لا يُسئلُ عما يفعَلُ وهم يُسألونَ".
الشرح: أنه لا يعترض عليه في فعله ولا يسألُ، وأما العباد فيسألون لأنه المالك الحقيقي لكل شىء ولا يشاركه في ملكه أحد، يملك العباد وما ملَّكهم وهو يفعل في ملكه ما يشاء، ولذلك لا يُتصور منه الظلم لأنه حكيم لا يضع الأمور في غير مواضعها، ولأن الظلم يُتصور ممن له ءامر وناه كالعباد، إذ الظلم هو مخالفة أمر ونهي من له الأمر والنهي، ولذلك يُسأل العبد لِمَ فعلت كذا ولِمَ فعلت كذا كما جاء في حديث الترمذي: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به"، وأما الله تعالى فلا ءامر له ولا ناه، لذلك لا يُسأل ولا ينسب إليه ظلم أو تفريط كما قال عزَّ من قائل: {لا يُسئَلُ عمَّا يفعلُ وهم يُسئلون} .