اعتقد المعتزلة أن الإنسان قادر على خلق أفعاله، ومعنى هذا أن الإنسان الفاعل القادر هو طاقة حيوية متحركة بفاعلية معينة وتتمثل هذه الفاعلية بوقوع الفعل منه حسب قصده ودواعيه، والقول بإثبات القدرة للإنسان لدى المعتزلة يستلزم القول بالحرية إذ أن البحث في تلك المسألة عند المعتزلة، يرتبط إلى حد كبير بقضية أفعال الإنسان، والعلاقة بين عمله وإرادته وقدرته المطلقة.
والمؤلف إذ يستخدم لفظة (القدر) عنواناً لكتابه ينطلق من إن هذه اللفظة جمع لفظة (القدر) وقد أشار المؤلف في ثنايا بحثه إلى أن هناك تقارباً بين مذهب المعتزلة هذا وتيار فلسفي غربي آخر، يسمى فلسفة القيم، وأصحاب هذا المذهب يقولون أيضاً بحرية الإنسان واختياره. وهو بهذا مدفوع برغبته في إظهار التماثل معنى ومصطلحات بين القدريات عند المعتزلة وفلسفة القدر الغربية. وقد تمثل المؤلف في كل هذا منهجية المعتزلة وعقليتهم في البحث الذي قدمه. إذ أنه يرى أن المعتزلة قد اعتمدوا في أبحاثهم تنظير العلاقة بين الله والإنسان مما يظهر نزعتهم الإنسانية. كما أنهم اعتبروا حرية الاختيار جوهر الإنسان العاقل المفكر والمكلف فعل الحرية هو الذي يميز الإنسان المكلف عن غيره من الكائنات. ويعتقد الدكتور دغيم أن الله قد غدا في نظر المعتزلة مجموعة من الأقدار أو قدرة مطلقة أو منزهة يتجه نحوها الإنسان بذات فاعلة وليس بذات مقتبلة، لذا غدا البحث بالقدرة محور اهتمام المعتزلة ونقطة ارتكازهم التي انطلقوا من خلالها لبناء مذهب متكامل.
Free Butterfly
موضوع: رد: فلسفة القدر في فكر المعتزلة 25/10/2010, 07:54
يسلموا
theredrose
موضوع: رد: فلسفة القدر في فكر المعتزلة 8/9/2011, 15:47