هاأنا أشعر بالصداع...
لأنني قد شممت رائحة الوداع...!!!
الذي همه الزج بالعواطف
في دوامة الضياع...
عندها تتقلب من الحزن مواجعي...
وتضطرب من هول الأمر مسامعي...
فهاهي الآلام قد عزفت في
مدينة قلبي أحزن الألحان...
عندما زف الأسى لها بأن
موعد الوداع قد حان...
هاهي رائحته قد انتشرت في
كل أنحاء إحساسي...
فجلبت معها لقلبي الآهات
وأمر المآسي...
فتموت الفرحة على رصيف الأحلام...
وتتفاقم النكبات وتستعر الآلام...
وأموت كمداً عندما أختنق
من قوة هذه الرائحة...
والتي باتت في كل أجزاء
أحاسيسي فائحة...
فأصبحت عندها أوتار عاطفتي
بالعويل والأحزان نائحة...
آه..ليتك أبيتي اشتمام الوداع
ياجيوب الأنف...
ليتك لم تكوني شريكة ضدي
في هذه القسوة والعنف...
لقد تمنيت بأن عاطفتي مصابة
بأنفلونزا حادة...
حتى لاتستنشق هيروين الوداع
فتحتضر بداخلها الإرادة...!!!
ولكن هيهات لن ينفع التمني والندم...
لأن الوداع الأليم نحوي قد قدم...
آه..كم تمنيت بأن رائحة الوداع أكذوبة...
حتى لاتعانق عاطفتي ظلمة الغيبوبة...
ولكن مايزرع بداخلي صبراً
بأنه سنة مكتوبة...
أقبل أيها الوداع فقد فضحتك
رائحتك الكريهة...
وقد ميزت موسيقاك الكئيبة
بالفطرة والبديهة...
أرجوك لاتتصنع اللين
وأنت شعار العنفوان...
فأنت من جعل الحزن بداخل قلبي
أشكالاً وألوان...
وأنت من تلذذ بقتل مشاعري
وجعلت الفراق لك عنوان...
هيا تعال هذه المرة ولاتبالي بأحزاني...
تعال يامن لقاؤه دمرني وأعياني...
ولكن عدني بأنك بعد هذه المرة لن تعود...
وبأن الأمن والأفراح على أرض
مشاعري ستسود...
تعال فلم أعد أحتمل رائحتك...
وقلبي سيصبح شاحباً عند مصافحتك...
تعال مسرعاً وتذكر بأنك لاتطاق...
ياراسم الهموم والأحزان والفراق...
وياسارق البسمات من ثغور الأشواق...
ويامن أجبر الدموع أن تهجر الأحداق...
هاأنا أفتح حجرات قلبي لاحتضانك
دون رغبة...
لأنني أعلم بأنك ستحدث دماراً
وبأن لقاءك ليس بلعبة...
فأنت تعلم بأنك تتوكأ على
عصا الجبروت وبأنك غير مقبول...
وبأنك بعنفوانك ستحول
أزهارأملي اليانعة إلى ذبول...
لأنك طوفان تتلذذ بانتزاع الأمل...
ولأن الأسى عند لقائك أمر محتمل...
فياليتك تعلم ماستزرعه بعاطفتي من ألم...
إنها آلام لن يستطيع وصفها لساني والقلم...!!!
ولكن هات يدك وغلف كل مشاعري
بالحزن المميت...
وتفنن في تفجير عاطفتي وأحلامي
أيها الديناميت...!!!
تعال فأنا ذاك الذي يلوح بيديه
ليس شوقاً إليك...
أو تلهفاً لشم رائحتك التي أصبحت
تغطيني وتغطيك...
ولكن لأن رائحتك قد أسكرت عاطفتي
وأفقدتها الصواب...!!
وجعلتني أنتظر قدومك الأليم
وكأنك من الأحباب...
هيا اقترب أكثر لأتحسس جسدك
أيها الألم الملقب بـ(الوداع)...!!!
واطفئ ماخلفته بقلبي من هموم
وشقاء وصراع...
فأنا متلهف لذهاب رائحتك ورحيلك
عن أسوار قلبي الحالمة...
فعلني ألتمس الأمل بذهابك
في الأيام القادمة!!!!!