جلست قبالة البحر
أداعب حبّات رمله الذّهبية...أخترق الأفق البعيد بناظريّ
أراقب أشعّة الشّمس و هي تعانق وجهه في خجل
أراقب الأمواج و هي تتلاطم...تخالهن حسناوات متمرّدات
في أوج ثورتهنّ على القدر يصارعن من أجل نيل الحريّة
يردن كسر قيود العبوديّة...لا يعرفن بأنّهن يستنزفن فقط طاقتهنّ
فسرعان ما ستهدأن و تستسلمن لهمساتك أيّها القدر
و بينما أنا أتأمّل هذه اللّوحة الربّانية
فإذا بشريط ذكرياتي يمر أمام عينيّ في ومضات
تشبهين كثيرا أحلامي أيتها الأمواج
كانت متمردّة مثلك...لم تعرف يوما الخمول و لا السكون
لكن سرعان ما افترستها أنياب الغدر غدرا
و اغتالها جبروته و ظلمه
من دون حتّى أن يشفق عليّ أو يرأف لحالي
انتزع مني كلّ شيء و تركني ذكرى أموج في ذكريات ألم مجنون
أ تذكر أيّها البحر....أ تذكر تلك الأيّام المريرة
كيف لا و أنت الذي شهد اغتيال أحلامي
كيف لا و أنت الذي شهد ضعفي و انهياري
كيف لا و هذه الرّمال قد ثملت يوما من دموع قلبي و أفكاري
من يومها أصبحت أنت الصّديق و الرّفيق و الحبيب
فأنت الوحيد الذي واساني و خفّف عنّي أوجاعي
أنت الوحيد الذي شكوته همّي فأنصت إليّ بإخلاص
أنت من دفن آلامي و آهاتي في أعماقه السّحيقة
أنت فقط من ائتمنته على ذكريات أحلامي
آه......أيّها العزيز الغالي
أحسّ بأنّك الوحيد الذي يفهمني
مع أنّهم حذروني من خيانتك و غدرك لكنّني أجدهما وفاء و إخلاصا أمام خيانة و غدر اليشر
ما أصعب طعنات الغدر خاصة إن كانت بأيدي من سكنوا يوما قلبك و روحك و كيانك
يقولون إن الزمن كفيل بتضميد الجراح......ينسينا الآلام
إذن فلماذا لا أنسى؟ لماذا ما زلت حبيسة ذلك الألم المجنون؟
لماذا زماني لم يضمد جراحي؟ فهي ما زالت تنزف إلى الآن..
أم تراه هو الآخر تخلّى عنّي...
لماذا قلبي ما زال يحترق إلى الآن؟ لماذا لا تخمد هذه النار؟
و كأنّ ما حدث بالماضي حدث الآن....لماذا...........؟