الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: عموم رسالته إلى الجن والإنس
ومما أخبر به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما في رواية عند البُخَارِيّ {أنهم سألوه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طعاماً، فأعطاهم العظم، قَالَ: إن لكم بكل عظم أن يكون كما لو كَانَ قبل أن يؤكل} ، أي: أن أي عظم يجده الجن فإن لهم كحاله قبل أن يؤكل، {ولهم بكل روث أو بعرة كحالها قبل أن تؤكل} ولهذا نهينا أن نستنجي بالعظام وبالروث؛ لأنه طعام إخواننا من الجن الذي أعطاهم إياه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هذه الليلة، ومن خصائصهم ما في قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [الأعراف:27].
فالجن أعطاهم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى القدرة عَلَى التشكّل، ويرونا من حيث لا نراهم، فمن الممكن أن يكون من الجن من يجلس في مجالس الذكر عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو عند الصحابة، أو من بعدهم من العلماء، ثُمَّ يبلغ إخوانه الهدى والحق والذكر، إذاً فالبلاغ يصل الجن، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مبعوث إليهم، لأنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحمة الله للعالمين، وهم من ضمن العالمين الذين رحمهم الله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- ببعثته هذه هي القضية الأولى، ولزيادة الفائدة ففي هذا الموضوع رسالة خاصة لشَيْخ الإِسْلامِ ابْن تَيْمِيَّةَ ولم يخالف في هذا أحد من الْمُسْلِمِينَ ولله الحمد