مارلين مونرو ... جمال فاتن سلب عقول البشر باستثناء والديها
مارلين مونرو هي نجمة السينما الأميركية الأكثر شهرة. تربعت على عرش السينما العالمية سنين طويلة، ودخلت البيت الأبيض عبر ارتباطها بعلاقات محرَّمة مع الرئيس الأميركي جون كيندي وشقيقه روبرت. ورغم مرور اكثر من ثلاثين عاماً على وفاتها، لا يزال الاعلام يتحدث عنها كلما حلت ذكراها، ولا تزال كثير من صورها تباع بالملايين، حتى صارت أشبه بالأسطورة السينمائية التي يمجدها الغرب. لكن مارلين مونرو رغم شهرتها الواسعة كانت غير سعيدة، وصرحت بذلك عدداً من المرات. كانت مصابة بقلق حاد وكآبة مستمرة، حتى أصيبت في آخر أيامها بالهستيريا ولم تتحمل العذاب. ولم يطل الامر حتى صعق المجتمع الأميركي بخبر انتحارها في أوج شهرتها، عبر تناولها كثيرا من الحبوب المنومة. تركت مارلين مونرو الدنيا قبل سبعة وثلاثين عاماً، اذ توفيت في الخامس من أغسطس 1962 في ظروف غامضة. فماذا عن حياة تلك المرأة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس في حياتها وبعد وفاتها.
طفولة بائسة لعل حديثها عن نفسها هو الابلغ. تقول انها نشأت في جو يخيم عليه الحزن وتحاصره الكآبة، فلم تعرف لها أباً، ولم تجد لها أمَّاً حنوناً، ولم يُرَبِّتْ أحد على كتفها ليقول لها أنت طفلة جميلة. واقرت بأن الرجل الذي كتب اسمه في شهادة مولدها على أنه أبوها، ليس سوى أحد عشاق أمِّها. وتضيف مارلين ان الملجأ كان مأواها في سن مبكرة بعد اصابة أمها باضطرابات عقلية. وبعد الملجأ تلقتها أسر كثيرة لرعايتها، حتى استقرت عند سيدة عجوز تدعى آنالودور ظلت معها حتى الدراسة الثانوية.
الشهرة والجمال...والزواج اكتشفت العجوز أن الفتاة كبرت وأصبحت رائعة الجمال حتى بات الشباب في مدينة لوس أنجلس يلاحقونها أينما تذهب. فدبرت زواجها من شاب يدعى جيم دوجرتي من دون ان تحبه. وهنا بدأت العمل في السينما، فشعر الزوج بالغيرة وانتهى الأمر بالطلاق. وبدأت مارلين تصعد أولى درجات الشهرة كممثلة، ثم وصلت الى قمة الشهرة، فاشتعلت الغيرة والحقد، على قولها، في نفوس كثيرين، ولم تشعر بدفء المشاعر وصدق النيات. تعترف مارلين بانها لم تحب أياً من أزواجها الثلاثة جيم دوجرتي وجوتي هايد وجود يبمابيوم، وبأن الرجل الوحيد الذي أحبته هو الكاتب المسرحي الأميركي آثر ميلر، ولكن الزواج كما تقول أفسد هذا الحب، فقررا الطلاق والاحتفاظ بالصداقة. وتؤكد مارلين أن أسوأ ما في حياتها هو محاولة كثيرين استغلالها، «حتى أقرب القريبين».
فضائح في حياتها حياتها سلسلة من الفضائح كانت مسؤولة عن بعضها، ولا يد لها في البعض الآخر. وأشهر ذلك علاقتها بالرئيس الأميركي جون كنيدي، ثم تخليه عنها حين تولى الرئاسة، ثم علاقتها بشقيقه روبرت. وقد تسببت لها تلك العلاقات بمتاعب كثيرة، حتى قيل ان لآل كنيدي يداً في موتها.
نهاية مأسوية
عثر عليها جثة في منزلها، واكتشف المحقق أنها ماتت منتحرة. ووجد رسالة في صندوق الأمانات في مانهاتن في نيويورك ركزت بعض الضوء على حادث انتحارها. على غلاف الرسالة عبارة تطلب عدم فتحها قبل وفاتها. ولما فتح المحقق الرسالة، وجدها مكتوبة بخط مارلين مونرو بالذات، وموجهة الى فتاة تطلب نصيحتها لاحتراف التمثيل. قالت مارلين في رسالتها الى كل من ترغب في العمل في السينما «احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء. انني أتعس امرأة على هذه الأرض. لم أستطع أن أكون أماً. أفَضِّل البيت، والحياة العائلية الشريفةَ على كل شيء. ان سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل ان هذه الحياة العائلية هي رمز سعادة المرأة، بل الانسانية». وختمت «لقد ظلمني الناس، ان العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة. انني أنصح الفتيات بعدم العمل في السينما والتمثيل؛ ان نهايتهن اذا كن عاقلات كنهايتي»