علي صقر السويدي.. مستكشف البحار ومصور أول فيلم إماراتي تحت الماء
موزة خميس - جريدة الإتحاد :- دبي
نشأ علي صقر السويدي- رئيس مجموعة الامارات للبيئة البحرية - على عشق البحر وحب الغوص والبحث عن اللؤلؤ، أسوة بوالده حيث ألف سماع قصص وأخبار الأجداد من والده ورجال البحر، ورغم أنه ولد عام 1957م، إلا أنه التحق مبكرا بالبحر عام 1966 حين كان في الثامنة من عمره، وكانت تستهويه أفلام الكابتن جاك ايف كوستو- مستكشف البحار، والذي التقى به في عام 1988م في شرم الشيخ.
منذ ذلك الحين وفكرة تصوير الأفلام البيئية تراوده، ولذلك سعى منذ عام 1987م على تأسيس مجموعة تقوم برحلات غوص سنوية، وأطلق عليها رحلات الوصل بدعم من سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم من حيث المعدات والقوارب، وانطلقت أول رحلة من دبي إلى جزيرة الياسات في أبوظبي في شهر أبريل عام 1986م، وشهد عام 1988م بدء تصوير أول فيلم توثيقي تحت الماء من خلال رحلة الوصل الثانية، وحصل الفيلم على جائزة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كما قام بتكريم أعضاء الرحلة. أسس علي صقر السويدي قسم علوم البحار والبيئة التابع لندوة الثقافة والعلوم، وبعد ذلك أسس جمعية الإمارات للغوص التي تتبع لوزارة الشباب والثقافة في عام 1994م، وكانت برئاسة فرج بن بطي المحيربي، وكان الأمين العام علي صقر السويدي، وعندما دعت دولة الكويت لعقد مهرجان الغوص الخليجي، قامت دولة الامارات بإرسال وفد برئاسة علي السويدي، حيث تنافس المشاركون واحتلت الدولة المركز الأول. عام 1996 تأسست مجموعة الامارات للبيئة البحرية برئاسة فخرية من سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، وسعى السويدي إلى أن تختص بالتعامل مع القضايا البيئية المختلفة، ومن أهم أهدافها الحفاظ على التنوع الحيوي في الدولة، عن طريق حماية الحياة البرية المهددة بالانقراض، والمشاركة في الجهود المبذولة للمحافظة عليها، والقيام بأبحاث علمية وتعزيز التثقيف البيئي والمحافظة على النظم الإيكولوجية للأجيال القادمة. بدأت المجموعة أولى أنشطتها في تنظيف ميناء الحمرية في دبي، ومن ثم إلى معظم موانئ الدولة، وفي سنة 2001م شارك في التأهيل البيئي لجزيرة صير بونعير، ومن ثم الانتقال إلى جزيرة دلما للقيام بعمليات التنظيف ومراقبة بيئتها البرية والبحرية، وأيضا لزراعة المحار في المغاصات المجاورة للجزيرة لمدة 3 سنوات. أنجز من خلال المجموعة في سنة 2007م عمليات نقل الحيوانات والزواحف البرية من موقع مشروع مطار جبل علي إلى أماكن آمنة للحفاظ عليها، وعمل دراسة كاملة حول أنواع الحيوانات والنباتات المتواجدة في المنطقة، ثم بدأت المجموعة في سنة 2008م العمل في مشروع نخلة جبل علي مع شركة نخيل في مشاريع بيئية مشتركة للحفاظ على البيئة البحرية بحيث تعمل المجموعة على إعداد تقارير شهرية. من أبرز المشاريع التي قامت بها المجموعة أكبر عملية لنقل المرجان في العالم في نخلة جبل علي لزراعتها في مناطق أكثر أمنا، وتدير المجموعة حاليا محمية غنتوت التابعة لها قرب منطقة سيح شعيب، وتستقبل فيها سنويا آلاف الطلبة من المدارس والجامعات ومختلف المؤسسات في الدولة من كافة الجنسيات والمراحل المختلفة. يحرص علي السويدي على إعداد العديد من الأنشطة والبرامج التعليمية لتعزيز الوعي البيئي، والتدريب على التعامل مع مختلف مكونات البيئة ميدانيا وللحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا، وقد حصل علي صقر السويدي مؤخرا (2009) على جائزة «بيش براون» للتاريخ الطبيعي والمقدمة من مجموعة الإمارات للتاريخ الطبيعي وكان أول شخص عربي يحصل عليها