لم تعلن الاعلامية الاردنية التي اصبحت وزيرة للسياحة سوزان عفانة بعد موقفها من سلسلة الاعتراضات السياحية اليهودية على اجراءات لا زالت قائمة وتثير ضجة في اسرائيل وضعتها النشطة السياسية التي كانت قبل اسابيع وزيرة للسياحة مها الخطيب وهي نفسها الاجراءات التي تواصل هيئة السياحة الاسرائيلية الاعتراض عليها. وكانت الصحافة الاسرائيلية قد استهدفت عدة مرات الوزيرة السابقة للسياحة بسبب 'صلافتها'، كما قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' في التعامل مع وفود اليهود السياحية، حيث طالبت الوزيرة سابقا باعادة مقتنيات تراثية سرقتها فرق اسرائيلية. وامس جدد الاسرائيليون اعتراضاتهم على الاجراءات الامنية الخاصة التي تطال السياح اليهود وتحديدا المتدينين عند عبورهم جسر الملك حسين اوالشيخ حسين لاغراض السياحة في الاردن. وتشمل هذه الاجراءات مصادرة او احتجاز ادوات العبادة يهودية الطابع التي يصر بعض السياح اليهود على حملها اثناء العبور الى الاردن مثل القلنسوة وبعض الغطاءات والادوات والكتيبات. ويؤكد مصدر رسمي اردني لـ'القدس العربي' بأن هذه المسألة لا مجال لمناقشتها، فالسلطات لديها اسباب جوهرية تحظر استخدام ادوات التعبير اليهودية في جولات سياحية داخل اراضي المملكة. واشارت المصادر الى ان الاعتراضات الاسرائيلية لن تجد اذانا صاغية في عمان. وتقول السلطات الاردنية ان الهدف المباشر للاجراءات امني الطابع وحماية السياح اليهود وضمان عدم تعرضهم لاي اعتداء خصوصا في ظل تنامي مشاعر الكراهية لاسرائيل في صفوف الشعب الاردني. وترى السلطات ان مصادرة بعض المظاهر الدينية افضل من الغرق في تفاصيل تأمين الحماية للسياح اليهود في المرافق السياحية الاردنية، وتؤكد وزارة السياحة الاردنية ان شكاوى هيئة السياحة الاسرائيلية لا مبرر لها وتتعاكس مع التقاليد المرعية في السياحة بين الدول التي كانت متخاصمة والمناطق التي تشهد اضطرابات. لكن مصادر محلية تتحدث عن اسباب اخرى اكثر وجاهة للاجراءات الاردنية اساسها حماية المرافق السياحية الاردنية من محاولات العبث التي يقوم بها كثير من السياح اليهود وهي مسألة تحدثت عنها علنا وبشكل مفاجىء الوزيرة السابقة مها الخطيب قبل عدة ايام من تنحيتها من منصبها الوزاري في وقت سابق قبل اشهر. وحسب الخطيب يعتقد ان بعض السياح اليهود ليسوا سياحا في الاصل ويحضرون معهم رموزا دينية صغيرة مخبأة لدفنها في تربة بعض المناطق الاردنية على امل ادعاء وجود يهودي تاريخي في الارض الاردنية، فقد ضبطت عدة حالات من هذا النوع من الجانب الاردني دون الاعلان عنها. بنفس الوقت يقول خبراء السياحة الاردنيون بأن السائح اليهودي يكثر من العبث في الارضيات والجدران والتربة عند زيارة المواقع السياحية الاردنية، ومن الواضح ان شغف السائح اليهودي بالبحث عن اثار تخصه بدأ يزعج السلطات الاردنية ويسيء خلافا لقواعد السياحة العالمية للمرافق الاردنية كما قالت الخطيب قبل مغادرتها منصبها الوزاري . وليس سرا كما يقول صالح العلي وكيل السياحة الخاص بأن 'بخل' السائح اليهودي من الاسباب التي تجعل التعامل بنعومة معه ليس منتجا فاليهودي السائح يحضر لعمان ليوم واحد فقط ويحضر معه طعامه ومياهه خصوصا اذا كان متدينا، ويغادر دون انفاق ولو دولار واحد في الاردن.