google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
لا شك أن وجود طفل معوق في البيت يحتاج من أسرته إلى جهد ومثابرة لرعايته وتربيته وتغذيته أكثر مما يحتاج إليه الطفل السوي. وكثيراً ما يتساءل أرباب هذه الأسر عن كيفية التعامل مع الابن المعوق وكيف تتم تغذيته، خصوصاً إذا كان لا يقدر على خدمة نفسه أو تلقيم ذاته الطعام. أيضاً يتساءلون عن نوعية الغذاء الذي يحتاج إليه. إننا في هذا المقال نحاول مساعدة أولياء أمور هؤلاء الأطفال من هذا الجانب بتعريفهم بالطرائق الصحيحة لتغذية هذه الفئات وتوعيتهم باحتياجاتهم الخاصة، والوسائل المناسبة واختيار الأطعمة، بحيث تتحقق التغذية السليمة لوقاية الطفل المعوق من سوء التغذية من ناحية، وتأثير الأغذية المفرط على جسم الابن المعوق من ناحية أخرى. وبادئ ذي بدء، فإننا نقرر أن المعوق يحتاج إلى العناصر الغذائية نفسها التي يحتاج إليها السوي. إلا أن معظم المعوقين يكونون أقل وزناً وأقل حركة من أقرانهم غير المعوقين، ومن الفئة العمرية نفسها، مما يجعل احتياجاتهم من الطاقة أقل؛ لأن الطاقة تحسب على أساس الوزن وليس العمر. وكما نعرف فإن الطاقة هي السعرات الحرارية الناتجة عن التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتينات. أما الاحتياجات الغذائية من الفيتامينات والعناصر المعدنية للمعوقين فهي المخصصات اليومية نفسها بالنسبة للعمر والجنس لمن هم غير معوقين. وقد يحتاج في حالات خاصة لدى المعوقين إلى أن يزيد الطبيب المعالج في بعض الفيتامينات أو المعادن حسب الحاجة.هناك مثلاً بعض الإعاقات كالشلل الدماغي، فالطفل معتدل التصلب من عمر (5 سنوات إلى 11 سنة) يحتاج إلى 13.9 سعر حراري لكل سنتيمتر واحد من الطول. أما شديد التصلب من العمر نفسه (5 سنوات إلى 11 سنة) فيحتاج إلى 11.1 سعر حراري لكل سنتيمتر واحد من الطول. أيضاً فإن حالات متلازمة داون (المنغولية) فإن الولد المصاب بها من عمر (سنتين إلى 8 سنوات) يحتاج إلى 16.1 سعر حراري لكل سنتيمتر واحد من الطول. أما البنت من الإعاقة نفسها والسن نفسها فتحتاج إلى 14.3 سعر حراري لكل سنتيمتر من الطول. وبالنسبة معوقو متلازمة برادر- ويلي، الذين يعانون زيادة الشهية والوزن وقصر القامة مع تخلف عقلي بسيط، فإن الطاقة المناسبة لمن يرغبون منهم في المحافظة على الوزن هي 10سعرات إلى14 سعراً حرارياً لكل سنتيمتر من الطول. وهكذا نرى التقارب إلى حد ما في حاجات المعاقين للطاقة الكلية. عوامل مؤثرة هناك عوامل عديدة قد تؤثر في احتياجات المعوقين من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية (الطاقة). ومن هذه العوامل تركيب الجسم، حيث قد تختلف مكونات جسم الطفل المعوق عن السوي، فمثلاً مرضى الشلل الدماغي يعانون زيادة السائل خارج الخلايا وانخفاضاً في الكتلة الخلوية بسبب ضمور العضلات، بالإضافة إلى انخفاض النشاط الجسدي، أو قد يكون نتيجة قلة تناول الطاقة والعناصر الغذائية لفترة زمنية طويلة، وفي الوقت نفسه يؤدي الانخفاض في الكتلة الخلوية إلى انخفاض احتياجات الجسم من الطاقة والعناصر الغذائية الأخرى.أيضاً هناك عامل التأخر في النمو ونقصان الوزن، كذلك فإن ظهور السمنة من المشكلات الغذائية التي يعانيها الإنسان المعوق. لذا فإن سبب هذه المشكلات قد يكون قلة تناول المواد الغذائية كوجود اعتلالات عصبية عضلية تؤثر على الهضم والمضغ والمص والبلع، أو يكون بسب عدم قدرة حمل الجسم مما يؤدي إلى عدم الحركة. أيضاً فإن حرمان المعوق اللعب أو الاستمتاع بالنشاطات الأخرى يجعل من تناول الطعام اللذة الوحيدة في حياته. كذلك من العوامل المؤثرة في احتياج المعوقين للتغذية هو أن كثيرين منهم يضطرون إلى تناول الأدوية المزمنة كأدوية الصرع أو فرط الحركة أو منبهات الجهاز العصبي المركزي، ومعظمها ذات تأثير فعال، إما يزيد وإما يقلل من احتياج الجسم للفيتامينات. وهناك مشكلات وعوامل أخرى كثيرة كانخفاض فترة الانتباه أثناء الطعام أو عدم القدرة على المضغ، إلى غير ذلك. إن إطعام المعوقين يتطلب التعامل معهم على أساس فردي فيما يتعلق بقوام الأطعمة المقدمة وبمدى القدرة على اكتساب المعوق لمهارات الإطعام أو الإطعام الذاتي ويتوقف نجاح الأسرة في تطبيق برنامج التغذية السليمة للمعوق على اختيار الأطعمة المناسبة، وأيضاً استعمال الأدوات المناسبة لإطعامه ومقدرة الأسرة على التعامل مع المعوق وحالته النفسية. الغذاء الكمي والكيفي بالنسبة لاختيار الأطعمة يجب أن تكون مناسبة لسنه وطوله ونشاطه الذي يقوم به. وإذا كان يتم إطعام المعوق بواسطة الآخرين فيجب وضع برنامج لتدريبه على إطعام نفسه، وفيما يتعلق بطبيعة الطعام يجب مراعاة أن يكون قوامه مناسباً. فمثلاً قد تقدم الأسرة لابنها المعوق أطعمة مهروسة في الوقت الذي يمكنه مضغ طعام أكثر خشونة أو تلقيمه الطعام فيما يكون قادراً على تناوله بنفسه وهذا كله يؤدي إلى عدم كفاية الغذاء المتناول، وبالتالي لا يحصل على ما ينميه بصورة كافية. أيضاً المهم الانتباه إلى الوضع الصحيح عند إطعام المعوق بما في ذلك وضع الرأس والجسم والحوض والأطراف، فعدم قدرته على حفظ توازن الرأس قد يؤدي إلى دخول السوائل والأطعمة إلى القصبة الهوائية بدلاً من البلعوم، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. كما يجب أن يكون الجزء العلوي من الجسم والرأس في وضع عمودي قدر المستطاع، وفي حالة صعوبة التحكم في حركة الفك ومع إمكانية التحكم في حركة الرأس يمكن في هذه الحالة للقائم بالإطعام الجلوس أمام المعوق، حيث يقوم بوضع إبهام يده ما بين الذقن والشفة السفلى، وتوضع السبابة على مفصل الفك ويثبت الإصبع الأوسط خلف الذقن مباشرة ثم يتم إطعامه باليد الأخرى. أما المعوق الذي لا يمكنه التحكم في منطقة الوسط فيمكن مساعدته على تثبيت جلوسه على المقعد وذلك بربط منطقة الوسط والحوض بالمقعد. يضاف إلى ذلك استعمال أدوات خاصة تساعد المعوق على تناول الطعام بنفسه وهو أمر مهم، فاستعمال الملاعق والشوك المزودة بيد لولبية تثبت بيد المريض في حالة عدم القدرة على المسك، أو استخدام أكواب ذات قواعد ثقيلة كي تظل ثابتة لا تنسكب محتوياتها إذا كان الطفل يعاني ضعف التوافق الحركي فيكون ذلك أفضل. كما يستحسن أن تكون الأدوات التي يستعملها المعوق غير قابلة للكسر ويفضل استعمال الأطباق ذات الحواف العالية لمنع انسكاب الطعام أثناء تناوله ومن المهم- إذا كان إطعام الطفل يتم في البيت- التنسيق مع الفريق الصحي المعالج وذلك للوقاية من سوء التغذية سواء في حالة النحافة أو السمنة