قراءة تحليلية في أسماء المرشحين لمجلس النواب الأردني!
قراءة تحليلية في أسماء المرشحين لمجلس النواب الأردني"، قرأ فيه احتمالات فوز بعض المرشحين وخسارة البعض الأخر وفقا لمعطيات أوردها في تحليله، ومن وجهة نظره، وفيما يلي نص مقال د. العمري:
نواب في العقد الثامن من العمر!..
سيضمن هذا المجلس وفق الدوائر الفرعية وصول عدد من النواب في العقد الثامن من العمر تجاوزوا عمر السبعين عاما ، ومن تيارات سياسية مختلفة ..!
ففي إحدى الدوائر الفرعية لمحافظة جرش يترشح ، النائب القومي السابق والنشط عن مجلس نواب عام 1989 ونقيب المحامين الاسبق حسين مجلي "( الرواشدة ) ولا ينافسه احد من النواب السابقين الا نائب المجلس الاسبق الذي وصل في ظروف سادها اللغط ، فيما لا ينافس الوزير والنائب السابق المقرب من الحكومة عبدالله النسور اي نائب سابق في إحدى دوائر محافظة البلقاء ، وفي دائرة أخرى من دوائر جرش يترشح احد نواب عام 1989 من قطاع التجار وهو عيسى العابد الريموني ، لا ينافسه اي نائب سابق ، فيما ترشح عن لواء كفرنجة من تيار الوسط ايضا الدكتور احمد عناب والذي لا ينافسه اي نائب سابق ايضا ، حتى نائب المجلس السابق الذي خطف المقعد منه غير وارد على قوائم الترشيح ، وكل من مجلي الرواشدة والنسور والريموني وعناب تجاوز سن السبعين ..!
ضمان نواب دمغة أولى ، و خروج مؤكد لنواب سابقين..!
ضمنت الدوائر الفرعية هذه المرة دخول نواب للمرة الاولى ، حيث العديد من الدوائر الوهمية الفرعية ليس بها اي مرشح من اعضاء المجالس السابقة ، فيما انشطرت دوائر فرعية بالتنافس بين نواب سابقين ..!
فمن المؤكد خسارة احد النواب السابقين في الدائرة الاولى ، وكلاهما من رجال الاعمال ،عضو المجلس السابق خليل عطية و والمجلس الاسبق طالب الحيت ، فيما ضمن اثنين من مرشحي الدائرة الثانية فوزهم لاول مرة لا يتنافس اي نائب سابق فيهما، ونفس الشيء سينجح عضو جديد في الدائرة الثالثة الفرعية الثانية ، فيما سيخسر بالتأكيد احد رجال الأعمال من أعضاء مجلس 2003وهو مروان سلطان او عضو المجلس السابق عبدالرحيم البقاعي ،في ذات الدائرة الفرعية ، وسيخرج بالتاكيد من المقعد المسيحي في ذات الدائرة اما رئيس نادي الوحدات طارق خوري النائب السابق ، او عضو مجلس 2003 عودة قواس ، ومن المؤكد فوز نائب جديد في إحدى دوائر فرعية عجلون ، وفي اربد الثانية تاكد خروج النائب السابق حسني فندي الشياب او النائب الأسبق الحاج سامي الخصاونة الذي كان الفرق بينهما في المجلس السابق ستة أصوات فقط ، وكلاهما بقواعد عشائرية ، لا ينافس الشياب احد من عشيرته ، بينما ينافس الخصاونة مرشح حصل على عدد كبير من أصوات الدورة السابقة وهو يسار الخصاونة ، ومن المؤكد دخول عضو جديد بنفس الدائرة بالفرعية الثانية التي لم يترشح لها اي نائب سابق ، وفي الرمثا من المؤكد دخول نائب للمرة الأولى في احد الدوائر الفرعية ، ومن المؤكد خسارة احد نواب الاغوار الشمالية السابق خالد البكار او الاسبق مجحم الصقور وكلاهما بقواعد عشائرية ، ومن المؤكد خسارة احد اثنين من نواب السلط في المجالس السابق يتنافسون على مقعد واحد وهما ، النائب والوزير الليبرالي مصطفى شنيكات ،او هاشم الدباس المدعوم بقاعدة عشائرية ، وفي بدو الشمال سيخرج من نواب المجلس السابق اما صوان الشرفات او حابس الشبيب في ذات الدائرة .
انسحاب طوعي لنواب المجلس السابق..!
بالإضافة الى خروج اعضاء مجلس الأعيان الروابدة والمجالي من المنافسة لهذا العام ، انسحاب عدد كبير من النواب السابقين في المجلس السابق ، منهم خمسة من الحركة الاسلامية ، والنائب عن لواء عي الدكتور الضلاعين الذي اعلن مقاطعته لقانون الانتخاب ، ويغيب اسم نائب الدائرة الثالثة السابق يوسف البستنجي من قوائم المرشحين ، والنائب الشركسي الاسبق سميح بينو ، ونائب اربد قاسم بني هاني الذي يبدو انه تم ابداله وفق تناوب عشائري بمرشح اخر من العشيرة ذاتها ، وخروج نائب اربد الرابعة الدكتور احمد البشابشة ، وكذلك نائبي الدائرة الخامسة ، ونائب المقعد المسيحي الدكتور حازم الناصر ،وخرج عدد من نواب السلط ايضا ، مثل مبارك ابو يامن ،وخالد السطري الذي استبدل بمرشح اخر لعشائر بئر السبع ، وفي الكرك يغيب النائب عبد الفتاح المعايطة ويدخل مرشحون اخرون من نفس العائلة ، نفس الشيء الدكتور يوسف الصرايرة الذي خرج لحساب مرشحين من العشيرة ، وكذلك نصر الحمايدة عن الكرك السادسة، ويغيب عن محافظة الزرقاء فواز حمد الله ، ومن المفرق لم يترشح تيسير شديفات لحساب مرشح اخر من العشيرة ، وفي الطفيلة يغيب محمد عواد ، وفي مادبا يغيب الدكتور رياض اليعقوب عن المقعد المسيحي ومحمد ابو الهية عن مقعدي المسلمين.
بقاء نواب المال السياسي..!
أبقت أكثر الأسماء الواردة في قائمة الناجحين في المجلس السابق ، فيما عرف بنواب المال السياسي على ترشحيها لهذا المجلس ، وفيصل النجاح فيها اصبح مرهون بيد الناخب..!
ففي دوائر عمان ، خلاف دوائر العشائر في عمان نفسها ، وردت اكثر اسماء نواب المجلس السابق ، غير المسيسين ، ففي عمان مثلا نجح من النواب السياسين ثلاثة في المجلس السابق ، خرج اثنين منهما وهما نواب الاخوان المسلمين وترشح الدكتور ممدوح العبادي المعروف بخلفيته السياسية ، وبقية الاسماء الاخرى اما انها مرشحي عشائر سواء اردنية او فلسطينية ، او مرشحي قطاعات تجارية فيما عرف بمرشحي المال السياسي ، وهناك توزيع منظم لبعض الرموز التجارية في دوائر فرعية تضمن وصول ربما عدد اكبر منهم الى المجلس القادم ما لم تتغير رؤية الناخبين..!
وفي اربد والزرقاء ترد جميع اسماء النواب السابقين من قطاع التجار في قوائم المرشحين بدون استثناء ، وهو حال بعض نواب الجنوب حيث تقاطع المال السياسي مع البعد العشائري..!
مجلس بغياب حتى نكهة التيار الإسلامي!
رغم مقاطعة الاخوان المسلمين ، والحديث عن بعض المرشحين بصورة فردية من اعضاء جبهة العمل الاسلامي او الاسلاميين ، فلا يعتقد وسط الدعوة للانتخابات والمعايير الواردة نجاح اي منهم..!
اما الدكتور عبدالله العكايلة والذي يمتلك فرصة جيدة للفوز في الطفيلة حيث خسر اخر مرة بسبب وجود مرشح مضاد له من جبهة العمل الاسلامي ، وكذلك الدكتور محمد الحاج في الرصيفة والذي فاز اخر مرة ، فكلاهما ورغم انهما كانا في ذروة حضور الاخوان البرلماني عام 1989 ، وكلاهما دخلا مجلس النواب مرة واحدة على الاقل خارج حدود قائمة جبهة العمل الاسلامي ولم يكن بينهما وبين الجبهة اي تناغم سياسي حتى في اسخن برامج مجلس النواب وهو الثقة في الحكومة ، خلاف الشيخ عبد المنعم ابوزنط الذي فاز منشقا عن الاخوان وظل متناغما معهم ، لكنه خارج قائمة المرشحين هذه المرة بسبب خسارته الفادحة منفردا في المجلس السابق..!
والمرشحين المقربين من الإسلاميين ، وليسوا من الحزب في كل من عجلون والكرك ، لكل واحد منهما منافس من ذات العشيرة ، ولا يوجد لهما اجندة سياسية واضحة.
باختصار ، لن يكون هناك حتى نكهة عرضية لوجود اسلامي في المجلس رغم كل ما يقال بوجود مرشحين من الاخوان او مقربين منهم..!
تمثيل الوجود الفلسطيني في المجلس ..!
هناك عاملين مهمين في تمثيل وجود الأردنيين من أصل فلسطيني في المجلس الحالي ، اولهما مقاطعة الاخوان المسلمين وثانيهما تفتيت الدوائر الى دوائر فرعية.!
من الممكن ان يؤثر مقاطعة الاخوان على تراجع تمثيل الأصول الفلسطينية في عمّان وزيادتها في اربد ، حيث دأبت الحركة الإسلامية في اربد على عدم ترشيح أصول فلسطينية الا مرة واحدة ، وفي انتخابات 1993 كان هناك أربعة مرشحين لجبهة العمل كلهم من أصول أردنية (حسن التل-العكور-العمري-الكوفحي ) ، وهو عكس دوائر عمان حيث تغلب الترشيحات خصوصا في الدائرة الأولى والثانية على الأصول الفلسطينية ، وربما بالإجمال تكون تناقضات الحركة الإسلامية في المحافظات تعادل عدد المقاعد للأصول الفلسطينية..!
وكذلك تفتيت الدوائر سيخدم الأصول الفلسطينية في التمثيل في دوائر وسيضر بها في دوائر اخرى ، لكن بالإجمال سيؤدي الى تقليص العدد او ثباته على اقل تقدير ، فمن أصل 13 نائبا في دوائر عمان الاولى والثانية والثالثة ، كان هناك فقط نائبين من أصول شرق اردنية هما العبدلات والعبادي ، وفي ظروف التفتيت الان قد يزيد هذا العدد على حساب التمثيل الأصول الفلسطينية ، حيث يوجد أسماء عشائرية أردنية ، حددت دوائرها الفرعية ومن المتوقع انتزاعها للمقاعد ، بتنافس اقل مما كان عليه في المجلس السابق..!
وستكون هذا المجلس بمثابة اختبار أولي للدوائر الفرعية ، سيخذل الكثير من التحالفات ، وسيبنى عليه حسابات مجالس لاحقة اذا ما بقى القانون الحالي..!