لم يترك المرشحون للإنتخابات النيابية التي تجري في الأردن في التاسع من الشهر المقبل وسيلة دعائية الا وإستخدموها من اليافطة التقليدية الى موقع فيسبوك الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية.
وتوسل المرشحون البالغ عددهم 853 مرشحاً ومرشحة الوصول الى الناخبين عبر صورهم وبرامجهم الانتخابية وشعاراتهم من خلال الوسائل التقليدية كيافطات القماش والصور الشخصية التي تنتشر في كافة المدن في البلاد وتعتلي اعمدة الكهرباء والجسور وواجهات المباني والمحال التجارية.
أما العديدون منهم فلجأوا إلى وسائل التكنولوجيا الحديثة في الدعاية الإنتخابية، ثل فيسبوك وتويتر إضافة للمدونات والرسائل النصية القصيرة( sms).
وبدا ان التفاعل مع هذا النمط الدعائي الإنتخابي الجديد على الأردنيين قويا خاصة في اوساط الشباب الذين يعتبرون الفئة الأكثر إستخداما للإنترنت وبنسبة بلغت 36 % لاسيما في الفئة العمرية من( 15-29 عاما).
وقال تامر عامر ( 23 عاما ) ليونايتد برس إنترناشونال انه حاور مرشحا عن دائرته في عمان حول النقاط الإقتصادية في برنامجه الإنتخابي وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على البطالة في صفوف الشباب و"للاسف إجابته لم تكن مقنعة فهو لا يطرح حلولا عملية وانما مجرد شعارات ".
وتابع "اتاح الفيسبوك فرصة للحوار المباشر بين الناخب والمرشح على عكس الطرق التقليدية حيث يجلس المرشح في مقره الإنتخابي ويضطر الناخبون لسماع خطب رنانة وينتهي الإجتماع الإنتخابي بمأدبة غذاء او عشاء".
وقالت عبير كساب ( 22 عاما ) وهي طالبة جامعية ليونايتد برس إنترناشونال ان إٍستخدام الفيسبوك بات أمرا مهما في الحملات الإنتخابية "وان هذه الطريقة تساعد الناخبين لاسيما الشباب منهم على اختيار المرشح الأنسب من خلال قراءة برامجهم الإنتخابية على صفحاتهم عبر الفيسبوك ومقارنة هذه البرامج مع بعضها البعض".
ومع بدء الترشيح للإنتخابات النيابية حظيت الصفحة الخاصة باحد المرشحين بزيارة نحو 1000 شخص خلال يوم واحد.
وقال المرشح، الذي فضل عدم ذكر اسمه ليونايتد برس إنترناشونال " لابد ان نخاطب الناخبين وخاصة الشباب منهم بلغة العصر وهي الإنترنت... الصور واليافطات لا تزال مهمة ولكن اعتقد ان الحوار المباشر مع ناخب بعينه على صفحة الفيسبوك اقدر على إيصال برنامجي الإنتخابي".
وأكد مرشح آخر أنه أنشأ صفحة خاصة له على الفيسبوك عندما اتخذ قرارا بترشيح نفسه للإنتخابات النيابية موضحاًُ انها تحمل برنامجه وشعارات حملته الإنتخابية وان الإقبال على صفحته جيد من قبل الناخبين.
وأضاف انه يدرك مدى عظم تأثير وسائل الدعاية النقليدية على الناخبين في بلد مثل الأردن، إلا أنه يدرك ايضاً مدى شعبية وإنتشار الإنترنت بين الأردنيين.
وتشير أرقام هيئة تنظيم قطاع الإتصالاتإلى أن عدد مشتركي الإنترنت في الأردن للعام الحالي بلغ نحو 1.8 مليون مشترك.
ويفاجأ بعض المرشحين على صفحاتهم على الفيسبوك بوجود مطالب إنتخابية مثل طلب المساعدة للحصول على وظيفة او طلب الحصول على منحة دراسية وغيرها من المطالب الخدماتية الأخرى التي اعتاد الناخبون في الأردن على طلبها من مرشحيهم كشرط لإنتخابهم.
فيما تحمل بعض صفحات المرشحين تعليقات من قبل المواطنين تنتقد اداء المجالس النيابية والنواب وتتهمهم بالإنتهازية والجري وراء مصالحهم الشخصية من خلال الشعارات التي يطلقونها.فيما تقول تعليقات اخرى ان أًصحابها غير مهتمين بالإنتخابات لإنهم لا يعتقدون ان تغييرا سيطرا على اداء النواب.
وكان الملك عبد الله الثاني حل مجلس النواب المنتخب عام 2007 قبل إنتهاء ولايته الدستورية بعامين نتيجة تدني شعبيته في أوساط الأردنيين وإٍٍستياء الراي العام والإعلام من اداء المجلس.
وفي إستخدام اخر لوسائل التكنولوجيا الحديثة في الإنتخابات لجأ احد المرشحين لتزويد طاقم حملته الإنتخابية ببطاقات هواتف خلوية، ومهمة هؤلاء فقط إرسال رسائل للمشتركين تدعوهم لإنتخاب هذا المرشح.
وتقول أرقام رسمية لهيئة تنظيم قطاع الإتصالات ان عدد مشتركي الهواتف الخلوية في الأردن يبلغ اكثر من 6 ملايين مشترك.