لقد حافظت الحركة الصهيونية على الاستمرارية في تحقيق اهدافها وأساليبها على مدى القرن الماضي. منذ البداية سعت الحركة الصهيونية لتحقيق أغلبية سكانية لليهود في فلسطين وإنشاء دولة يهودية على أكبر قدر ممكن من أراضي فلسطين. لتحقيق هذه اللأهداف تم إستخدام الكثير من الاساليب ومنها تشجيع الهجرة اليهودية وشراء أكبر مساحات ممكنة من اراضي فلسطين لتصبح وقف غير قابل لتصرف لكل الشعب اليهودي. كانت هذه السياسة السبب الرئيسي الذي منع السكان العرب الاصليين من تحقيق اهدافهم الوطنية واقامة دولتهم الفلسطينية، ولنجاح هذه السياسة اُستوجب تشريد الشعب الفلسطيني من أرضه عندما كان تواجدهم يقف أمام تحقيق الأهداف الصهيونية.
لقد فشلت الحركة الصهيونية ،ومن ثم دولة اسرائيل، من تطوير أساليب إيجابية للتعامل مع التواجد الفلسطيني وطموحاته. على الرغم من ان العديد من الاسرائيليين قد إعترفوا بهذه المعضلة الاخلاقية (التي يطرحها التواجد الفلسطيني)، لكن الأغلبية منهم حاولت إما تجاهل هذه المعضلة او إستخدام القوة لإجبارالشعب الفلسطيني على الرضوخ للإرادة الصهيونية. وهكذا فإن مشكلة فلسطين، نمت وترعرعت بدلاً من حلها.