ما الذي حدث في جامعة اليرموك أمس؟.
مشاجرة طالبية حدت برئيس الجامعة لأن ينزل الى الساحة ويبدأ (بالتحجيز) بين الطلاب.. وبالتالي اضيفت مهنة جديدة لرؤساء الجامعات غير ادارة الجامعة وتحسين مستواها وهي (التحجيز).
اتعاطف مع الدكتور سلطان ابو عرابي، فهو في ظل مشهد التكسير والتخريب وتبادل رشقات القناوي والحجارة لا يملك الا ان ينزل الى الميدان.. ولكن المحزن في الامر ان يصل الطالب الجامعي الى ممارسة سلوك همجي في اقدم المؤسسات التنويرية الاردنية وهي جامعة اليرموك.
انقرضت (الهوشات) التي كانت تندلع في مجمع رغدان او مجمع العبدلي او زقاق البلد او حتى احد احياء اربد وتحولت ساحتها الى الجامعات وهذا ينذر بخطر جسيم.. وهو ان الجامعة صارت مؤسسة اكاديمية ومؤسسة (هوشات) في الوقت نفسه وقد يتطور الامر لاستحداث مواد جديدة تدرس في علم الاجتماع مثل (مدخل الى القناوي) او (الوجيز في شرح شروط التحجيز).
لو ان (هوشاتهم) تندلع على اسباب سياسية وخلفية تنظيمية او على شعارات طلابية لقلنا ان الوعي له مخرجاته ولكنها (هوشات) تبدأ خارج الجامعة وتكون ساحاتها الجامعة.. وبالتالي يتخرج الطالب بكالوريوس هوشات ويحمل (7) غرز في رأسه وضربة مشرط وربما طعنة بشبرية.
ما الحل؟.... الحل بسيط جداً... وهو (عسكرة) الامن الجامعي بمعنى تحويله الى مؤسسة امنية رسمية ذات ادارة وطابع مدني.. وتكون وظيفتها كسر يد كل من تسول له نفسه تعكير صفو المزاج الاكاديمي او تحويل الجامعة عن مسارها.
تستطيع الحكومة وبالاستفادة من خبرات مؤسسة مثل الامن العام تشكيل لواء مدني وظيفته تنظيف ساحات الجامعة من (الزعران) وان يملك صلاحيات تحويل المشاغبين الى المحاكم المختصة.
في بلادنا لدينا ما يفوق (80) ألف متقاعد.. وهؤلاء يجب استغلالهم جيداً، ويجب ان يكون لكل جامعة قوة خاصة بها تحميها وتحمي مسيرتها العلمية.
لم أعد اؤمن بالحوار والوعي واجزم ان (القنوة) تحتاج لقنوة مقابلة والصفعة تحتاج (لبوكس)... وهذا وقت تفعيل وعسكرة الامن الجامعي.
عبد الهادي المجالي/الرأي