عندما أطلق الحكم المجري فيكتور كاساي صافرته معلناً نهاية المباراة بين توتنهام وانتر ميلان في شمال لندن، تأكد كثيرون ان نجماً من فئة "سوبر ستار" رسخ قدميه بين الكبار وأعلن صراعاً مريراً بين اندية العمالقة في سباق ضمه على مدى الاسابيع والشهور المقبلة... هكذا في غضون مباراتين أعلن الويلزي غاريث بيل انه نجم من كوكب آخر.
قد لا يختلف اثنان على ان السنوات الثلاث الماضية قسمت عشاق كرة القدم بين محبين للارجنتيني ليونيل ميسي وآخرين يعشقون كريستيانو رونالدو، وزادت المنافسة عندما انتقل النجم البرتغالي الى الدوري الاسباني ليرتدي فانلة الريال، ليحتدم الصراع مع البارسا، وكأن لهما عالماً خاصاً، او ان مواهبهما من كوكب آخر غير الارض، وربما من كوكب المشتري الذي يأتي منه من تكون لمساته ساحرة وتسديداته قاتلة وتمريراته متقنة وغير عادية.
اذا كان ميسي ورونالدو من كوكب المشتري، فان بيل لا يبتعد عنهما كثيراً وقد يكون من الكوكب المجاور زحل، لانه لا يجرؤ لاعب كرة ان يفعل بمدافعين من الطراز الاول، قادوا الانتر الى الفوز بدوري أبطال اوروبا بناء على صلابتهم ودهائهم الدفاعي، مثلما فعل الويلزي ابن الحادية والعشرين عاماً، وفجأة بدا البرازيلي مايكون، أفضل مدافع أيمن في العالم، وكأنه في حصة تدريب مدرسية، ولم يقو زميلاه لوسيو وصامويل على اعانته في مواجهة الزوبعة بيل، والغريب ان الهدف الثالث لتوتنهام جاء قبل دقيقة من النهاية عندما استلم بيل الكرة من على حافة منطقة جزاء فريقه ليطير بها وكأنه فعلاً من كوكب آخر، لانه لا يتمتع بهذه اللياقة البدنية او الفكر الكروي الا قليلون جداً.
في الموسم الماضي كان بيل يحاول جاهداً اقناع مدربه هاري ريدناب بالمشاركة اساسياً، لكن المدرب المحنك لم يكن مقتنعاً بقدرات بيل الدفاعية، على اعتبار انه ضمه الى الفريق قبل ثلاثة سنوات ليكون احتياطياً للمدافع الايسر، لكن بيل ظل يطالب بفرصة لكن على الجناح الايسر، وعندما اقتنع ريدناب في الثلث الاخير من الموسم الماضي، كانت النتيجة تأهل توتنهام الى دوري أبطال اوروبا، وضمان ما لا يقل عن 30 مليون جنيه كقيمة لنجم بدأ كثيرون يقارنونه بمواطنه راين غيغز.