عدم التحكم الكامل في البول عند الرجال السلس البولي عند الرجال
2٪ من الرجال بعد الخمسين يعانون منها وأسبابها تعود إلى تضخم حميد أو السرطان
البيلة الدموية الناتجة عن البروستاتا.. خطر يهدد حياة المرضى
رجل في العقد السادس من العمر يشكو من حدوث بيلة دموية ظاهرية غزيرة متعاودة كل بضعة اسابيع تحدث تلقائياً وبدون أي سبب وتستمر لبضعة ايام وثم تغيب لتظهر مجدداً. استشار عدة اخصائيين الذين عالجوه بالمضادات الحيوية ومضادات الالتهاب ولكن بدون جدوى مما سبب له القلق والكرب حول حالته هذه وانتابه الخوف حول احتمال وجود سرطان في جهازه البولي. وهداه الله في آخر المطاف الى اخصائي في جراحة المسالك البولية والتناسلية الذي اجرى له الفحوصات والتحاليل اللازمة وعالجه بعقار «فينسثيراد (Proscar) لبضعة اشهر مع نتائج ممتازة بعد تشخيصه تضخماً حميداً للبروستاتا.
ان هذه الحالة تحصل عالمياً بنسبة عالية قد تتجاوز 2,5٪ من الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة من العمر ويعود ابرز اسبابها الى تضخم حميد او سرطان في البروستاتا. وفي بعض الحالات يحصل تدمي المني أي ظهور دم في السائل المنوي لأسباب عديدة سنناقشها لاحقاً. وأما اسباب النزيف الدموي في البول، كما ابرزها الدكتوران بورث ونيكل من جامعة كونيز في كندا، قد تعود الى فرط تكون الاوعية في البروستاتا المتضخمة التي تتميز ايضاً بفرليكتها غير الطبيعية في قسمها المتواجد داخل الاحليل البروستاتي. ومن ابرز اسباب هذا التكاثر الوعائي زيادة مستوى عامل النمو للبطانة الوعائية VEGF الذي قد يلعب دوراً مهماً في حدوث البيلة الدموية الظاهرية في حالات التضخم الحميد او سرطان البروستاتا خصوصاً اذا ما ترافقت مع التهاب تلك الغدة.
والجدير بالذكر انه في حال حصول البيلة الدموية الظاهرية وحتى اذا ما ارتبطت بأعراض بولية توحي بوجود تضخماً في البروستاتا يجب القيام بالتحاليل والفحوصات والاشعة الكاملة لاستثناء اسباب اخرى كسرطان الكلية والحويفة والحالب والمثانة والاحليل او حصيات في الجهاز البولي او انسداد كلوي او حالبي او التهابات بولية حادة او مزمنة وغيرها باستعمال الاشعة فوق الصوتية او المقطعية والتحليل النسيجي للخلايا السرطانية في البول واحياناً تنظير المثانة والاحليل حسب مزايا البيلة الدموية اذاما حصلت في اول او آخر التبول وطواله.
وفي بعض تلك الحالات وخصوصاً في حال بروز دم متكرر في السائل المنوي يجب اجراء اشعة فوق الصوتية على البروستاتا والحويصلات المنوية عن طريق الشرج لتشخيص اية آفات داخلها. وللفحص السريري اهمية قصوى في التشخيص خصوصاً اذا ما شمل الاعضاء التناسلية وخاصة البروستاتا لا سيما انه قد يوحي بوجود سرطان او التهاب او تضخم حميد فيها وقد يوجه الاخصائي الى اخذ خزعات منها بالابرة تحت المراقبة الاشعاعية فوق الصوتية عبر الشرج لتشخيص سرطان كامن داخلها خصوصاً اذا ما ارتفعت نسبة PSA في الدم.
وأما في حال حصول نزيف بولي في اول التبول الذي يعود عادة الى وجود آفات في البروستاتا او الاحليل فلا داعي في تلك الحالات لاجراء الاشعة المقطعية على الجهاز البولي ويكفي عادة القيام بالتحاليل البولية وتحديد تخثر الدم واجراء تنظير المثانة والاحليل.
وأما في حال ظهور دم في السائل المنوي الذي يعتبر عادة حميد المنشأ فيستدعي ذلك خصوصاً اذ ما ترافق مع البيلة الدموية الى فحص البروستاتا عن طريق الشرح وقياس PSA في الدم وفحص البول لكشف خلايا سرطانية فيه او اجراء احياناً الاشعة فوق الصوتية او الرنين المغناطيسي على البروستاتا والحويصلات المنوية لكشف وجود حصيات او اكياس او آفات اخرى فيها او في القنوات الدافقة. ومن أبرز اسباب تدمي المني او وجود دم في السائل المنوي التهاب البروستاتا بنسبة 30٪ والاحليل (7٪) والبربخ او نتيجة التهابات مزمنة اخرى كالتدرن او مرض نقص المناعة المكتسب AIDS او البلهرسيا والكيسة العدارية او التهاب الحبل وغيرها كسرطان البروستاتا (2٪) والكيسان والسلائل واللقموم الاحليلية ودوالي وحصيات البروستاتا وكيسات او اورام الحويصلات المنوية او احياناً نتيجة حصول رضخ او لأسباب مرضية مجموعية كالداء النشواني واعتلال خثري وفرط الضغط الدموي او مرض الكبد او اللمفوم او ضيق في الاحليل بمعدل حوالي 1,5٪.
والجدير بالذكر ان معظم اسباب تدمي المني لا تزال مجهولة المنشأ.
وأما بالنسبة الى المعالجة فهذا يتوقف على سبب النزيف الدموي في البول حسب المعلومات الموفرة اثناء المقابلة مع المريض وتاريخه الطبي واعراضه البولية ونوع العقاقير التي يتناولها ونوع البيلة وتقصي المعلومات الطبية منه الدموية ومميزاتها ونتائج التحاليل والفحوصات البولية ونسبة تخثر الدم ونتيجة الاشعة فوق الصوتية او المقطعية او المسح المغناطيسي على الجهاز البولي والبروستاتا وتنظير المثانة والاحليل. ومن الاهمية القصوى تحديد شدة النزيف الدموي في البول وخطورته على حياة المريض الذي قد يستدعي العلاج الصحيح والسريع خصوصاً اذا ما احدث هبوطاً في الضغط الدموي او صدمة نزفية. ففي تلك الحالات الطارئة يجب المباشرة بالمعالجة بغض النظر عن اسباب النزيف البولي مع تسريب دموي وملحي في الوريد حتى يتم استقرار الضغط الدموي يتبعه ادخال قسطرة الى المثانة وتفريغ الجلطات الدموية منها بطريقة كاملة وتطبيق الارواء المتواصل لها لمنع معاودة النزيف. واما في حال فشل تلك الطريقة وحتى قبل القيام بالتحاليل او الفحوصات المذكورة آنفاً يقوم جراح المسالك البولية والتناسلية بتنظير المثانة تحت تخدير عام او نصفي وتفريغ الجلطات الدموية وتوقيف النزيف بواسطة الكي الكهربائي او بواسطة الليزر وابقاء قسطرة في المثانة لاروائها بالسوائل ومنع تجدد النزيف ونمو الجلطات الدموية مجدداً داخلها.
واما في حالات حدوث بيلة دموية ظاهرية غير غزيرة او خطيرة واذا ما تبين انها تعود الى تضخم البروستاتا الحميد يمكن متابعتها مع طمأنة المريض حول اسبابها ومعالجته بالاكثار من السوائل المأخوذة من الفم وتوقيف استعمال مضاد التخثر اذا ما كان يتناوله وفي حال فشل تلك المعالجة يمكن وصف عقار الفينستيرايد (بروسكار) أو الدوتستيرايد (أفورث) له الذي يؤخذ من الفم لبضعة اسابيع او اشهر والذي قد ينجح بوضع حد للبيلة الدموية في الكثير من تلك الحالات نتيجة مفعوله على تخفيض جريان الدم ونسبة الاوعية كبحه لعامل النمو VEGF داخل البروستاتا مع معدل النجاح في حدود 86٪ الى 100٪. وقد اظهرت عدة دراسات فعالية عقار (بروسكار) في حالات حصول نزيف دموي بعد عملية قطع البروستاتا بمنظار القطع اذ انه منع تجدد النزيف في حوالي 86٪ من تلك الحالات مقارنة بحوالي 37٪ اذا ما استعملت الحبوب الكاذبة. وفي اختبار قام به الدكتور بير يمينيس وزملاؤه على 42 رجلاً اصيبوا بالبيلة الدموية نتيجة تضخم البروستاتا الحميد وعولجوا اما بالبروسكار او عقار سيبروتيرون او الحبوب الكاذبة اظهروا ان حوالي 57٪ ممن تناولوا الحبوب الكاذبة تعرضوا الى معاودة النزيف البولي مما استدعى معالجتهم اما بادخال قسطرة الى المثانة او بإجراء عملية قطع البروستاتا بمنظار القطع بينما لم يحصل اي تكرار للنزيف عند اي مريض استعمل حبوب البروسكار والسيبروتيرون.
وقد ينجح ايضاً استعمال العقاقير المشابهة مثل الدوتستيراد (أفودرث) وفلوتاميد واخوانها الى منع معاودة النزيف البولي او الحد منه حتى في وجود غدد بروستاتا ذات الحجم الكبير التي قد تحتاج الى وقت اطول من المعالجة لوضع حد للبيلة الدموية. واما اذا تواجدت الاعراض البولية الحادة والشديدة مع البيلة الدموية فمن الافضل اجراء عملية جراحية لقطع البروستاتا بواسطة منظار القطع لتحسين الاعراض البولية ووضع حد للنزيف البولي. وفي حال معاودة النزيف حتى بعد استعمال الوسائل والعقاقير والجراحة المذكورة سابقاً وخصوصاً اذا ما كان شديداً ومقاوماً لاية معالجة فنادراً ما تطبق في تلك الحالات وسائل علاجية أخرى كإغلاق الشرايين الخثلية بالوشعة او بمواد مصلبة او استئصال البروستاتا الكامل جراحياً وحتى تحويل البول عن المثانة بواسطة قسطرة تدخل في حويصة الكلية او بواسطة قطعة من الامعاء.
وفي حالات البيلة الدموية الناتجة عن سرطان البروستاتا حتى بعد المداواة بالاشعة او بالهرمونات فيمكن السيطرة عليه بواسطة تنظير المثانة وكي شرايين البروستاتا النازفة فضلاً ان استعمال المداواة بالاشعة او تطبيق المعالجة الهرمونية للحالات التي لم تعالج بها سابقاً قد تساعد على توقيف النزيف البولي في معظم تلك الحالات. واما اذا ما فشلت واستمر النزيف فيمكن القيام باستئصال البروستاتا كاملاً بالجراحة المفتوحة او التنظيرية مع نجاح عال جداً.
وفي حال ترافق البيلة الدم
وية مع التهاب البروستاتا فيمكن في العديد من تلك الحالات السيطرة عليه باستعمال المضادات الحيوية مع او بدون عقار البروسكار ونادراً تنظير المثانة وكي الشرايين النازفة. واما اذا ما حصل نزيف احليلي نتيجة تضخم البروستاتا الحميد او وجود سرطان داخلها وخصوصاً اذا ما استمر لمدة طويلة واصبح غزيراً فيمكن عندئذ معالجته بعقار البروسكار ونادراً بتنظير المثانة وكي الشرايين او بقطع البروستاتا بمنظار القطع. وبالنسبة الى تدمي المني اي بروز دم في السائل المنوي فإن معظم تلك الحالات لا تحتاج الى اية معالجة فورية وقد تستعمل لها المضادات الحيوية والبروسكار ومضادات الالتهاب خصوصاً اذا ما عاد سبب النزيف الى التهاب البروستاتا او باستعمال العلاج الهرموني في حال وجود سرطان داخلها.
فبالخلاصة ان ملايين الرجال قد يصابون بتضخم البروستاتا الحميد او السرطان او التهاب داخلها مما يعرضهم الى حصول بيلة دموية قد تكون شديدة في بعض تلك الحالات وتستدعي المعالجة الفورية والفعالة لتوقيف النزيف البولي الذي قد يشكل خطراً على حياة بعض هؤلاء المرضى اذا ما اهمله المريض او الطبيب وتجاهلوه او اذا ما فشلت المعالجة المحافظة. فإنه من الاهمية القصوى تحديد سبب البيلة الدموية والبروستاتية بواسطة استنطاق المريض حول تاريخه الطبي واعراضه البولية ونوع العقاقير التي يتناولها واجراء فحص سريري كامل مع التركيز على الجهاز البولي وخصوصاً البروستاتا والقيام ببعض التحاليل المخبرية والاشعة المقطعية او المسح المغناطيسي وتنظير المثانة لتشخيص الحالة واسبابها وتطبيق افضل السبل العلاجية حسب الاسباب المكتشفة.
*******************************
المعالجة تقوم على استعمال بعض العقاقير والجراحة
السلس البولي عند الرجال.. اضطرابات نفسية تحد من النشاطات اليومية والاجتماعية والجنسية
صمام اصطناعي يغرز جراحياً حول الأحليل لمنع السلس البولي
السلس البولي الذي يصيب عادة النساء بنسبة عالية تتراوح بين 30٪ و50٪ منهن قد يصيب ايضاً الرجال مسبباً لهم الانزعاج والقلق والاحباط والاكتئاب والمشاكل العائلية والاجتماعية والمهنية والجنسية واحياناً كسور في العظام اذا ما حصل انزلاقهم على البول، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الرجل وزوده بآلية تشريحية وفيزيولوجية معقدة تقوم على تواجد صمامين أحدهم داخلي حول عنق المثانة والثاني خارجي داخل وحول الاحليل تقيه من حدوث السلس البولي اللاإرادي. ولتفهم اسباب تلك الحالة المنغصة علينا مراجعة الآلة التشريحية للجهاز البولي التي تتحكم بالتبول ومنع تسرب البول في الحالة الطبيعية. فالصمام الداخلي يشمل عضلات ملساء التي تنشأ من المثلث المثاني وتطوق عنق المثانة دورياً وتحتوي على مستقبلات اندريالية من فئة الفا التابعة للجهاز العصبي الودي واعصاب كولينة المفعول من الجهاز العصبي اللاودي. وعند امتلاء المثانة في البول يكون هذا الصمام مقفلاً لمنع تسرب اي بول عبره ويفتح أثناء التبول اللا إرادي مع ارتخاء العضلات حوله فضلاً منه انه باقفاله اثناء القذف يحول دون رجوع السائل المنوي الى المثانة. واما الصمام الخارجي فهو مؤلف منه قسم داخلي يشمل العضلات الملساء والعضلات المخططة حول الاحليل والقسم الخارجي الذي يدعى الحجاب البولي التناسلي المؤلف من عضلات مخططة التي تشكل حلقة حول الاحليل الذي يمر عبرها فتعصره عند الحاجة لمنع تسرب البول عبره اذا ما حصل ارتفاع في الضغط الباطني.
ويتم تعصيب الصمام الداخلي بواسطة الجهاز الودي والصمام الخارجي بواسطة الجهاز اللاودي والجسدي. واثناء ملء المثانة بالبول تحت ضغط خفيف لا يتعدى 15 سنتم من الماء يكون الصمامان في حالة تقلص وعند بلوغ السعة القصوى للمثانة مع تجمع اكثر من حوالي 350 ميليليتر فيها يشعر الشخص بالحاجة الملحة الى التبول وعند مباشرته بافراغ المثانة ارادياً ينتفح الصمامان تلقائياً للسماح الى البول من الخروج بطريقة طبيعية. ومن أبرز أسباب السلس البولي عند الرجال خلل في طاقة المثانة في تخزين البول أو فشل في إفراغه أو كلا الحالتين معاً.
الخلل في تخزين البول في المثانة
ثمة اسباب لتلك الحالة المرضية تعود الى فرط نشاط المثانة او نقص في مطاوعتها واما لعوامل إحليلية سنناقشها انفرادياً ليتسنى للقراء الاعزاء ان يتفهموا آليتها المرضية.
ففي حال غياب اية افات او امراض عصبية قد يحصل عند بعض الرجال ولاسباب لاتزال مجهولة تقلصات غير ارادية في المثانة عند امتلائها بالبول، التي لا تحدث بتاتاً في الحالات الطبيعية، فتساهم احياناً الى تسرب غير إرادي للبول خارجياً. وقد تنتج تلك الحالات عند حوالي 75٪ من الرجال المصابين بتضخم البروستاتا الحميد ومع الاعراض البولية المألوفة منها الالحاح البولي الشديد للتبول بسرعة وتكراره نهاراً وليلاً نتيجة فرط نشاط المثانة ربما بسبب الاقفار الوعائي او تكاثر المستقبلات الكولينية المفعول داخل عضلاتها او توتر اعصابها او نقص في معدل الاعصاب المؤثرة من فئة VIP التي تعمل عادة على ارخاء العضلات الملساء داخلها واما لاسباب اخرى لاتزال مجهولة. وقد اظهرت عدة اختبارات انه حتى بعد زوال الانسداد الاحليلي نتيجة قطع البروستاتا بمنظار القطع مثلاً يستمر فرط نشاط المثانة في حوالي 10٪ من تلك الحالات.
واما في حال وجود فرط نشاط المثانة مع حصول سلس بولي الحاحي نتيجة الاصابة ببعض الامراض العصبية كاصابة النخاع الشوكي بالقطع او بسبب انزلاق غضروفي او آفات تنكسية في العامود الفقري او الفالج او داء البركنسونية او التصلب العصبي المتعدد واحياناً داء السكري يعود سبب السلس البولي عادة الى عجز المراكز الدماغية في تثبيط التقلصات العضلية في المثانة او بسبب توتر اعصابها او زيادة نسبة المستقبلات الكولينية المفعول فيها. وفي بعض حالات تسرب البول الغير الارادي الالحاحي من المثانة فقد ينتج ذلك بسبب نقص في مطاوعتها الذي يمنعها من تخزين كمية كبيرة من البول بسبب عوامل تشريحية او عصبية قد تشمل ضخامة عضلاتها مع حمل عضلي في جدارها نتيجة تضخم البروستاتا الحميد او بسبب اصابتها بالتليف او بالتهاب مزمن او بعد تعرضها للمداواة بالاشعة او للعديد من العمليات الجراحية. ومن ابرز الاسباب العصبية اصابة الضفيرة الحوضية العصبية برضخ او قطع التي تؤدي الى نشوء مثانة عصبية عاجزة عن التقلص وقليلة المطاوعة والسعة. وقد تحدث تلك الحالة نتيجة كسر في الحوض من جراء حادث او بعد عملية جراحية استئصالية للقولون والمستقيم او احياناً للبروستاتا المصابة بالسرطان.
واما بالنسبة الى الاسباب الاحليلية للسلس البولي فابرزها هي التي تحصل بعد الاستئصال الكامل للبروستاتا المصابة بالسرطان مع اصابة الصمام الخارجي اثناء العملية الجراحية او بعدها بالتليف او التخاذل او الضمور أو فقدان التقلصات القوية فيها خصوصاً ان تلك العملية تزيل الصمام الداخلي او احياناً نتيجة حدوث فرط نشاط المثانة وحصول تقلصات عفوية غير ارادية فيها او لكلا السببين.
الخلل في إفراغ المثانة
قد يحصل السلس البولي نتيجة خلل في افراغ المثانة نتيجة عوامل متعلقة بها او بالاحليل وتشمل فقدان قدرة المثانة على التقلص نتيجة فرط تمددها المزمن والامعاضتها مما يسبب الاحتباس البولي مع حصول احياناً سلس بولي فائضي الذي قد يحدث ايضاً في بعض حالات داء السكري المزمنه المترابط مع اعتلال عصبي او نتيجة اصابة الضفيرة الحوضية العصبية بالقطع اثناء عملية استئصال القولون اوالمستقيم. ومن العوامل الاحليلية الاخرى ضيق الاحليل او عنق المثانة وتضخم البروستاتا الحميد او الخبيث او انعدام التناسق بين المثانة والصمام الخارجي.
تشخيص اسباب السلس البولي
يتضمن التشخيص اولاً تقصي المعلومات الدقيقة من المريض حول نوع سلسله وشدته ومدته والامراض التي اصيب بها والعمليات التي اجريت له والعقاقير التي يتناولها يليه فحص سريري كامل مع التركيز على الجهاز البولي والبروستاتا والجهاز العصبي. وفي معظم تلك الحالات يجري تنظير المثانة والاحليل لاستثناء وجود ضيق في عنق المثانة او الاحليل او حصيات او رتج او ورم فيها وذلك بعد اجراء تحاليل مجهرية ومزرعة للبول. ومن الاهمية القيام بفحص الديناميكيات البولية الكترونياً وتحديد سعة المثانة واحساسها وتقلصاتها الغير الطبيعية ووظيفة الصمام الخارجي والبول الثمالي والسلس البولي.
وفي بعض الحالات اذا ما اوحى التاريخ الطبي او الفحص السريري وجود امراض عصبية قد تكون مسؤولة عن السلس البولي يجري تقييم الجهاز العصبي بالمسح المغناطيسي ويحول المريض الى اخصائي الامراض العصبية للتقييم والمعالجة.
معالجة السلس البولي
تتم المعالجة بناءً على تشخيص دقيق لاسباب السلس البولي كما ذكرناه آنفاً لاسيما ان معظم المرضى قد يكونون مصابين بخلل وظيفي للصمام الخارجي بسبب اصابة او قطعه او نتيجة عوامل عصبية او تشريحية فضلاً عن أن الاسباب العائدة الى المثانة شائعة ولكنها نادراً ما تحصل منفردة. ويقسم العلاج الى الوسائل الدوائية او الغير الجراحية او الى العمليات الجراحية. ومن الوسائل المحافظة الغير الجراحية التعديل السلوكي مع تدريب وتمرين عضلات الحوض واستعمال بعض العقاقير الادرينالية الفعل كالأفيدرين وبسودو افيدرين وفينيل بروبانولامين التي قد تساعد على زيادة مقاومة الاحليل وزيادة الضغط فيه ولو ان مفعولها غير فعال في معظم الحالات. وفي حال تشخيص فرط نشاط المثانة لاسباب انسدادية او عصبية فيمكن استعمال مضادات المستقبلات الكولينية المفعول او بعض المرخيات العضلية او مضاد الاكتئاب كالايميبرامين او مضادات المستقبلات المسكارينية الحديثة كالتروسبيوم وتوليتورودين سوليفيناسين وغيرها لتثبيط تقلصات المثانة الغير الارادية وزيادة سعتها وتحديد فترة الانذار قبل حصول السلس. ومن الوسائل الاخرى التنبيه العصبي للاعصاب العجزية والقطنية واستعمال بعض الادوات الخارجية كالواقي الذكري الموصول الى كيس لافراغ البول او الروائد وملقاط خاص يوضع على العضو التناسلي وغيرها. واما بالنسبة الى المعالجة الجراحية فتشمل حقن بعض المواد المصلبة او المضخمة حول الاحليل او الصمام ومن ابرزها التفلون والكولاجين GA لزيادة مقاومة الاحليل لضغط البول المتسرب من المثانة او غرز صمام اصطناعي (صورة) حول الاحليل لاغلاقها وفتحه عند الطلب بالضغط على مضخة موضوعة داخل الصفن فوق الخصية واما باستعمال وشاح من نسيج ذاتي او اصطناعي يغرز تحت الاحليل لزيادة الضغط عليه ومنع تسرب البول عبره او نادراً وفي حالات مستعصية لم تتجاوب لاي من تلك الوسائل العلاجية يتم اغلاق عنق المثانة جراحياً وتحويل البول الى الجلد عبر قطعة من الامعاء او باستعمال الزائدة وتفريغ المثانة بواسطة ادخال قسطرة بطريقة دورية كل 4 إلى 6 ساعات او نزح البول المستمر عبر قطعة الامعاء الى كيس يوضع على فوهته. وقد تم حديثاً استعمال حقن مادة البوتوكس في عضلات المثانة والتعديل الاكتروني لاعصابها مع نتائج اولية مشجعة.
وبالخلاصة فان السلس البولي عند الرجال حالة شائعة ومنتشرة عالمية قد تسبب لهم الاضطرابات النفسية والارتباك والقلق والاحباط والانطواء وتحد من نشاطاتهم اليومية والاجتماعية والمهنية والجنسية. اسبابها عديدة تتطلب التشخيص الدقيق والمعالجة الصحيحة حسب السبب المشخص للتوصل الى نتائج جيدة ان شاء الله. وتقوم معالجتها على استعمال بعض العقاقير وغيرها من الوسائل الغير الجراحية وتطبيق معالجة جراحية بحقن مواد مصلبة ومضخمة حول الاحليل او يغرز صمام اصطناعي حوله لمنع تسرب البول التلقائي. ولابد من الاشارة ان حقن عضلات المثانة في بعض حالات المثانة العصبية او المفرطة النشاط او استعمال التعديل العصبي الالكتروني لاعصابها قد اعطت نتائجاً اولية مشجعة قد تفيد الملايين من الرجال والنساء مستقبلياً من وضع حد لسلسهم البولي المنغص لجودة حياتهم ان شاء الله.