«الله ع قلّة البخت»..«الله ع قلة البخت»..«الله ع قلّة البخت» ..ردّدها ثلاثاً دون ان ينتبه أن هناك من يمشي خلفه ويستمع لما يقول ..كان يحمل بين يديه أوراقاً بمغلّف طبي مكتوب عليه اسم المستشفى..أمسكته من كتفه فانتبه وتوقّف عن لوم حظّه..قلت له : ما بالك تمطر نفسك بعلامات التحسّر؟؟..بلع ريقه ثم استغفر الله وقال : كانت أمي تناديني «بالأتشلح» أي المنحوس..أضربها يميناً تأتي شمالاً،اضربها شمالاً تأتي يميناً، لم أفلح بشيء منذ الولادة، بل على العكس من ذلك، فقد رسخت لدي قناعة بأنني فعلاً «لو أروح على البحر بنشّفه»، كما كانت تقول لي أمي.. * أنا- طيب!!. * ابو يحيى : وضع المغلف تحت ابطه وبدأ يعدّ على أصابعه؛ ولدت يوم وفاة جدي، وتزوّجت في أول أيام الحرب الأهلية في لبنان، عايش ولد في أول يوم من الحرب العراقية الايرانية، وشايش يوم غزو الكويت، وبطهور شلاش فرطت قمة عربية انتظرها اكثر من 250مليون عربي، عيشة ولدت يوم سقوط بغداد..ماذا أذكر لك حتى أذكر؟!.. حاولت أن اعمل حارساً في مدرسة حكومية مات الواسطة، وعندما أحضرنا واسطة جديدة أكثر شباباً وصحة من المرحوم تغيّر المسؤول، لم اصب باليأس بعدها قرّرت مقابلة نائب سابق «من جماعتنا» للتوسط في عمل آذن في دائرة حكومية، يومها حُلّ المجلس وأنا في بيت الرجل فخرج مصعوقاً مذهولاً.. تقدّمت بطلب للتنمية الاجتماعية ليعطونا بقرة نعيش من ورائها، فتبين بعد شهور طويلة بأن البقرة عاقر..استبدلناها بثور بالغ قلنا نؤجره ونستفيد من فحولته، تبين ان الثور «سلامتك»..أعدنا الثور واستبدلناه ب20دجاجة وديكين..انتشر وباء انفلونزا الطيور، فصادرتهن وزارة الزراعة وأعدمتهن..بعدها استسلمت للمرض!! * أنا: ما الذي ذكّرك بكل تلك الأحداث المشؤومة الآن؟ *ابو يحيى: قلت لك استسلمت للمرض!! منذ خمس سنوات وانا أعاني من قرحة في المعدة حرمتني من كل غذاء حامض او حار،وبقيت مواظباً على الحمية و العلاج والمراجعات الدورية والتصوير التلفزيوني للمعدة حتى اليوم ..قبل دقائق كنت عند طبيب الهضمية قال لي أن معدتي أصبحت «حديد» بكل ما تعنيها الكلمة، جدارها مصفح والغشاء»رويم « وأستطيع أن آكل كل ما أشتهيه،حامض حلو حار دالع بارد ساخن أي شيء أي شيء. * أنا: الحمدلله ممتاز فأين «قلّة البخت» اذن !! أبو يحيى : وين قلة البخت؟ ولك يوم طبنا من القرحة غليت البندوووووورة يا لوح