المسرحية تعرض الشهر المقبل في مهرجان المسرح الأردني الدولي السابع عشر
المغرب.. مشهد مسرحي لممثلة مغربية "تتعرى" يثير عاصفة من الانتقادات
أثار مشهد من مسرحية جديدة تظهر فيه الممثلة المغربية لطيفة أحرار، وهي تتجرد من ثيابها لتظل بلباس البحر، عاصفة هائلة من الانتقادات والسجالات في الصحف والمنابر الإلكترونية المحلية.
واعتبرت صحف ذات توجهات اسلامية أن ما قامت به أحرار في هذه المسرحية هو استنجاد بالعري للتغطية على العجز في الإبداع، في حين رأت الممثلة أن العرض المسرحي لا يمكن اختصاره في ذلك المشهد لوحده، فضلا على كونها تتحمل نتائج اختياراتها الفنية.
وتُعرض حاليا مسرحية "كُفر ناعوم " المستوحاة من ديوان للشاعر ياسين عدنان، في بعض مسارح المغرب، وستُقدم أيضا في مهرجان المسرح الأردني الدولي السابع عشر الذي ستنظمه مديرية الفنون والمسرح في وزارة الثقافة بالأردن بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
واندلعت حرب السجالات حين نشرت جريدة "التجديد" الإسلامية خبرا قبل أيام، عن عن تذمر وانسحاب أغلب المتفرجين من العرض الذي قدمته الممثلة لطيفة أحرار في أحد مسارح مدينة مراكش، وتحديدا بعد مشهد خلع ملابسها.
ووصفت الصحيفة التابعة لحركة التوحيد والإصلاح ما قامت به الممثلة في مسرحيتها الفردية بكونه "تعري بالتدرج" أمام الجمهور، وبأن تعبيرها الجسدي ما هو سوى "لغة الغريزة". وبعد أن لمحت الجريدة إلى ما أسمته "الإيحاءات التي تحملها العناوين المحيلة على الدين"، اعتبرت التجديد أن ذلك المشهد هو نوع من الاستنجاد بالعري للتغطية على العجز في الإبداع الفني.
بعد ذلك، تداولت منابر إعلامية ومواقع إلكترونية مغربية ما قامت به الممثلة أحرار بالنقد اللاذع، واعتبر الكاتب أحمد الجبلي أن المغاربة ليس بينهم وبين هذه الممثلة أية مشكلة، لكن " لن يسمح المغاربة بأن تنتهك أخلاقهم التي تميزهم وتذبح شيمهم على خشبة المسرح ".
وقال الكاتب في موقع "هسبريس" الإلكتروني إن مارلين هانز، والتي تعتبر من أشهر الممثلات المسرحيات في العالم لم تقم طيلة سنوات عديدة بأي إيحاء جسدي مثل الإيحاءات التي جاءت في مسرحية أحرار، مضيفا أن الحرية لا تخول للإنسان أن يمشي عاريا في مجتمع له أعراف ودين وقيم تعتبر العري سبة وتلطيخ كرامة".
في المقابل، دافعت أقلام عديدة عن الفنانة أحرار و السياق الذي أتى فيه المشهد الذي تعرضت بسببه الممثلة لوابل من الانتقادات، باعتباره جزء لا يتجزأ من عرض مسرحي يرتكز على التعبير بالجسد أساسا.
وأوضح الإعلامي المختار لغزيوي، الإعلامي المهتم بالشأن الفني، أن لطيفة أحرار فنانة راقية وقد بثت صور تدريباتها لامتصاص صدمة التلقي الأولى، مشيرا إلى أنه من الطبيعي جدا أن يحضر جسدها في عرض مسرحي يرتكز على التعبير الجسدي.
واعتبر الانتقادات المُصوبة إزاء أحرار وأدائها في مسرحية "كفر ناعوم" جهلا بمعنى التعبير الجسدي، الأمر الذي يفسر ما وصفه بـ"الرداءة" في تعليقاتهم واتهاماتهم لها.
وزاد لغزيوي بأن هؤلاء "حُماة" الأخلاق لا يقرؤون ولا يشاهدون، ولا يسمعون، ولا يستمتعون، وكل ما يعرفون فعله هو التحريم والمنع" بحسب تعبير الإعلامي المغربي.
وسار الصحافي محمد مشهوري على نفس الوتيرة، حين اعتبر المنتقدين للعرض المسرحي بأنهم لا يتركون فرصة تمر دون محاولة حشر أنفسهم في مواضيع تستعصي على عقولهم المتحجرة".
وأردف مشهوري بأن من أسماهم دهاقنة الفكر الظلامي لا يجدون أدنى حرج في التطفل على الفنون والإبداع، ليس من خلال النقد الذي يعتبر تخصصا معرفيا، بل من خلال نفث سموم الكراهية وتأليب الرأي العام ضد الفنانين الذين يجسدون قيم الحرية و"التجديد" الحقيقي.