قد تصادفك مواقف في حياتك يعتقد من أمامك بسبب طيبتك أو أخلاقك العاليه أن عدم دخولك معه في مشاكل أو عدم إحتكاكك به هو ضعف منك أو أن ليس لديك القدرة على أن تواجهه أو كونه على إعتقاد أنه بسبب طيبتك لم تستطع أن تدرك آذاه وسوء تعامله معه ولكن على العكس تماماً فإنما هو لم يدرك أنك قد تغاضيت عن كل ما فعل معك وكل ما تسببه من ضيق و ألم لك وأنك بسماحة وطيبه قد تواصلت معه إبتغاء لمرضاة الله كى تصفى النفوس .فأنت لست في حاجة كى تظهر قوتك أو عنفك كى تُظهر لمن أمامك أنك قادر على مواجهته أو التغلب عليه . ففي ظنى أن هذا الشخص قد خُدع في كونك طيب ذو سماحه وعاش وكأنما لم يفعل شيء بما أنك لم تعنفه أو تجادله أو تعاتبه فيما فعل فأصبح يتعامل كما لو أنه هو المُساء إليه وليس أنت بما أن أسلوبك الطيب معه قد وضح له ذلك . وفي إعتقادى أنت هنا المخطىء فليس كل الناس من يقدر طيبتك وسماحتك وإنما يستغلونها أسوأ إستخدام فقد يتهكمون عليك أو أنهم يتمادون في خطأهم معك أو أن يأتى إليهم شعور أنهم لا شائبه عليهم ولم يخطئوا بأى شيء .نعم قد تكون في أسلوبك طيب أو كريم أو حكيم ولكنك أبداً لا تتنازل عن حقك بسبب طيبتك وإنما كل ما هنالك أنك تتسم بسمات قلما تتواجد في أى شخص .وحينئذ كل ما عليك أن تتجنبه أو أن تتعامل معه بحدود وحذر. فليس من الذكاء من ذلك الشخص أن يتعامل معك على إنك ضعيف أو أنك غير قادر على التعامل معه لذا لزم عليك أن تعرفه كيف له أن يتعامل إذا أراد التعامل معك طالما أنك تتعامل معه بأسلوب فيه شيء من التحضر والإحترام. لذلك فأنت تؤثر ألا تضيع وقتك معه لأنك أولى بذلك الوقت للإستفاده به .
لا أعلم لما يظن الناس أن الشخص الطيب ضعيف أو أنه غير قادر على التعامل معهم ألم يسمعوا بتلك المقوله (إتق شر الحليم إذا غضب ) فليس معنى أن الشخص الحليم هادىء أو أنه قد سكت عن حقه بإرادته أنه ضعيف . بلى فهو قوى بأفعاله الطيبه لا يود أن يأخذ حقه بنفسه ولكن له رب كريم يأخذ حقوق عباده . فهو المنتقم الجبار .
أود لو كل منا يراجع نفسه في أفعاله وأقواله ويتق الله ويتحرى الحلال . وأن لا يتباهى أحد بجبروته أو قوته وأن من يسىء لأحد لا يستهين به مطلقاً .فقد يأتى اليوم الذى يرى هذا الشخص كيفية التعامل الصحيح وكيف له أن يندم على كل ما إرتكبه في حق الشخص الآخر. فإن كان الشخص حليم من تلقاء نفسه أو لو كان حتى بالفعل ضعيف فله رب في السموات العلى يحميه ويحفظه يرد له حقه في الدنيا والآخرة
.
اللهم صلى وسلم وبارك على سيد الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة وأزكى السلام