عبد الهادي قد يفوز برئاسة الوزراء بعد الإنتخابات : وزر أم دهاء سياسي؟!!

(( إنما الأمم الأخلاق فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا))

ورد عن الرسول الأكرم: البرّ حسنُ الخلُق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطّلع عليه الناس" رواه الترمذي..

ماذا يحاك في نفس الباشا عبد الهادي.. عندما يخرج أحد المرشحين في مادة دعائية على الفضائيات التي تكاثرت كالفطر في موسم الابتزاز الانتخابي والتي تتفنن في كيفية استغفال المرشحين وحرقهم عبر طريقة عرضهم وشعاراتهم وحديثهم الغبّي الذي يضرهم تماماً كمن يدفع ثمن هزيمته أو خسارته..

هذه المحطات الفضائية التي ليس من غايةٍ لها سوى حلب المرشحين والاستخفاف بعقول الناخبين ومداراة الحكوميين..

عندما يخرج أحد المرشحين على الفضائيات الدعائية فيسأله المذيع: هل أنت من حزب التيار الوطني، فيجيب حرفياً: أنا من حزب التيار لكنني نازل مستقل؟؟؟؟

هذه هي الثقافة الحزبية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يريد تيار عبد الهادي الوطني وزعيمه المناضل المجاهد الثوري المحافظ المجالي التميمي الباشا المدني زرعها وتكريسها في وجدان وشرايين المجتمع..

إنه يعمل على مبدأ (( التقية الحزبية)) والتي سيتبعها أو ربما سبقها تقية سياسية واجتماعية وفكرية واقتصادية..

الآن يلعب التيار والباشا ذات اللعبة التي بموجبها تم حلّ المجلس السابق.. فهو عبر نائبيه المعلنين والمخفيين سوف يستحوذ على أكبر عددٍ من مقاعد المجلس.. وسوف يسعى الباشا لتشكيل الحكومة باعتبار أن حزبه الأكثر شعبيةً بحسب مقاعد النوّاب..

حينها سيتم احتلال مجلس النوّاب من قبل خليط غير متجانس إلا في مصلحته وهي ذريعة ستستخدم بتنوّع العضوية في التيار.. وسيتم احتلال الحكومة أو السلطة التنفيذية من قبل الحزب الوحيد على الساحة.. أما اقتصادياً فلا مناص أمام أصحاب الشركات إلا الانضواء تحت لواء التيار من أجل توفير المظلة والمرجعية والتسهيلات المطلوبة لهم..

إننا سنشهد قريباً ضمن هذا المشهد الانتخابي بروز التيار الوطني في السلطات التنفيذية والتشريعية والرأسمالية لكن بمفاهيم جديدة في العمل تحت مسمى (( التقية الحياتية))..

كيف نقرأ وجود مرشّح معلن للتيار في الدائرة الأولى وحتى الدائرة السابعة في عمان، مع وجود مرشحين مخفيين وبلغة الحكومة (( وهميين)) كدوائرها الوهمية.. صدقوني هناك من مرشحي التيار الوطني لمجلس النواب من لا يعرف ولا يملك تعريف الحزبية ناهيك عن تحديد مهام وغايات حزب التيار..

إن مبدأ التقية المتبع من قبل الباشا عبد الهادي أوصلنا إلى درجة من الضبابية وعدم المقدرة على تحديد الاتجاهات.. ولا تحتمل المرحلة القادمة هذا الدهاء أو الغباء السياسي والنيابي من أجل مصلحة الأردن العامة..

لقد أوضح الملك في جميع خطاباته وتوجيهاته رغبة ملكية عارمة بالوضوح المباشر والمحدد من حيث النزاهة والشفافية والعدالة والكفاءة وأن يخرج مجلس نيابي قوي ومستقل يمارس دوره التشريعي والرقابي.. مجلس يساءل الحكومة لا حكومة تساءل المجلس.. مجلس يمثّل كافة أطياف الشعب الأردني.. لا حزب ولا باشا ولا عبد الهادي يمثّل جميع الأردنيين..

حين سألت أحد من يدعى أمين عام أحد الأحزاب الأردنية عن عدم ترشّح أحد من (( الصفوف القيادية ؟؟؟ )) للانتخابات.. أجاب بصراحة: أولاً خوفاً من عدم النجاح وهو شبه مؤكد.. ثانياً عدم توافر السيولة المليونية التي فاض بها المقاولون ورجال المال على حملاتهم.. أما من تم ترشيحه من الحزب للانتخابات فهم يكفيهم من المجد المحاولة وبروز أسمائهم وتعليق يافطاتهم وصورهم..

ما يجري هو نوع من التهجين والتدجين السياسي بهدف إعادة إنتاج ذات النوّاب وذات المصالح وذات الوجوه التي تعرف كيف تبيع وتشتري.. لكنها في ميزان السياسة لا تصلح أن تكون في محو الأميّة.. وللحديث بقية ؟؟؟؟

موضوع متميز ........... سلمتي

تسلملي على مرورك الرائع