيش وان يومه الذي يعيش افضل من مستقبله الذي لم ولن يشارك في صنعه الا من خلال التصويت لمرشح يخيب امله او من خلال مقاطعته التي لن تعود عليه بالفائدة في حياته اليومية و المعيشية .
بعيدا عما يجنيه السياسيون من فوائد سواء بالمقاطعة او المشاركة , وبناء على ما تقدم هناك سؤال يطرح نفسه بقوة الا وهو هل التغيير مطلوب دائما ؟ سؤوال اعتقد جازما انه في محله في خضم المصالح المتعارضة بين من يسعون الى التغيير مع اختلاف اساليبهم وبين اولئك الذين يفضلون الابقاء على الوضع الحالي (المحافظون).
اقول اننا مع التغيير الهادف والبناء والذي يكون فيه المستفيد الوطن بكامله وليس فئة معينة على حساب الاغلبية في هذا الوطن الغالي علينا جميعا , نعم نحن مع التغيير الذي يكرس ويعزز الانتماء للوطن والولاء لقيادته, ولسنا مع التغيير الذي تتطفل فيه فئة على مكتسبات الوطن والمواطن لتمللأ الجيوب ثم تنفقها هنا وهناك لتمويل حملاتها الانتخابية هيلا وبلا كيل ثم تعود لتجمعها مرة اخرى عن طريق الاحتكار للسلع ورفع اسعارها , فيا هؤلاء الذين يطلبون التغيير مقاطعون او مشاركون ليكن هم المواطن البسيط همكم وندعوكم الى النزول من ابراجكم العالية لعلنا نكذب المقولة المشهور (قربط بمنحوسك لايجيك الى انحس منه ) فنأمل الا يكون المجلس القادم كالذي سبقه حتى لا نعود الى المربع الاول , وكانك يا ابو زيد ما غزيت.