في مقابلتها الاخيرة مع الراية القطرية ..الراحلة عفاف قضماني: الصوت الإذاعي له كاريزما وشخصية مثل الصورة في التليفزيون
رغم أنني لم اكن التقيت بها من قبل ، ورغم أنها كانت تراني لأول مرة إلا أنني وجدت اريحية شديدة في التعامل معها وكأنها تعرفني كصحفي منذ مدة طويلة فجاءت المقابلة معها سهلة مريحة ، تتدفق في إجاباتها لتكشف عن شخصية رائعة افتقدناها جميعا .
فقبل ان تعلن وكالة الانباء الاردنية بترا منذ يومين وفاة المذيعة الاردنية عفاف قضماني في الدوحة نتيجة حادث دهس أدى إلى إصابتها بنزيف حاد في الدماغ فارقت على أثره الحياة بعد ساعتين كانت تعمل قبل وفاتها في قطر مذيعة اخبار في اذاعة قطر الى جانب ابنتها المذيعة مروة خميس التي تعمل مذيعة في قناة الجزيرة للاطفال و كان لـ الراية معها هذا الحوار الذي أجريناه معها في مكتب المذيعين بإذاعة قطر قبل وفاتها بأيام قليلة ، وندعو جميعا لها بالمغفرة والرحمة ولأهلها بالصبر والسلوان .
- ربع قرن من العمل أمام الكاميرا وخمس سنوات أمام الميكروفون رحلة طويلة مع العمل الإعلامي عاشتها المذيعة عفاف قضماني مع الشاشة والميكروفون منذ بداياتها الأولى مع تليفزيون الاردن في نهاية السبعينيات من القرن العشرين ومع إذاعة قطر منذ خمسة اعوام تقريبا ، كان لها فيها محطات هامة وبرامج متميزة وخبرات كبيرة حاولنا أن نقف عندها من خلال هذا اللقاء
*متى كانت بدايتك مع إذاعة قطر ؟
-بدأت العمل مع إذاعة قطر منذ عام 2006 بعد رحلة مع التليفزيون الأردني منذ نهاية سبعينات القرن العشرين
* وما هي البرامج التي قمت بتقديمها خلال هذه الفترة ؟
-أنا بداية أقدم نشرات الأخبار ، ولكني بجانبها قدمت عدة برامج منها برامج خفيفة في العيد ، وبرنامج عن المسلمين في الأندلس وكان اسمه ( الفردوس المفقود ) ، كما قدمت البرنامج الديني (في ظلال النبوة ) وكان يدور حول زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تأثرن بشخصيته العظيمة ، كما سعدت بتقديم برنامج عن العلماء المسلمين ومنهم ابن سينا والرازي.
* وما الذي تضمنه برنامجك عن العلماء المسلمين ؟
-أردت التركيز على العلماء العرب فيهم حيث هناك معلومة لدى البعض ليست صحيحة وهي ان كل النابغين والعلماء المسلمين لم يكونوا من العرب وهذا أمر احتاج لتوضيح وتصحيح فهناك الكثير من العلماء والفلاسفة كانوا عربا ومنهم الحسن بن الهيثم والكندي وغيرهم ، وركزت على انه خلال عصر النهضة الإسلامية قدمنا للعالم كله علماء ليسوا فقط في عالم الشريعة بل في كل مجالات العلم من طب وفلك وهندسة وجبر وكيمياء وادب ، وهو أمر نفتقده كثيرا الان ونتمنى وجوده.
* يقولون إن المذيع لابد أن تكون له كاريزما فكيف يتسنى ذلك إذاعيا ؟
-هناك بالفعل أصوات لها كاريزما في الإذاعة مثل ما ان هناك كاريزما للصورة في التليفزيون ، ففي الإذاعة العنصر الهام هو الصوت فلابد أن تكون للمذيع نبرة صوت مميزة ليست مزعجة في ارتفاعها ولا منخفضة جدا ، مخارج الحروف لديه واضحة وصوته له شخصية، فهناك مرات كثيرة تسمع الصوت وتظل تتخيل المذيع أو المذيعة وقد لا تنطبق الصورة على الصوت.
* بعد ربع قرن مع التليفزيون هل الوسامة هي أهم الشروط للعمل به ؟
-بالطبع الوسامة هامة لكن كم من شخص وسيم وليس لديه حضور ، فالحضور أو ما نسميه الكاريزما اهم العناصر ، فالكاميرا حساسة جدا ، والانسان لو دمه ثقيل تكشفه الكاميرا سريعا، فالعفوية في التليفزيون هامة جدا وهي أمر يكشفه المشاهد سريعا فلابد من البعد عن التصنع أو التكشف فهو امر سريع الانكشاف.
* بعض المذيعين حين يرتكبون خطأ على الهواء لا يعتذرون عنه فما رأيك ؟
-بالقطع لا ، فعند حدوث أي خطأ لابد للمذيع ان يعتذر عنه ، فلا ينبغي تجاهل المستمع أو التقليل من قيمته وقيمة رأيه ، ولا يجب التعويل على أنه ربما لم يسمع ، فلو سمع المذيع يخطيء ولا يعتذر عن خطئه ربما أساء تقديره أو لم يعد يحترم قدراته أو يسمع له فنخسره مستمعا لنا.
* جلست امام الكاميرا وخلف الميكروفون فكيف هي الفوارق الجوهرية بينهما ؟
-الصورة عادة تشتت وتضيع انتباه المشاهد وتزيد حجم المسؤولية على المذيع الذي ينبغي ان يركز على كل التفاصيل من الملابس وألوانها وتسريحة الشعر والماكياج والجلسة والابتسامة والاضاءة ، فأي حركة أمام الكاميرا مكشوفة للمشاهد ويحاسب المذيع عليها ، لكن في الإذاعة التركيز يكون على سلامة وقوة وحلاوة الصوت وأدائه فالمستمع يستخدم حاسة واحدة وهي السمع لذا فالصوت في التليفزيون واحد فقط من العناصر لكنه في الإذاعة هو العنصر الوحيد.
* من المؤكد انك تعرضت لمواقف طريفة على الهواء في التليفزيون هل تتذكرين بعضها؟
-هي كثيرة بالفعل واتذكر منها أنه ذات مرة انفجر كشاف الاضاءة الموجود أمامي واظلم وجهي على الهواء لكني لم أتاثر واكملت القراءة ، وفي مرة أخرى وبعد أن ظهرت على الهواء أقرأ النشرة وإذا بالكرسي الذي اجلس عليه يهبط بي بشدة فاضطررت للبقاء حوالي دقيقتين أشبه بجالسة على ركبتي كالقرفصاء حتى غيروا الكرسي أثناء وجود فيديو على الهواء.\
*ومن تأثرت به أو أحببته من المذيعات والمذيعين قديما أو الان ؟
-أحببت جدا المذيعة ليلى رستم قبل دخولي للمجال وكانت تقدم برامج حوارية في لبنان ، وحاليا احب منى الشاذلي في قناة دريم المصرية ، وزينة فياض اللبنانية التي غابت عن الاضواء ، ومن الأصوات الحالية في إذاعة قطر صوت حازم طه
* وهل تأثرت بك ابنتك في الأداء ؟
-انا حقيقة سعيدة لنجاح ابنتي مروة كمذيعة في قناة الجزيرة للاطفال ولها حضورها وشخصيتها وبالطبع لا أبخل عليها بأي نصيحة في أي وقت.