وصلها عبر الهاتف صوت سيدة لتقول لها بنبرة وقورة ودودة إنهم يرغبون بزيارتها للتعارف... وقبل أن تعلِّق ، أضافت المتَّصِلة بأن الزيارة ستكون تمهيداً لخطبتها إلى أخيهم ... فدُهشت، واضطربت، وفرحت، إذ أحسَّت أن الأقدار قد قرَّرت إنصافها أخيراً !
ولمَّا كان اليوم الموعود، وصلت العائلة إلى بيتهم وسط حفاوة غير معلنة من أسرتها... وفيما كانت تتفقَد هيأتها أمام المرآة ملقية النظرة الأخيرة على نفسها، دخلت أختها الكبيرة بملامح غامضة لم تستطع تفسيرها... ثمَّ تبعتها والدتها بملامح عصية على التفسير كذلك... وسألتهما بلهفة : «أهو العريس ؟ كيف يبدو ؟» فبدرت منهما ابتسامة مريبة زادت من فضولها وحيرتها، فتمتمت لنفسها وهي تهمُّ بحمل صينية القهوة :» لابدَّ أن به عيباً ما !»
وصلت إلى الصالة بقلب واجف، وقدَّمت القهوة للحضور دون أن تجرؤ على رفع عينيها، حتى اتَّخذت مكاناً لنفسها أخيراً وهي تشعر أنها مُراقبة في كل حركاتها، لكنها استجمعت جرأتها في لحظة ما، ونظرت نحوه... وتسمَّرت نظرتها عليه... كان وسيماً بشكل صارخ ... كان جذاباً آسراً كأنه قد هرب للتو من أحد الأفلام السينمائية الكلاسيكية !
ثمَ أفاقت على صوت والدته تقول باعتداد إنَّ ابنها قرَّر الاستقرار أخيراَ مع بنت الحلال «المستورة» التي تعرف كيف تصون بيته، وكيف تكون أماً لأبنائه... لتضيف بتأثر أنه لم يصادف بعد من هي مؤهلة لذلك من بين العديدات اللواتي عرفهن... وبأنهم أعجبوا بما سمعوا عنها وعن عائلتها...
ولم تسمع هي بقية الكلام، بل انسحبت بلباقة إلى غرفتها، لتجد نفسها تقف أمام مرآتها... ثمَّ تهاوت على سريرها بعد أن أحسَّت أنَّ الأرض تميد بها !
غادرت الأسرة الضيفة، لتبدأ أسرتها بمناقشة أمور المهر والخطبة و الإجراءات اللازمة، لتلتفت نحوها والدتها بين الحين والآخر وتقول : «سبحان الله... آخر الصبر خير، عريس زي القمر... الحمد لله، أشكرك يا ربَ !».
ولم يؤرقها شيء بقدر ما أرَّقتها جملة «زي القمر»... ثمَّ قضت الليلة وهي تقنع نفسها بصعوبة أنها محظوظة لا شك، فلماذا إذن ترك كل جميلات الدنيا، واختارها هي ؟
ثمَّ وجدته يتصل بها في اليوم التالي ليدعوها إلى فنجان قهوة للتعارف والتقارب، فاستجابت للدعوة، وقضت ما يزيد عن الساعتين في أمسية ذلك اليوم بالاستعداد... وبعد وقوف طويل أمام المرآة، خرجت من بيتها مرتبكة مذعورة قلقة... لتكتشف أنها لم تشعر بهذا الكمِّ من انعدام الثقة بالنفس إلا بعد مشروع الخطبة إياها !
ثمَّ لاحظت أنَّ النادل تأملهما طويلاً... وكذلك الفتاتين على الطاولة المجاورة... ثمَّ لاحظت أنَّ إحدى السيدات على طاولة أخرى قد رشقتها بنظرة مريبة، ثمَّ ركَّزَت نظرة ذات مغزى عليه وحده !
وفيما تركته يتحدث، كانت قد سرحت لتتخيل نفسها تجلس قربه في الزفاف، وتُحصي عدد النظرات التي ستخترق ذاك الرباط المزعوم بينهما... من يوم الزفاف إلى آخر العمر!
ولم تنم ليلتها، ولا الليلة التالية... ولم تصرِّح بمشاعرها لأحد، لكن وجدت نفسها تهاتفه في صباح اليوم الثالث لتبلغه اعتذارها عن الارتباط... ولمَّا سألها عن السبب، لم تجب... وهي حتى الآن، لا تستطيع أن تبوح به !
د. لانا مامكغ
theredrose
موضوع: رد: السرّ 30/10/2010, 06:29
يااااااااااااااااااه عن جد قصة جميلة جدا وما بعرف يعني ممكن يكون سبب الرفض انه اجمل منها ولا في تفسير ثاني؟؟؟؟؟؟؟؟؟
Free Butterfly
موضوع: رد: السرّ 30/10/2010, 10:45
شو هل سبب يلي خلاها ترفض عنجد شي محير
يسلمواا مجد
c0n@n
موضوع: رد: السرّ 31/10/2010, 00:23
السبب بكل بساطة :انه هالفتاة انوجدت بمجتمع ينظر الى الشكل قبل كل شيء آخر همومه الجوهر ويوجد عندهم قاعدة وهي الرجل الوسيم يجب ان يرتبط بفتاة اجمل منه .......واذا حصل العكس الشخص الاول والاخير اللي رح يتأذى اكيد الفتاة سواء من نظرات الناس او الحكي اللي رح تسمعه من الرايح والجاي