أحمدك ربى حمداً يليق بجلالك وعظيم سلطانك وبعد :
إن الله رفيق يحب الرفق فى أمر كله ، و ( كله ) يدخل فيه دخولياً أولياً أمر العلاج والتعامل مع العارض بغض النظر عن سبب دخوله .
وكثير من الرقاة ـ إلا من رحم الله ـ فيهم شدة وقسوة منذ أول جلسة وهذا يرجع لأسباب :
* أنه تاجر رقية وليس داعية وإلا لكانت دعوته إلى ربه بالموعظة الحسنة وجداله بالتى هى أحسن للتى هى أقوم .
* قلة فقهه الشرعى والعملى .
* عقدة نقص وجد لها مسلكاً بفتل عضلاته على أسير فى الجسد .
* ترسبات نفسية قديمة بسبب تعرضه هو نفسه لإصابة أو لأحد من أهله فوجد فى العارض منفساً وعمم الشر على كل الجن .
قد وقفنا على كثير من خدام السحر على مختلف دياناتهم وعلى عشاق ومنتقمين يحبون المعالج الفلانى رغم خصومته معهم ويكرهون آخرين ، بل تجد العارض الذى يوجه المريض للراقى الفلانى ويوسوس له أن يتصل به ويتواصل معه ولاتجده يفعل هذا مع غيره من الرقاة .
اعلم ـ رزقك الله علماً ينفع ـ أن من أفشل الرقاة والمعالجين ذلك الذى يزجر وينهر ويضرب ويصعق ، وأن أفضلهم الذى يقدم اللين على الشدة أو بمعنى آخر الشدة ليس هى الأول بل الأصل الرفق والشدة عارضة .
لماذا ؟
لأن بعض الجن من خدام السحر خصوصاً مأسورين فى الأجساد بسحر اسر أو سمه ربط ، ولايستطيع الفكاك ولاالخروج إلا بإبطاله ، وإبطال السحر له أصول كما أن صناعته لها أصول ، فقد نحتاج لوقت معين وبكيفية معينة أووصفة معينة أو آية معينة حتى نبطل هذا السحر أو نحد من سطوته ولعل إخواننا من الجن المسلم أقدر على هذا بعون من الله ثم منك !
إذا أنت تتعامل مع جنى فى أصله مظلوم فلا تزده ظلماً بأسلوبك وبقسوتك ، لاسيما أنك فى نظره أجوف لاتملك له فك سحره وهذا واصح من طريقتك فى علاجه ، فهو يقول لك أخرجنى ـ أخرجك الله من كل كرب ـ وأنت لاتعرف كيف تخرجه ، إنما تعرف ضرب وشتم وزجر وخلطات يتقاسم فيها الألم مع الإنسى المسكين .
والحالة هكذا فإنه يلجأ لأساليب وألاعيب ومراوغات وأكاذيب حتى يجعل الله له مخرجاً من هذه الورطة وقد يكون المخرج فى النهاية هو أن يقتل نفسه عبر المريض وتنتهى معاناتهما ويبعث كل منهما بعد ذلك على نيته .
العارض لو وجد فى الإسلام حلاً لمشكلته فيُسلم .
ولو وجد فى تعاونه معك حلاً لمشكلته فسيتعاون .
ولو وجدك تكثر الكلام والسؤال وتطلب منه مايدلل على أنك أحمق مغفل كطلبك الخروج فوراً وإلا فعلت بك كذا وكذا فسيكون رد فعله الطبيعى أن يحتقرك ويتلاعب بك ويؤذى المريض أكثر من قبل .
ولو وجد فيك الرفق واللين وأنك على دراية بمعاناته وأنك تعمل من أجل خلاص الإنسى أولاً ثم خلاصه فاقل نصر ستحققه هو أن يرفع آذاه عن المريض بقدر استطاعته .
هذه هى الحنكة وهذه هى الفطنة وهى أن تكن فى عون المريض لافى عون غيره عليه ، لاسيما أن شدتك لاتزد الأمر إلا سوء وتعقيداً .
الخلاصة :
أن من قال لك أننى أسير أو لاأستطيع الخروج فليس دائماً كاذب ولاكذوب ، فقد يكون الأمر كذلك ، فعالج من هذا المنطلق ولو كنت فظاً غليظ القلب فيسنفضوا من حولك !!
فافهم ترشد سلمك الله واعلم أن للعلاج أصول وقواعد وثوابت علمها ةمن علمها وجهلها من جهلها !!
الحل :
أن لاتكثر الكلام ولاالجدال ولاالسؤال ولاالضرب ولاالشتم ولاالزجر والنهر وإن لم تفعل كل ذلك أصلاً لكان خير وبركة ، والحجة الجيدة والموفقة أن تخبره ـ فقط ـ أنك هنا من أجله المريض ومن أجله ، فإن تعاون فله وإن لم يفعل فعليه وماربك بظلام للعبيد ثم تقفل الحوار إلى غير رجعة !!
فإن كان كذوباً فأنت من جعلته كذلك بحوارك معه !!
والله الهادى لسبيل الرشاد !