الأطباء النفسيون لا يحذرون مرضاهم من الأعراض الجانبية
3 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
theredrose
موضوع: الأطباء النفسيون لا يحذرون مرضاهم من الأعراض الجانبية 29/10/2010, 07:45
إن من واجب الأطباء، قانونيا وأخلاقيا، إعلام المعالجين لديهم بكل الأعراض الجانبية المرافقة للأدوية التي يعطوها لهم. كما أن من واجبهم أيضا وضع مرضاهم تحت المراقبة تجنبا لنشوء أي أعراض جانبية غير مرغوب بها، وذلك نظرا لأن من شأن مثل هذه الأعراض أن تؤدي لنتائج وخيمة في بعض الحالات.
في هذا السياق، كشف مستند "داخلي" في وزارة الصحة، أن الأطباء في البلاد، لا يهتمون بالالتزام بهذا البند القانوني الأخلاقي، الأمر الذي يسبب الكثير من الضرر الحقيقي للمرضى.
زيادة عدد المعرضين للأذى بسبب الأدوية
وقد تطرق المستند المذكور لاستطلاع داخلي أجرته وزارة الصحة عام 2008، حيث يظهر أن نحو 20% من المرضى النفسيين الذين يعالجون في المؤسسات الطبية النفسية المختصة يعانون من مرض السكري. وقد ربط الاستطلاع بين الأدوية المستخدمة بعلاج المشكلات النفسية التي يعاني منها المرضى وبين نسبة الإصابة العالية بالسكري في أوساط المرضى.
بالإضافة لذلك، أكد المستند المذكور أن الأمر ليس محصورا في مجال الطب النفسي، حيث أن غالبة الأطباء العاديين لا يهتمون بإيضاح الأعراض الجانبية الممكنة للأدوية المستخدمة في غالب الأحيان. لكن الأمر استدعى التنبيه لأن الطب النفسي يشهد انتشارا واسعا لهذه الحالات، الأمر الذي يسبب أخطارا كبيرة.
وقد أشارت المعلومات الواردة بالمستند أن الكثير من الأطباء النفسيين يصفون لمرضاهم أدوية تؤدي إلى السمنة الزائدة، السكري، وحتى أمراض القلب، دون أخذ هذه الأعراض بالجدية الكافية المطلوبة. وهو ما يزيد احتمال تعرض المرضى للأذى بشكل جدي.
وقد عقب أحد المختصين في المجال، والذي يدير إحدى المؤسسات النفسية في البلاد على الأمر قائلا: "للأسف، فإن كل ما جاء في المستند المذكور حقيقي. والأمر منتشر جدا، خاصة بين أطباء العائلة العاملين في صناديق المرضى، والذين تخصص لهم هذه الصناديق ما لا يزيد عن سبع دقائق لفحص كل مريض ومحاولة تشخيص مشكلته. هذا الأمر يؤدي بالضرورة لتحول لقاء الطبيب والمريض للقاء تقني ميكانيكي لا يتسم بالإنسانية في العلاقة ولا بالحميمية". وأكد المختص ألن الحل على ما يبدو سيأتي من باب تثقيف المرضى للمبادرة أكثر لسؤال أطبائهم عن الأعراض الجانبية المتوقعة للأدوية، على أمل التقليل من مخاطرها.
أم طبيب نفسي آخر، فقد قال إن المشكلة هي أنك في مجال الطب النفسي، من السهل أن تنسى بأن المريض يفهم ويدرك ما يقال له، ويتم التعامل مع المرضى وكأنهم غير مدركين لما حولهم وبالتالي فلا حاجة للشرح!!!
من يدفع ثمن الإهمال؟!
قبل عدة أشهر، توفي شخص من مدينة بئر السبع نتيجة لإصابته بمرض سرطان الجلد. وقد كان في الستين من العمر يوم وفاته. قبيل وفاته بقليل، شك هذا المتوفى بأنه عولج بإهمال كبير من أطبائه في صندوق المرضى الذي كان ينتمي إليه، كما اعتقد أنه كان بالإمكان إنقاذ حياته لو تم تشخيص مرضه وعلاجه مبكرا. في هذه الأثناء، توجه الرجل المذكور لمكتب محام مختص بالقضايا الطبية طالبا فحص إمكانية رفع دعوى ضد صندوق المرضى بتهمة الإهمال.
وكما هو متبع في مثل هذه الحالات، توجه المحامي لصندوق المرضى بطلب الحصول على نسخة من ملف موكله الطبي. وعند حصوله على نسخة من الملف، تبين له أن جزءاً كبيرا من أرشيف موكله الطبي كان مكتوبا بخط يد الطبيب المعالج، والذي لم يكن قابلا لا للقراءة ولا للفهم. وحين راجع إدارة صندوق المرضى في هذا الشأن، تلقى صدمة كبيرة تلخصت بإجابة غريبة: "إن صندوق المرضى يستغرب توجهكم بطلب توضيح المدون في الملف، فالطبيب المعالج لم يعد موظفا في صندوقنا منذ ثمانية أعوام، وليس من واجب الطبيب المسؤول في منطقة النقب أن يترجم لكم ما كتبه الطبيب حينها. وعليه، أنصحكم بالبحث عن الطبيب المعالج في مدينة بئر السبع ومحاولة تلقي التفسير منه!!!". هذا ما كتبه مدير صندوق المرضى في المنطقة حرفيا.
ويبقى السؤال الكبير هنا: هل تنتهي مسؤولية صندوق المرضى، الأخلاقية والمهنية، عن الأطباء الذين عملوا لديهم بمجرد انتهاء وظيفة الطبيب الرسمية في هذه المؤسسة؟! وهل الجواب المذكور أعلاه الذي تكرم الطبيب/ المدير به على المحامي هو جواب منطقي ومسؤول؟
الملاحظة الوحيدة هي أن قرار المحكمة العليا أكد أن في حال لم يكن خط يد الطبيب مفهوما وقابلا للقراءة، فإن الأفضلية ستكون الأخذ بادعاء المريض المدعي وقبوله.
والسؤال الأهم والأكبر الذي لا بد لجهاز الصحة في البلاد أن يجيب عليه: من الذي يجب أن يدفع ثمن إهمال الأطباء؟!
أسماء
موضوع: رد: الأطباء النفسيون لا يحذرون مرضاهم من الأعراض الجانبية 4/11/2010, 09:10