رداً على الأزمة السكنية في جامعة تل أبيب، بادَرَت الجبهة الطلابية لإقامة "هيئة النضال من أجل مساكن الطلبة"، لتضم أكبر عدد من الطلاب المتضررين من سياسة الجامعة عرباً ويهوداً، والتي تهدف إلى خَوض معركة جادّة ومكثّفة من أجل توفير المساكن للطلاب.
يذكر أنّ أزمة السكن في جامعة تل أبيب تفاقمت هذه السنة بشكل كبير بعدَ أن تمَّ خصخصة مساكن الطلبة لصالح شركة "شيكون وبينوي" الرأسمالية وصاحبتها شيري أريسون، والتي هدفها الأول، كما يبدو، هو الربح المادي، دونَ الاكتراث لمصلحة الطلاب ومشاكلهم، حيثُ تمَّ تخصيص ما يُقارب 250 سرير للطلاب الأجانب الذين يدرسون في الجامعة ويدفعون ضعفي الطلاب المحليين، وذلك على حساب الطلاب المحليين، دونَ الاكتراث بتوفير السكن البديل لهم، حيثُ يضطر عددٌ كبير من الطلاب المحليين، وخاصةً العرب، للسفر مئات الكيلومترات يومياً للوصول للجامعة، فالطلاب العرب واقعون بين المطرقة والسندان، فالجامعة لا توفر لهم المساكن، ومن كما أن معظم أصحاب البيوت والشقق لا يؤجّرون بيوتهم للطلبة العرب.
هذا وبادرت الجبهة الطلابية لإقامة "هيئة النضال من أجل مساكن الطلبة" والتي تضم طلاباً عرباً ويهوداً، من مختلف الأطر السياسية اليسارية التقدمية العربية واليهودية، هدفها توسيع دائرة النضال الطلابي من أجل إيجاد حل فوري وجوهري لأزمة السكن. وتم الحصول على دعم رسمي من طاقمي المحاضرين الكبار والصغار في الجامعة. كذلك جمع أكثر من 1000 توقيع على عريضة تدعم النضال الطلابي بخصوص الأزمة القائمة في مساكن الطلبة، وتطالب الجامعة وشركة العقارات بالعدول عن سياستها المجحفة بحق الطلاب والاهتمام بقضيتهم هذه وحلها بالشكل اللائق والفوري.
وتشير الجبهة الطلابية أنه قد تمّ منذ أكثر من ثلاث سنوات التصديق على مشروع بناء جديد كمساكن للطلبة، إلاّ أنّ هذا المشروع لم يتم تنفيذه حتى الآن، وكخطوة أخرى لتصعيد النّضال الطلابي الميداني، باشَرت "هيئة النضال من أجل مساكن الطلبة"، بنصب خيمة اعتصام في "ساحة أنطين" في مدخل الجامعة، والتي ستشمل محاضرات وندوات تثقيفية في مواضيع عدة ومتنوعة والتي ستُلقى على يد محاضرين من الجامعة، ناشطون سياسيون ومندوبون عن جمعيات، إضافة إلى برامج فنية ملتزمة.
كما ناشدت الجبهة الطلابية جميع الطلاب من كافة الأطياف والقوى السياسية الفاعلة في الساحة الطلابية، بغض النظر عن الانتماء الحزبي، للانضمام لهيئة النضال من أجل مساكن الطلبة، من أجل تحقيق الهدف المنشود وخلق وسيلة ضغط كبيرة على الجامعة والمؤسسات المعنية بالأمر.