كيف يصوم أطفالنا ويستيقظون بعيداً عن الكسل والخمول، خاصة وأن رمضان هذا العام يتسم بدرجات حرارة مرتفعة جدا صادفت حلول الشهر الفضيل. ناهيك عن مصادفة حلوله لافتتاح السنة الدراسية الجديدة.
من هنا تنبع ضرورة الاهتمام بتغذية الطفل بالشكل الجيد والمناسب، وتوفير كل أسباب الراحة له، وتعويده على النوم بعد العودة من المدرسة مباشرة، وذلك حتى لا يشعر بالإرهاق والتعب ومساهمة منا بالتخفيف من حدة جوعه.
العديد من الأهل لا يعرفون السن المناسبة التي تمكنهم من السماح لأطفالهم بالصيام، دون أن يؤثر ذلك على نموهم الجسدي، خاصة من هم في جيل المراهقة. هذا بالإضافة إلى عدم معرفتهم بنظام الصيام الصحي الذي لا يؤثر على صحة أبناءهم الجسدية والذهنية نتيجة الصيام الخاطئ وتناول المأكولات غير الصحية.
نور أبو أحمد: يجب على الأم تقديم الغذاء الصحي لطفلها خلال وجبتي السحور والإفطار
تقول أخصائية التغذية نور أبو أحمد- مستشفى الناصرة الانجليزي: "يمكننا تقسيم مرحلة الطفولة إلى مرحلتين مختلفتين، الأولى من عمر (7-12 عاماً) والمرحلة الثانية من (12-18 عاماً) حيثُ تحتاج هذه المراحل العمرية لنظام غذائي صحي جيد، يساعد على بناء جسم الطفل ونموه بالشكل السليم.
من الناحية العلمية والصحية، لا يوجد أي مانع لأن يقوم طفل ابن سبعة أعوام بالصيام، لكن هنالك تعليمات يجب اتباعها، وعلينا أن نكون حازمين فيها. يبدأ تطرق هذه التعليمات من وجبة السحور، التي من المفروض أن يتناولها الطفل حتى يستطيع جسمه أن يتأقلم مع التغيرات الفسيولوجية وتبادل المواد الغذائية في جسمه (الأيض). وبفضلها سيكون بإمكان الطفل أن يواجه تعب الصيام والإرهاق النتاج عنه".
وتضيف أبو أحمد: "يجب أن تكون وجبة السحور عند الأطفال غنية بالمركبات الغذائية، مثل البروتينات، النشويات، الكالسيوم المعادن، والأملاح.
بالإمكان الحصول على هذه المواد من خلال تناول الأجبان والألبان، الحليب، الخبز، الخضار والفواكه. تحتوي هذه الأغذية المذكورة على الألياف التي تساعد على عدم حدوث الإمساك في المعدة".
وشددت أبو أحمد على أهمية شرب الماء قبل وجبة السحور، أثناءها، وعند الانتهاء منها. وحذرت الأمهات من تناول أبنائهم للمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر. فهي تزيد من الإحساس بالعطش وإدرار البول مثل ( الشاي والشوكو) وغيرها من المشروبات. كما أشارت إلى أهمية عدم تناول الطعام السريع المشبع بالدهنيات والسُكريات، وذلك لما ينتج عن تناولها آلام في البطن، وانتفاخ وغازات وسوء هضم، حيث أن من الممكن أن يعاني الأطفال من هذه الأمور بشكل كبير.
الملاحظة الهامة الأخرى هي أنه يجب منح الطفل الراحة خلال يوم الصيام، حتى يستطيع أن يستمر في صيامه وصولا إلى وجبة الفطور، وهي الوجبة المهمة والرئيسية.
أبو أحمد: يجب الابتعاد عن شرب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، والإكثار من شرب الماء وتناول الخضار والفواكه
تقول أبو أحمد: "بدايةً بإمكان الأم تقسيم وجبة الإفطار إلى مرحلتين، وذلك من أجل تسهيل عملية الهضم عند الأطفال. من المفروض والمستحسن أن تبدأ وجبة الإفطار بشرب الماء، لتعويض الجسم عن السوائل التي فقدها خلال النهار، والابتعاد عن شرب مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية التي تضر بصحة الجسم، حيثُ يعتقد خطأ أن هذه المشروبات تعوضهم عن الطاقة. لا مانع لتناول العصير الطبيعي لكن يجب كسر الصيام من خلال شرب الماء.
أما بالنسبة للطاقة، فإن الجسم يحصل عليها من خلال تناول الخضراوات والفاكهة والغذاء الصحي. من المفروض أن تقدم الأم لأطفالها الحساء " الشوربة" الغني بالأملاح والمعادن، الحديد والفيتامينات والألياف، مثل شوربة الخضار والعدس. والابتعاد عن تناول الحساء الجاهز من الحوانيت، بسبب وجود المواد الحافظة فيه، بالإضافة للنسبة العالية من ملح الطعام والتي تزيد من الإحساس بالعطش لدى الصائم.
يجب أن تهتم الأم بأن تكون مكونات طبق الفطور الرئيسي مركبة من النشويات، البروتينات، الأملاح والمعادن، التي بالإمكان الحصول عليها من خلال مأكولات مثل: الأرز والمعكرونة، البطاطا، اللحوم وغيرها...
يجب تجنب الإكثار من تناول الطعام المقلي، يكفي معدل مرتين بالأسبوع، لأنها تزيد من الإحساس بالعطش أيضا. وبالعادة، فإن الأطفال لا يرغبون بتناول السلطة والخضار، لذلك من المستحسن أن تجد الأم الطريقة المناسبة لتشجيع أبناءها على تناول الخضار، والتنويع بها قدر الإمكان.
من المهم جدا أن تحتوي وجبة الإفطار على اللحوم الغنية بالبروتين، التي تساعد في بناء جسم المراهق ونموه والتي تزود الجسم بفيتامين “B12”.
ما بعد الإفطار
بالنسبة لما بعد الإفطار، تقول أبو أحمد: "على الأم الانتباه لعدم تناول أطفالها التسالي والنقارش بعد الإفطار، وذلك لأنها مشبعة بالدهنيات والمواد الحافظة، بالإضافة إلى عدم جدواها من الناحية الغذائية، فهي تزيد من الإحساس بالعطش بسبب كمية الأملاح الموجودة فيها. يمكنها أن تقدم لهم كمية صغير من "الجوز واللوز والصنوبر" وكلها خالية من الملح.
بالنسبة للحلويات، يجب الانتباه أيضا إلى عدم الإكثار من تناول الحلوى، انصح الأم أن تقدم لعائلتها سلطة الفواكه الغنية بالفيتامينات والألياف، وذلك لتحسين عملية الهضم. من المفضل تناول الفاكهة بدلا من أكل الحلويات، أنا لا أمنع تناول الحلوى، ولكن يجب تناولها بشكل حذر وعدم الإكثار منها.
يجب الإكثار من شرب الماء، والابتعاد عن شرب المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والشوكو والمشروبات الغنية بالكفائين، وذلك لكونها تزيد من الإحساس بالعطش وإدرار البول. يمكن للأم أن تقدم لأطفالها شطيرة (ساندويش) جبنة أو لبنه أو حمص، فهي تعتبر من المصادر الغنية التي تغذي الجسم بالبروتينات والنشويات".
وقد قالت أخصائية التغذية نور أبو احمد في نهاية حديثها معنا: "يجب على الأم الانتباه لنوعية الطعام الذي تقدمه لأبنائها بشكل عام، ونحن نتحدث اليوم عن الصيام، حيث يحتاج الجسم لنظام غذائي صحي ومفيد، يعتمد على تناول الخضار والفواكه، غني بالنشويات والبروتينات والفيتامينات التي يحتاجها الطفل وخاصة الأطفال من عمر 12-18 عاماً، الذين هم في فترة انتقالية من حيث تطور بنية الجسم ونموه".