يؤكد فان ريبر ( Van riper, 1982) إن ما يتعرض له الطفل داخل الأسرة من نماذج للنطق, ممثلة في الأب والأم, سواء في النطق المعيب أو ما يصاحبه من لزمات, هو أحد العوامل المسببة لاضطرابات النطق. كما إن عدم رغبة الأسرة في الطفل وإهماله وعدم استثارته لغوياً يؤدي به إلي الكثير من المشكلات اللغوية ومشاكل النطق الشائعة, وأيضا الاهتمام الزائد بالطفل وبالأخص بطريقة نطقه وكلامه وحرص الوالدين علي نطقه لأصوات الحروف كما ينطقها الكبار, مما يزيد من الاضطراب لديه, أو يحدث نوعاً من العناد لدي الطفل ويرفض النطق الصحيح للحروف والكلمات والاستمرار في النطق الخطأ.
ومن هنا وضعت بعض النصائح للأسرة لمواجهة مشكلات اللغة والنطق لدي أطفالها:
1.بداية أنصح بعرض الطفل علي طبيب متخصص لمعرفة الأسباب المؤدية للاضطراب وعلاجها إذا كانت أسباب تتعلق بأعضاء الكلام مثل " اللسان – الأسنان – سقف الفم – الحنجرة – الأذن ".
2.تحفيظ الطفل القرآن الكريم علي الأقل السور القصار منه كي يستقيم لسانه.
3.الاهتمام بتغذية الطفل جيداً والعناية الصحية والجسدية السليمة له.
4.إكساب الطفل ثقة في نفسه خاصة إن كان يعاني من مرض مزمن أو عاهة جسمية أو عيب خلقي أو ضعف عقلي أو تأخر دراسي.
5.إبعاد الطفل قدر الامكان عن الأشخاص ذوي اضطرابات النطق, وإن كانوا قريبين منه. ونضع في أذهاننا ألا يكتسب الطفل مثل هذه الصفة منهم وذلك من خلال التصحيح الدائم للحروف والكلمات التي بها أخطاء في نطقها.
6.تصويب أخطاء الطفل اللغوية باستمرار بطريقة غير واضحة وعدم تأجيل ذلك ولكن مع مراعاة الرفق واللين وإكساب الطفل الطمأنينة وعدم إحساسه بأنه اخطأ فيقول مثلاً: " عمو مرضان" فنقول له: " لا يا حبيبي اسمه عمو رمضان ". ولا يطلب منه تكرارها كثيراً حتى يطمئن لنطقها بعد ذلك.
7.عدم دفع الطفل للنطق منذ الشهور الأولي من ولادته, مع مراعاة عدم القلق إزاء ذلك.
8.انتظر حتى ينطق الطفل بما يريد ويعبر عنه بما يشاء ولا ننطق له الكلمات فيتعود علي عدم النطق السليم لها.
9.لا سخرية ولا ضحك علي كلمة غريبة ينطقها الطفل لئلا يصاب بإحباط وخوف من أن يخطئ في نطقها مرة أخري, أو يستمر في نطقها الخاطئ لجذب انتباه وسخرية المحيطين به.
10.التوسط بين القسوة الزائدة والتدليل الزائد, أي لا يكون هناك تدليل زائد عن المعتاد في أمور حياته فيؤدي به إلي العناد وعدم الانصياع إلي الأوامر, ولا تكون هناك قسوة شديدة تؤدي به إلي الاضطرابات النفسية والمشاكل السلوكية الخاطئه.
11.ينبغي عدم التحدث مع الطفل في موضوع لا يفهمه ولا يستطيع التعبير عنه كالحرية والديمقراطية والإنسانية وتفصيل الأحكام الشرعية وغير ذلك من الأمور.
12.إمداد الطفل بالأناشيد وأغاني الأطفال المرحة, ويحبذ أن تكون باللغة العربية الفصحى.
13.إمداد الطفل بالقصص المصورة ومجلات الأطفال. ويطلب منه التعبير عما شاهدة وتصويب أخطاءه اللغوية بطريقة غير مباشرة, وتشجيعه بالجوائز كلما فعل ذلك بطريقة صحيحة, مع إعطاءه بعض الجوائز القليلة عندما يخطأ وذلك لإكسابه الثقة والطمأنينة في نفسه.
14.انظر إلي الطفل بطريقة طبيعية أثناء كلامه, ولا تتعمد إدارة ظهرك أو وجهك عنه خاصةً أن كان يتلعثم في الكلام أو لديه اضطراب شديد وواضح في النطق.
15.أن تتجنب تكملة الجملة بدلاً عنه, ولا نظهر استياء لطول الحديث. بل نحاول أن نظهر اهتمامنا بحديثه ورغبتنا في تكملة الحديث والكلام معه.
16.أن نستخدم في الرد عليه بعض الكلمات التي قالها هو. وبالطبع تكون كلمات سليمة النطق.
17.اجعل الطفل يشعر بأنك تحبه وتقدره وتستمتع بالوقت معه.
18.لا تتحدث بسرعة مع الطفل أو حتى أمامه, حتى لا يكتسب تلك العادة ويحاول أن يفهم ما يقال له من كلمات بسيطة وواضحة. وان تقدم لطفلك نموذجاً عن الحديث الهادئ.
19.لا تضغط علي طفلك للتحدث أمام الآخرين.
20.اقضي بعض الوقت في الحديث مع طفلك, وحاول أن توفر جواً منزلياً هادئاً.
21.لا تنتقده وتحاول تغيير طريقة كلامه وتصحيح أخطائه باستمرار بصورة واضحة.
22.التوصية الدائمة من الآباء للمدرسين بالمدرسة لخلق الجو المناسب والصالح للطفل داخل حجرة الدراسة, بحيث لا يشعر بالحرج سواء عن طريق أسئلة المدرس وتسميعه للدروس أو عن طريق اعتداء وسخرية زملائه أثناء الحديث.
23.تدريب الطفل علي الاسترخاء والتحدث ببطء مع اخذ نفس عميق إذا واجه موقف بتلعثم واضح.
24.عدم التعجل والتسرع في سلامة مخارج الحروف والمقاطع في النطق. بل نضع في أذهاننا أن العلاج يحتاج إلي مجهود كبير ووقت طويل مع الصبر الجميل.
م.ن