البحر..و يا له من بحر..!
و إن لم يكن لها فضل...فكفاها القرآن شرفا و فضلا....
* اسمحوا لي بعرض فكرة المرضوع..و انتظار آرائكم ...
و هي تتلخص ببساطة في عمل موسوعة لجماليات اللغة العربية في كل صورها....البلاغية و النحوية
و كيف أنها لغة القدرة على التصوير و التقدير....
يبدأ الموضوع بأشكال البلاغة و صورها المختلفة في لغتنا العربية....و أدعو الجميع للمشاركة...
و أيضا يمكن إدراج بعض تلك النوادر اللغوية التي توضح مدى اتساع جذور لغتنا الراقية عن غيرها من اللغات...
عموما...هي فكرة...أتمنى أن تلقى منكم الاستحسان و التفاعل...
تقبلوا احترامي....
و دمتم بود...
* أولا...دعونا نتساءل...ما هو علم البلاغة...؟
ما معنى ( بلاغة )...
و ها هي الإجابة....
البَلاغة اسم مشتق من فعل بلغ، بمعنى إدركـ الغاية أو الوصول إلى النهاية. فـالبلاغة تدل في اللغة على : إيصال معنى الخطاب كاملا إلى المتلقي، سواء أكان سامعا أم قارئا. فالانسان حينما يمتلك البلاغة يستطيع إيصال المعنى إلى المستمع بإيجاز ويؤثر عليه أيضاً فالبلاغة لها أهمية في إلغاء الخطب والمحاضرات...إلخ ويكفينا قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم((إن من البلاغة لسحراً))
يقول ابن الأثير:
«مدار البلاغة كلها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم، لأنه لا انتفاع بإيراد الأفكار المليحة الرائقة ولا المعاني. اللطيفة الدقيقة دون أن تكون مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها »
و هل بعد قول الرسول صلى الله عليه و سلم....( و ما ينطق عن الهوى )...صدق الله العظيم..
و علم البلاغة في اللغة العربية تم تقسيمه إلى ثلاثة فروع..هي :
يقسم علم البلاغة في التراث العربي إلى ثلاثة فروع هي:
*** علم البيان
ويختص بعنصَريْ العاطفة والصور الخيالية معاً -لأن الخيال وليد العاطفة-، وقد سمي علم البيان لأنه يساعدنا على زيادة تبيين المعني وتوضيحه وزيادة التعبير عن العاطفة والوجدان ، باستخدام التشبيهات والاستعارات وأنواع المجازات . وهي تظهر العميق والغميق من القول كأن يصف المبدع مثلا في كتابة الشيء واستبيانه شيء لم يلاحظه أحد غيره.
*** علم المعاني
ويختص بعنصر المعاني والأفكار ، فهو يرشدنا إلى اختيار التركيب اللغوي المناسب للموقف ، كما يرشدنا إلي جعل الصورة اللفظية أقرب ما تكون دلالة على الفكرة التي تخطر في أذهاننا ، وهو لا يقتصر على البحث في كل جملة مفردة على حدة ، ولكنه يمد نطاق بحثه إلي علاقة كل جملة بالأخرى ، وإلي النص كله بوصفه تعبيرا متصلا عن موقف واحد ، إذ أرشدنا إلي ما يسمي : الإيجاز والإطناب ، والفصل والوصل حسبما يقتضيه مثل الاستعارة والمجاز المرسل والتشبيه والكنايه
*** علم البديع
ويختص بعنصر الصياغة، فهو يعمل على حسن تنسيق الكلام حتي يجيء بديعا، من خلال حسن تنظيم الجمل والكلمات، مستخدماً ما يسمي بالمحسنات البديعة - سواء اللفظي منها أو المعنوي-.
و يمكن لنا تناول كل علم من تلك العلوم بالشرح لتوصيل صورة واضحة للقاريء عنها...مما ييسر له في عمليات القراءة و التعامل مع النصوص على أساس بلاغي مما يقرب المعاني و ييسر الفهم الصحيح..
( يتبع )