أسباب العسر القرائي و برامجه العلاجية
أولا :- العوامل الجسمية
يقصد بالعوامل تلك العوامل التي تعود إلى التراكيب الوظيفية و العضوية و الفسيولوجية التي تشيع لدى
الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم و صعوبات القراءة بشكل خاص
و من الاختلالات العصبية الوظيفية اضطراب السيطرة أو السيادة المخية أو ما يسمى بالجانبية و هي ( السيطرة الوظيفية لأحد جانبي الجسم على الآخر ) كما ترتبط صعوبات القراءة ارتباطا وثيقا بكل من الاضطرابات البصرية و السمعية ، و يرى البعض أنه يمكن إرجاع صعوبات القراءة إلى العوامل الجينية ( الوراثية ) و يدعم هذا الاتجاه ما وجده بعض الباحثين من شيوع صعوبات أو مشكلات القراءة بين أسر معينة بعينها و أن هذه الصعوبات تمتد من جيل إلى جيل آخر
ومن نتائج الدراسات الحديثة التي أجريت على المخ و علاقته بصعوبات التعلم
• توجد مظاهر شاذة في منطقة المخ المعروفة بالمنطقة السمعية التي توجد على السطح الأعلى الأمامي من الفص الصدغي
• منطقة اللغة بالمخ لدى الأشخاص المصابين بعسر أو عجز القراءة في النصف الأيسر من المخ أصغر و أقل في عدد خلاياها بينما كانت نفس المنطقة أكبر و عدد خلاياها أكثر عند العاديين
• المنطقة المخية الأمامية لدى الأطفال ذوي عسر القراءة وذوي صعوبات التعلم أصغر من نفس المنطقة عند العاديين
• يختلف النشاط الكهربي لمخ المصابين بالعسر القرائي اختلافات جوهرية عن النشاط الكهربي الناتج عن المخ لدى العاديين و هذه الفروق وجدت في النصف الأيسر من المخ
• هناك اختلاف دال يشير إلى قلة انتشار و استهلاك الجلوكوز في مختلف مناطق القشرة المخية لدى ذوي صعوبات التعلم مقارنة بالعاديين
آخر نتائج البحوث حول وراثية العسر القرائي
• عسر التعلم ينتشر و يشيع في أسر بعينها و يؤكد ذلك دور الوراثة في عسر القراءة
• التوائم المتطابقة لها نفس الخصائص المتعلقة بصعوبات التعلم حتى بالنسبة للتوائم التي ربيت منفصلة
ثانيا :- العوامل البيئية
يرى العديد من التربويون أن فشل الأطفال في اكتساب مهارات القراءة يعود بالدرجة الأولى إلى عدم تدريبهم عليها من خلال عمليات التدريس على نحو فعال و من الممارسات التي تدعم وجود صعوبات القراءة عند من لديهم استعداد ( جسمي – نفسي ) لوجودها ما يلي :-
• التدريس بأسلوب لا يتناسب مع الاستعدادات الخاصة بهؤلاء
• إهمال التفاعل و التعامل مع الطلاب ذوي صعوبات التعلم لأن المعلم يجد أن الاهتمام بهم مجهد
• استخدام مواد تعليمية صعبة ( صعوبة انقرائية المادة المتعلمة ) مما يصيب هؤلاء الطلاب بالإحباط
• ممارسة تدريس القراءة بمعدل يفوق استيعاب التلاميذ لها و خاصة ذوي صعوبات القراءة
• تجاهل الأخطاء النوعية المكررة التي تصدر عن بعض الأطفال إلى أن تصبح عادة مكتسبة
• الفشل في ملاحظة أخطاء القراءة التي تصدر عن الطفل أو إهمالها و عدم الاهتمام بها بسبب تكرارها و ما تتطلبه من جهد لتصحيحها
و تلعب الأسرة دورا كبيرا في دعم أو تثبيط النشاط الذاتي للقراءة الحرة لدى الأبناء فالأسرة بما توفره من خبرات قرائية جذابة للأطفال تعد عاملا من عاملا تطور النمو القرائي و إذا لم تقم بهذا الضعف تكن عاملا من عوامل صعوبات التعلم البيئة ، فالمستوى القرائي يرتبط بالطموحات الأكاديمية و المهنية للآباء و هناك و جود ارتباطات دالة بين صعوبات القراءة و سوء التوافق الشخصي و الاجتماعي للتلاميذ
ثالثا :- العوامل النفسية
تتعد العوامل النفسية التي تقف خلف صعوبات التعلم و مشكلات القراءة إلى حد كبير يؤكد إسهام هذه العوامل بالنصيب الأكبر في صعوبات القراءة و هذه العوامل كما يلي :-
• اضطرابات الإدراك السمعي - اضطراب الإدراك البصري
• اضطراب لغوية -- اضطراب الانتباه الانتقائي
• اضطراب عمليات الذاكرة - انخفاض مستوى الذكاء
1- اضطراب الإدراك السمعي
حيث تبدأ عملية الإدراك باستثارة حواس الفرد من خلال السمع أو البصر أو بهما معا و خلال عمليات الاستقبال ينتقي المخ تجميعات أو تنظيمات و يستخلص منها ما هو قابل للإدراك
و تبدو عملية القراءة معقدة حيث يتداخل فيها التميي السمعي و التمييز البصري و الإغلاق السمعي و الإغلاق البصري وربط الحروف ( إدراك بصري ) بمنطوقها ( إدراك سمعي )
2- اضطراب الإدراك البصري
يوجد ارتباط موجب دال بين اضطراب الإدراك البصري و بين صعوبات القراءة فالأطفال الذين يعانون من صعوبة في التمييز بين الشكل و الأرضية و ضعف الإغلاق البصري
3- الاضطرابات اللغوية
حيث تؤثر حصيلة الطفل و قاموسه اللغوي على تعلمه و تفسيره للمادة المقروؤة المطبوعة كما أن الأطفال الذين لديهم تشوه في بعض الأصوات يعجزون في الأغلب عن القراءة بشكل صحيح
4- اضطراب الانتباه الانتقائي
تؤثر كفاءة و فاعلية عملات الانتباه على كافة عمليات النشاط العقلي المصاحبة للقراءة فهي تؤثر على كل من الإدراك السمعي و الإدراك لبصري و الفهم اللغوي و الفهم القرائي و من ثم فإن اضطراب عمليات الانتباه يؤثر تأثيرا سالبا على النشاط الوظيفي لعملية القراءة و تشتمل عملية الانتباه على ( التركيز العقلي – الانتباه الانتقائي – البحث – التنشيط )
و تحدث الانتقائية في الانتباه نتيجة لاستحالة استقبال هذا الكم الهائل من المثيرات و المعلومات - التي في حيز الانتباه - بسبب محدودية سعة نظام تجهيز و معالجة المعلومات من ناحية و تداخل المثيرات و تباين الأهمية النسبية لها من ناحية أخرى
5- اضطراب الذاكرة
توصل العديد من الباحثين إلى أن الأطفال ذوي صعوبات القراءة يجدون صعوبة في الاسترجاع التتابعي للمثيرات المرئية كما أنهم يحققون درجات منخفضة على اختبارات الذاكرة البصرية و يفسرون هذا الفشل في الاسترجاع إلى عدم كفاءة عمليات الانتباه الانتقائي و تنقسم اضطرابات الذاكرة إلى اضطرابات الذاكرة السمعية واضطرابات الذاكرة البصرية و توصلت البحوث إلى أن الأطفال ذوي صعوبات القراءة يميلون إلى استخدام استراتيجيات للحفظ و التذكر و الاسترجاع أقل فاعلية و كفاءة إذا ما قورنوا بأقرانهم من العاديين و هناك تحسن ملحوظ في مستوى القراءة إذا ما درب هؤلاء الطلاب على استخدام استراتيجيات جيدة في التذكر
6- انخفاض مستوى الذكاء
تشير الدراسات و البحوث إلى أن العديد من الأطفال ذوي صعوبات القراءة هم من ذوي الذكاء العام المتوسط أو فوق المتوسط ما بين ( 91,8 : 109,8 ) باستخدام اختبار وكسلر ورغم ذلك لوحظ أن لدى ذوي صعوبات القراءة انخفاضا نوعيا في ( اختبارات الحساب – اختبار سعة الأرقام – اختبار معاني المفردات و ذلك شيء مبشر يشير إلى إمكانية علاج صعوبات القراء ة بتعديل أسلوب التدريس
مهما كانت الأسباب فلنسلم بوجود صعوبة التعلم و لنأهل أنفسنا للتعامل معها و جهدنا الأكبر ندخره لمعرفة الخصائص المميزة لهؤلاء و طرق رعايتهم و تعديل سلوكهم و فيما يلي جدول بالخصائص المحتملة و تحليلها حتى يكتشف المعلم أو الوالدين بأنفسهم وجود صعوبة من عدمه