تطوير استعدادات الطالب المعوق بصرياً ..الاعاقه النظرية ..المعوق البصري
تطوير استعدادات الطالب المعوق بصرياً
إن توافر الاستعداد للتعلم لدى الطالب شرط أساسي لعملية التعليم الناجحة، عندما يفتقر الطالب إلى الاستعداد الكافي للتعلم فهو إما أن يفشل فشلاً كاملاً وإما أن يكون تعلمه بطيئاً وغير فعال، فالطالب الذي يرغم على التعلم قبل أن يكون لديه الاستعداد لذلك فهو سيواجهه الإخفاق وفي ذلك تثبيط للدافعية، وقد يطور الطالب عادات دراسية غير مناسبة.
إن الغرض الأساسي من التعرف على استعداد الطالب للتعلم هو تقديم المعلومات الضرورية للمعلم والآخرين ذوي العلاقة عن قابلية التلميذ للاستفادة من الخبرات التعليمية، والهدف من تلك المعلومات هو إعطاء صورة واضحة حول ما يعرفه الطفل وما لا يعرفه، بهدف اتخاذ القرارات التربوية المناسبة، فمستوى الداء الحالي للطالب يمثل القاعدة الأساسية التي ينبثق منها البرنامج التربوي الفردي.
ويتم التعرف إلى الصعوبات التي يواجهها الطفل المعاق بصرياً على ثلاث مستويات وهي:
المستوى الأول: الكشف
ويشمل هذا المستوى استخدام اختبارات سريعة لتحديد الصعوبات الواضحة المعالم، وبهذا يتم التعرف على أداء الطفل بالمقارنة مع الأطفال الذين هم من عمره.
المستوى الثاني: التشخيص
ويشمل هذا المستوى تحديد الصعوبات التي يواجهها الطفل بدقة ووضوح وتحديد أسباب تلك الصعوبات.
المستوى الثالث: التقويم
ويشمل هذا المستوى تقويم قدرات الطفل وعجزه بشكل شامل ومكثف بهدف تحديد استراتيجيات التدخل العلاجي المناسبة.
وهنالك عدة عوامل تؤثر على الاستعداد للتعلم المدرسي لدى الطفل المعاق بصرياً وهي:
1 - القدرة على التعبير اللغوي عن الأفكار.
2 - التعبير عن الاهتمام بالقصص والقدرة على فهم ما تعنيه القصة.
3 - القدرة على المثابرة والانتباه.
4 - القدرة على اللعب مع الأطفال الآخرين والاستمتاع بذلك.
5 - القدرة على العناية الجسدية وعدم الاعتماد على الآخرين.
6 - الاتزان الانفعالي في العلاقة مع الأطفال الآخرين ومع الراشدين.
7 - إبداء الرغبة في التعلم والاكتشاف.
8 - القدرة على استخدام القدرات الحسية بفاعلية.
9 - الثقة بالنفس وعدم الاعتماد على الآخرين.
10 - القدرة على اتباع التعليمات اللفظية وإبداء الرغبة في ذلك.
ومن المشكلات التي تؤثر في العملية التربوية لدى المعاقين بصرياً هي:
1 - نقص الخبرات لدى المعاقين بصرياً
المعاق بصرياً يحتاج إلى التعلم لأن الخبرات التي يحصل عليها الطفل في أعوامه الأولى لا ترجع أهميتها فقط إلى ما تضيفه من معلومات، لكنها أيضاً تتيح تعلم الوسائل التي يمكن اتباعها لزيادة معارفه، فالأهم من المعلومات في ذاتها معرفة كيفية الحصول عليها لأن هذا يتيح للمعاق بصرياً منبعاً دائماً للمعلومات طيلة حياته، بالإضافة إلى ذلك فإن التعلم عن طريق الخبرات يؤدي بالطفل المعاق بصرياً إلى التفاعل مع العالم الخارجي ، فيتيح له الخروج من سلبيته ، تلك السلبية التي قد يرغم عليها نتيجة لإحساسه بالسجن الكبير الذي لا يستطيع التحرك فيه وفهمه إلا بمساعدة الآخرين ، فالتعلم يؤدي إلى تعديل كبير في شخصيته ليجعله إيجابياً متفاعلاً متمكناً من الحصول على الخبرات المختلفة بطرقه الذاتية ومتفهما للعالم المحيط به.
2 - العوامل المؤثرة على خصائص المعاقين بصرياً
هنالك عوامل كثيرة مجتمعة أو منفردة على طبيعة الخصائص التربوية للمعاق بصرياً مثل درجة الذكاء، وزمن الإصابة بالإعاقة البصرية ( ولادية أو مكتسبة )، ودرجة الإعاقة ( كلية أو جزئية)، وطبيعة الاتجاهات الاجتماعية ( إيجابية أو سلبية) ، وطبيعة الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتأهيلية والنفسية والصحية التي تقدم للمعاقين بصرياً في المجتمع، إن هذه العوامل بدورها مجتمعة أو منفردة تؤثر على كل من طبيعة مفهوم المعاق بصرياً عن ذاته، وكذلك على درجة تقبله لإعاقته وهم يؤثران بدورهما على طبيعة خصائص المعاق بصرياً الأكاديمية وعلى درجة نجاحه الأكاديمي، ولهذا فإن طبيعة الخصائص الأكاديمية للمعاقين بصرياً تختلف باختلاف درجة تأثير هذين العاملين.
3 - تربية الطفل ذوي الإعاقة البصرية
من الخطأ أن نظن أن هناك أي اختلاف عقلي أو عاطفي أو نفساني بين الأطفال المبصرين وغير المبصرين، وإذا وجد أي اختلاف فهو نتيجة التربية وليس نتيجة فقد البصر والطفل غير المبصر طفل عادي في كل شيء والفرق بين تربية الطفلين فرق شكلي لا موضوعي بمعنى أن أساليب التربية يجب أن تكيف بما يناسب كل منهما تماماً كما تكيف الوسائل المناسبة للطفل أيضاً، والخطأ الثاني الذي يجب أن يتلافاه المربي هو معاملة فاقدي البصر من التلاميذ كأنهم كتلة واحدة تهمل فيها الناحية الفردية للتلاميذ، والواجب أن ننظر لكل تلميذ على أنه فرد قائم بذاته وألا نضع قاعدة عامة تنطبق عليهم جميعاً ويجب أن تكون شخصية الطفل هي المحور الذي تدور حوله تربيته.
4 - اضطرابات اللغة والكلام التي يعاني منها بعض المعاقين بصرياً
والتي تعتبر من المشكلات التربوية:
من أهم أنواع اضطرابات اللغة والكلام التي يعانيها بعض المعاقين بصرياً ما يلي:
1 - الاستبدال: وهو استبدال صوت بصوت كاستبدال ( ش ) بــ ( س ) أو ( ك ) بـ ( ق ).
2 - التشويه أو التحريف: وهو استبدال أكثر من حرف في الكلمة بأحرف أخرى تؤدي إلى تغيير معناها وبالتالي عدم فهم ما يراد قوله.
3 - العلو: يتمثل في ارتفاع الصوت الذي قد لا يتوافق مع طبيعة الحديث الذي يتكلم عنه .
4 - عدم التغير في طبقة الصوت بحيث يسير الكلام على نبرة ووتيرة واحدة.
5 - القصور في استخدام الإيماءات والتعبيرات الوجهية والجسمية المصاحبة للكلام.
6 - قصور في الاتصال بالعين مع المتحدث والذي يتمثل بعدم التغير أو التحويل في اتجاهات الرأس عند متابعة الاستماع لشخص ما.
7- (اللفظية ) الإفراط في الألفاظ على حساب المعنى، وينتج هذا عن القصور في الاستخدام الدقيق للكلمات أو الألفاظ الخاصة بموضوع ما أو فكرة معينة، فيعمد على سرد مجموعة من الكلمات أو الألفاظ عله يستطيع أن يوصل أو يوضح ما يريد.
8 - قصور في التعبير، وينتج عن القصور في الإدراك البصري لبعض المفاهيم أو العلاقات أو الأحداث وما يرتبط بها من قصور في استدعاء الدلالات اللفظية التي يعبر عنها.
وعلية فإن للمدرسة دوراً مهماً في العمل على تنمية الحواس الأخرى وخصوصاً المهارات السمعية والمهارات اللمسية لدى الأطفال المعاقين بصرياً، على أساس أن تلك المهارات تعتبر من أهم مقومات الاستعداد للقراءة، ولعل من المفيد في هذا الصدد التنبيه على أمر لا يزال مغفلاً من قبل المرشدين والمعلمين والتربويين والإداريين في مجال الإعاقة البصرية ألا وهو التركيز والاهتمام بما يوجد لدى الأطفال المعوقين بصرياً من بقايا يمكن الاستفادة منها.