وقفتُ على مفرقِ العامين
بخشوعٍ وصمتٍ و قلبٍ حزين
سيرحلُ عامٌ
و يولدُ عام
عامٌ يلفظُ النَّفسَ الأخير
متوجعاً باكياً تاركاً
غصَّاتِ حُزنٍ و أَنين
وعامٌ في رحمِ الحياة
مازال جنين
ينتظُر ولادَتَهُ الأولَى
على مفارشِ الياسمين
تمنيتُ لحظةً أن يوقفَ الزَمن
ألاَّ تدورَ عقاربُ السَّاعة
أن تطفأَ الأنوار
وتُلتغى الإذاعة
أن يُخرسوا الطُّبول
ويُسكتونَ الباعة
علّنا ننظرُ في ذواتِنا
في هدأةِ الليل
نقلِّبُ في أفكارنا
نبحثُ عن سبيل
نسحبُ القطنَ من أذاننا
ننزعُ القشَّ من عيوننا
ونرى ما حولنا
الذئابُ تفترسُ النعاج
والدِّماءُ على الأحجار
نوحُ الأراملِ و اليتامى
في القدس في لبنانَ
في بغدادَ
ونحن نشاهدُ الأخبار
من خلفِ الستار
صوتُ طفلٍ في الفضاءِ
أبعدوا الأشرارَ عنَّا
أبعدوا الأشرار
إليكَ أيُّها العامُ الجديد
بعد هذه الخلوة
أُصلّي
يا مبعثَ الأملِ الوحيد
أن تنشرَ الرَّحمة
أن تعودَ مظفَّراً
كعودةِ عشتار
تخضِّرُ وجهَ الأرض
تُدفأُ الغيوم
تُهطل الأمطار
تُنصف المظلوم
تعيد البسمةَ إلى ثغرِ الصِّغار
توقظُ شعورَ الحبِّ
في صدرِ الكبار
إليك أيُّها العامُ الجديد
بعدَ هذهِ الخلوة
أُصلِّي يامبعثَ الاملِ الوحيد
أن تنشرَ الرَّحمة
أن تسكبَ في كبدِ الأرضِ السلام
وتأتي بلقاح المحبّة للبشر
أن تبشِّر بالحبِّ و الخيرِ و الوئام
فهذي شعاراتٌ
عند الناسِ تُحتضر
لم يبقى منها غيرِ الحُطام
فالضميرُ أصبحَ كالحجرْ
الضميرُ أصبح كالحجرْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]