قبيلة العدوان البلقاويه وفي بلاد الشام
من الفصل الثاني - كتاب الامير الشاعر والفارس العربي نمر بن عدوان
للكاتب والمؤرخ هاني الكايد
أن نسب هذه القبيلة العريقة الممتدة مضاربها في بلاد الشام يعود إلى فرعين أساسيين وهما قبيلة العدوان البلقاوية في الأردن وقبيلة العدوان في شمال سوريا وتتحدران من نسل رجل واحد هو حمود بن شهيل بن فواز بن حمود العدواني الذي كان فارساً شجاعاً أقام في مضارب قبيلة الظفير بعد أن لجأ إليها بعد أن تعرضت قبيلته (العدوان) إلى نزاعات داخلية وكان مطلوباً للثأر لقتله أحد أفراد قبيلته، ومرد تلك النزاعات قديمة جداً، ابتدء من النزاعات التي نشأت داخل القبيلة بعد مجيء الإسلام، ويؤكد ذلك تفرع القبيلة وانتشارها في مختلف الأقطار العربية وكما هو مبين في أعلامها ممن ورد ذكرهم في سياق الكتاب.
ولما عرف عن حمود بن شهيل من مآثر وشجاعة وفروسية فقد زوجه شيخ قبيلة الظفير بابنته التي ولدت له من الأبناء ثلاثة هم، فايز وفواز وفوزان، وكبر الأبناء وأصبحوا على درب والدهم وقد أخذوا عنه الشجاعة والفروسية ونبل الأخلاق، إلى أن جاء اليوم الذي تعرضت فيه قبيلة الظفير إلى فتن داخلية وقد حمل بعض أفرادها على أبناء حمود العدواني الأمر الذي استدعاهم الخروج بحثاً عن السلامه، وخرج فايز الأخ الأكبر ومعه شقيقه الثالث الأصغر فوزان إلى الأردن سنة 1620 ميلادي، حيث مضارب قبيلة كنده باستضافة شيخها أبو حيدر وخرج فواز إلى سوريا وأقام في فترة شبابه في حمص، وكان في مآثر أبيه وأخوته وبقي على تواصل مع أخويه وتمكن بفضل شجاعته وفروسيته وذكائه من استمالة قلوب وعقول شيوخ العشائر في بادية سوريا وكان مضرباً للأمثال في شجاعته وحكمته وفروسيته. وقد كبر سنة وكبر مقامه وكبرت عائلته وسادت على شمال سوريا ونلاحظ الترابط والتواصل والتلاحم الذي كان مبنياً مابين الأخوة في الأردن وسوريا، في تسميات بطون العدوان في كلا الطرفين، فالتسميات نفسها.
إذ نجد (الكايد) في سوريا والأردن وكذلك (السكر)، و(العساف)، و(النمر)، وهي بطون من العدوان القيسية.
فقبيلة (الكايد) العدوان في سوريا هي من أكبر بطون عدوان سوريا وفيها مشيخة العدوان وشيخها هو الشيخ حلو الحلو العدوان وله صلات قوية مع شيوخ وأبناء قبائل العدوان في الأردن والسعودية والكويت والعراق ومنازلها تنتشر في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا وعلى الحدود التركية ومركزها في مدينة راس العين بمحافظة الحسكه ويزيد عدد أفراد قبيلة الكايد في سوريا على 15 ألف نسمة وكذلك عدوان النمر وتنتشر منازلها على الحدود مع فلسطين والأردن في منطقة الجولان ودرعا والسويدا والقنيطره وفي دمشق وريفها.
وكذلك قبيلة (السكر) العدوان وتنتشر منازلها في مناطق حمص وريفها وفي المناطق الحدودية مع العراق ومنها ما وصل إلى لبنان ومنهم من اعتنق الديانة المسيحية ومن أبناء هذه القبيلة النائب اللبناني المعروف جورج عدوان.
كذلك قبيلة (العساف) العدوان وتنتشر منازلهم في مناطق حماه والساحل السوري وادلب وحلب وفي لواء الأسكندرون ومن هذه العشيرة الكاتب والشاعر العربي المعروف المرحوم (ممدوح عدوان).
أما فايز الأخ الأكبر الذي وصل ومعه شقيقه الأصغر فوزان إلى منطقة السامك من مناطق البلقاء الأردنية، وتزوج من ابنة شيخ كنده (أبو حيدر) ولعشيرة كنده العريقة تقاليد أصيلة في الزواج إذ من المحال أن تتزوج ابنة القبيلة بغير أبنائها وذلك لارتفاع المهور والتي كانت مضرباً للأمثال وذلك حفاظاً على العرق والنسل والتقاليد، ولفروسية وشجاعة فايز وعرقه الأصيل فقد زوجه شيخ كنده بابنته، أما فوزان فقد تعرض إلى لدغة (أفعى) وتوفي ولم يتزوج.
وكان فايز مقرباً من شيخ كنده حتى بات مستشاراً في كل صغيرة وكبيرة وأنجبت بنت الشيخ أبو حيدر لفايز (عدوان وشداد). ويقال أن زوجة فايز كانت (عقيم) لم تنجب طيلة عشر سنوات، ووصف لها العرافين وأطباء ذلك الزمان، أن تأكـل لحم حيـة مقرنـة (أفعى) والمعروف عن الأفعى المقرنه (أم قرون) أنها أفعى كبيرة السن وكبيرة الحجم سامة، وعثر على الحية وتم قطع رأسها وجزء من مؤخرتها بما في ذلك ذنبها، استناداً للمفاهيم السائدة آنذاك أن سم الحية يكون في أحد أسنانها وفي جزء من ذنبها، وهذا ما كان، فأكلت أمراة فايز لحم الحية، وشاء الله أن تحمل وتلد، وهذا مرد لقب قبيلة العدوان في الأردن (أعيال الحية).
وأثناء وجود فايز في مضارب قبيلة كنده تعرضت القبيلة إلى غزوات متتالية من قبل قبيلة المهداوية والتي هي بطن من طريف من جذام القحطانية، وقد شارك فايز فرسان قبيلة كنده الذود عن مضارب قبيلتهم، وكان لفايز الحظ والنصيب في البروز في أكثر من واقعة نشبت بين القبيلتين،، ولكن لتحالفات قبائل عربية مع المهداوية والتي كانت تكن العداء لقبيلة كنده، انتصرت المهداوية وسيطرت على أكبر مساحة من الأرض تمتد من بادية الأردن شرقاً إلى وادي الموجب جنوباً إلى الأغوار الوسطى وصولا إلى سيل الزرقاء أي مناطق جرش. ولما كبروا أبناء فايز وصاروا فرساناً على درجة كبيرة من الشجاعة والرجولة، تزوج عدوان، الأبن الأكبر لفايز بأبنة أحد شيوخ المهداوية وأنجبت له حمدان وصبح، وكبر حمدان وعاش في كنف الأمير المهداوي وكان اسمه جودة المهداوي، وقد حرص المهداوي على أن يرافقه حمدان في كل غزواته كون حمدان فارس منقطع النظير ليس كمثله فارس، وفي إحدى غزوات الأمير المهداوي وكان على يمينه حمدان هاجموا قافلة على الطريق المتقاطع مع سيل الزرقاء وكانت قادمة من بلاد الشام متجهة إلى مكة المكرمة، وهاجم حمدان حرس القافلة وقتلهم جميعاً وكان من بين الغنائم ناقة تسير بخطى هزيلة في مؤخرة القافلة، ويمتاز حمدان بأنه لماحاً، وعندما قام المهداوي بتوزيع الغنائم وأعطى لحمدان نصيبه منها، فقال له حمدان بارك الله بيك ياالأمير بس أنا أريد نصيبي من الغنايم هالناقة الهزيلة، فقال له المهداوي غالي وطلبك رخيص، أجتك الناقة فوق نصيبك ياحمدان لأنك فارس وتستاهل، ولإحساس حمدان أن الناقة تحمل شيئاً ثقيلاً ولا بد أن يكون ثميناً، فكان حدسه صادقاً وإذ بالناقة محملة بالذهب، وقيل أن حمدان قد أطلق عليها لقب (الضبطا) كونه ضبطها بحدسه من بين جمال القافلة، واتخذ أبناء حمدان هذا اللقب للناقة (نخوه) وأصبحت نخوة العدوان في الأردن فيما بعد، والنخوه كانت سائده فلكل قبيلة عربية لها (نخوه) لاستثارة حمية أفراد القبيلة لمواجهة أي خطر يهدد الأفراد أو القبيلة. وأشير هنا إلى أن نخوة العدوان في الكويت هي (خيال العليا خضيري) والبعض ينتخي بـ(أولاد الخضيري) ويعود سبب هذه التسمية لـ(وادي الأخيضر) وهو من أودية ديار عدوان بالطائف، ونخوة العدوان في سوريا فهي (علوه) وقد وردت هذه النخوه في قصيدة للشاعر أحمد المصيط العدواني قال:
يا راكب اللي ما تهاب الدويه
حمرتن وقرنه عينها جادة النار
من عند أبو سعدون تمد أضحويه
وعليها غلامن كامل العقل وأفكار
تلفي أخو خنسه والشمس حيه
مشيرتن ربعة مخاتير وأمار
نوخ ذلولك والملامه عليا
"علوه" ربيع الهاجري للظيف والجار
أما نخوة العدوان منذ القدم فهي "جديلة قيس" وما زالت بعض قبائل العدوان تنتخي بها.
أصبح حمدان فيما بعد من مشاهير الأبطال والفرسان يملك ثروة طائلة جعلته محبوباً من غالبية فرسان القبائل العربية والتي كانت تكن للأمير المهداوي عداوة وبغضاء لعنجهيته وقسوته وغزواته المتكررة على القبائل العربية القريبة منه وانتزاع ثرواتهم من الماشية وسيطرته على منابع المياه والمراعي الخصبة، وكان حمدان في سريرته غير راض عن تصرفات الأمير المهداوي إلى أن جاءت الحادثة التي استفزت مشاعر الناس وذلك عندما طلب الأمير المهداوي من حمدان وكعادته على مر الأعوام أن يجمع أبقار الفلاحين وأصحابها، للعمل سخره لزراعة أراضي المهداوي، فجمعت الأبقار وأصحابها وبينهم رجل ليس لديه ثور، وكان واقفاً بدون عمل فلما رآه المهداوي أمر أن يوضع النير على رقبته بدلاً من الثور، فاستشاط الرجال غضباً ونقمة على جوده المهداوي وكان على رأسهم حمدان وثاروا عليه وقد التف الفرسان حول حمدان وناصروه وقامت الحروب فيما بين الطرفين وعلى مدى عشرين سنة قتل على إثرها حمدان ولجأوا أنصاره إلى منطقة اسمها الموجب جنوب مادبا تفصلها عن مدينة الكرك وكانوا في مأمن من وصول المهداوي إليهم، وبعد أن عجزوا عن التغلب على جودة المهداوي ولكي يكونوا قريبين لربما في القرب مباغته ونصر عليه لجأوا إلى الخدعة وأشاعوا أنهم تناسوا الماضي والاعتراف بزعامة المهداوي عليهم، إلى أن جاء اليوم الذي طالما انتظروه حيث أن الأمير المهداوي جوده علم أن لكاهن منطقة الفحيص ابنة جميلة يضرب فيها المثل وصمم على أن يتزوجها عنوه رغماً عن أبيها وتقاليد العوائل المسيحية، ولما شعر أهل الفحيص بعجزهم عن منازلة المهداوي والتغلب عليه لجأوا إلى أبناء حمدان وهم عدوان ونمر الأول وقد عرف عنهما من الشجاعة والفروسية الشيء الكثير والكبير فاستنصروا بهم على المهداوي، فما كان لأبناء حمدان إلا الاستجابة لنصرتهم فجمعوا لهم أربعين فارساً من أحلافهم وأحلاف أبيهم من الفرسان الذين شاع صيتهم بين القبائل ووجدوا في ذلك فرصة للخلاص من شر المهداوي والثأئر لأبيهم وكسب حلفاء جدد وهم أهالي الفحيص لاسيما وأن أبناء حمدان أصحاب انفه وفراسه ستجعل لهم هذه الحادثة سيادة وزعامة، وطلبوا من كاهن الفحيص أن يرسل إلى المهداوي موافقته على الزواج من ابنته شريطة أن يقبل الصلح مع العدوان وحلفاؤهم على مأدبة غداء يقيمها الكاهن احتفاءً بالمناسبتين، الصلح، والزواج، وان يحضر الأمير المهداوي ومعه رجاله جميعاً، ووافق الأمير جوده المهداوي ونصب بيت شعر كبير بقرب من شجرة على سفح جبل مطلة على الفحيص وعدت الولائم وطلب العدوان من الذين أعدوا الوليمة أن (لاتملحوا الزاد) أي لا تضعوا ملح على الطعام، وذلك حفاظاً على الشيم والعادات العربية لأنه لايجوز الغدر بمن (تملح) وطلبوا من العبيد أن يفكوا سروج خيل المهداوي ورجاله بعد ربطها. وحضر المهداوي ورجاله واستقبلوا بحفاوة، ودخلوا البيت، وعدت الموائد، (المناسف العربية)، والعدوان ومن معهم من فرسان كانوا على هبة الاستعداد، وما أن دعى الكاهن الضيوف (أن أفلحوا على طعامكم) وعندما تذوق المهداوي الطعام وإذ به من غير ملح قال (عملتها ياكاهن) فانقض فرسان العدوان عليهم وقتلوا عددا كبيرا منهم ، ومن حاول الفرار من رجال المهداوي ما أن ركب فرسه إلا وقد مال السرج به وسقط وأبادوهم جميعاً، وسميت تلك بمذبحة المهداوي، والشجره للآن قائمة اسمها شجرة المهداوي، وتم التخلص من المهداوي ورجاله وطغيانه وشروره، ولم يبقى من المهداوية إلا ابن جوده واسمه (ضمان) فقد تخلف عن مرافقة أبيه لعلمه بنية زواجه على أمه من بنت الكاهن ، ولما علم بما حل بوالده ورجاله أدرك أنه هالك لا محالة وكانت منازل المهداوية في مناطق الشفا، فرحل إلى منطقة الأغوار الوسطى ونزل في الكفرين والرامه والشونه – فتبعه العدوان ونالوا من ابنه (مشهور) فقتلوه وهرب ضمان إلى غور أبو عبيدة في الأغوار الشمالية واحتمى بشيخ قبيلة البلاونه - فحماه.
وكان زعيم العدوان آنذاك عدوان الثاني وعضيده شقيقة نمر الأول ، ولعدوان خمسة من الأبناء فرسان شجعان صناديد، واستولى عدوان على كل الأراضي التي كان قد استولى عليها الأمير المهداوي من الشفا إلى الأغوار، وطلب عدوان الثاني من ولده البكر (كايد) بأن يوزع الأراضي بينه وبين أشقائه وأبناء عمه نمر الأول فخصص أرض الرامه له ولأخوته ذياب ولامي وصقر بالإضافة إلى مناطق الشفا التي جعلها من نصيبه وخصص أرض الشونة إلى شقيقه صالح، وأخذ أبناء نمر الأول أرض الكفرين. وتتالت الأحداث بين العدوان والبلاونه إثر مناصرتهم لضمان بن جوده المهداوي ومات كايد بعد عام من جرح أصيب به فى إحدى المنازلات مع البلاونه الأمر الذي أثار العدوان فهاجموا البلاونه والمهداويه، وقتلوا الشيخ أبن عسره شيخ البلاونه فهربوا البلاونه والمهداويه إلى بيسان وغربي الحوله.
وبسط العدوان سيطرتهم على البلقاء وتزعموا النفوذ والمشيخة فيها.
بطون فايز بن حمود العدواني
كنيته هي فايز بن حمود بن شهيل بن فواز العدواني يرجع بنسبه إلى قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان من ولد إسماعيل .
- أنجب فايز: عدوان – وشداد و(شداد) هو جد عشيرة الوريكات – العدوان المعروفة ومضاربها حوض البقعة – أبو نصير.
- وأنجب عدوان: حمدان - وصبح و(صبح) هو جد عشيرة العساف العدوان، ومضاربها مناطق تلاع العلي في عمان الغربية.
- وأنجب حمدان: نمر الأول - وعدوان الثاني.
- وأنجب نمر الأول، سبعة من الأبناء هم: سيف وفارس وبركات ومسلم وقبلان ومطلق و(مطلق) هو جد عشيرة السكر العدوان ومضاربها في منطقة خلدا في عمان الغربية.
- وأنجب قبلان: الأمير الشاعر والفارس العربي (نمر بن عدوان) نمر الثاني.
- وأنجب نمر بن عدوان عشرة من الأبناء هم: عقاب -سليمان – باكير – عبد العزيز – فارس – فندي – شبيب – فاضل – مسلط – سلطان.
ومنهم النمر – في منطقة الكفرين.
- أما عدوان الثاني ابن حمدان فقد أنجب خمسة من الأبناء وهم: كايد – صالح – ذياب – لامي – صقر.
- ومن كايد: عشيرة الكايد العدوان وهي أكبر بطون عدوان في الأردن وتنتشر منازلها في الرامه وصويلح وشفا بدران والسليحي وأم الدنانير. وأم انجاصه
- ومن صالح: عشيرة الصالح العدوان – وفيها مشيخة العدوان حالياً ومنازلها في الشونة الجنوبية والتي تسمى (شونة ابن عدوان) ومنها ما هو في صويلح وبعض مناطق عمان الغربية. [/b]