نقول نيزك خر من السماء ، أم زلزال بقوة 12 درجة على سلم ريختار ، أم معركة مرورية طاحنة ؟؟؟!!!
شاحنة عملاقة ، وعلى متنها 40 طن مواسير حديد للبيوت البلاستيكية ، فقد سائقها السيطرة عليها بعد أن (هورت) وبعد أن فلتت مكابحها ، وتفجرت إطاراتها الأمامية من شدة الاحتكاك بسبب حمولتها الزائدة ،
ولم يعد للسائق أدنى خيار للنجاة ( من شدة الخوف من العواقب التي ستحدث فيها الكارثة ) ، وعندما انغجرت الإطارات الأمامية واحدة تلوى الأخرى ، وعلى مدخل عين جنا من الشارع الرئيسي الذي يصل إلى مركز أمن المدينة ، حصلت الكارثة .
مشهد لا يضاهيه أفلام العنف الخيالية ، إنقلبت الشاحنة وأخذت تتدحرج وتنقلب وبسرعة هائلة على أعمدة الكهرباء والسيارات المارة والمصطفة على جوانب الشارع الرئيس ، وأخذت مواسير الحديد تتطاير بفعل القوة الطاردة عن المركز وتصفع أجسام المواطنين وتحصد أرواحهم ، وهناك سيارات لم يبق من جسمها إلا كومة حديد ( مطعج بطريقة مذهلة ) تاركة أجسادا مقطعة وممزقة وتقطعت أشلاؤهم إربا إربا .
وما أن حصل الحادث وإذ بالآلاف من البشر قد احتشدوا وتجمهروا كعادتهم ويتساءلون عن النبأ العظيم وأم الكوارث المذهلة ، وكان لهم الأثر في تعطيل عمليات الإنقاذ ......هذا المشهد أشبه ما يكون بيوم القيامة ، يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتر ى الناس سكارى وما هم بسكارى .....
الكل يصور أم الكوارث بأجهزة الخلوي والكاميرات ، لعلهم يأخذون العبرة من هول المنظر ، جثث مقطعة ، وأخرى مكسرة ، وأخرى تستغيث من تحت الركام ، ورجال الدفاع المدني يعملون كخلية نحل لنقل الموتى والجرحى والمصابين ، وأمهات ينتظرن معرفة أسماء المنكوبين لعل أحد منهم هو ربما ولدها أو زوجها أو شيخها ، واستمرت سيارات الإسعاف تنقل المصابين إلى المستشفيات ،ورجال الدفاع المدني أزالوا آثار الكارثة المرورية التي لم تشهد لها عجلون عبر تاريخها وهم مشكورين على ذلك ...نشامى الوطن .
نعم ، هذه رسالة قوية لرجال السير ، لكي يدققوا في جميع المركبات لتوفير سبل السلامة في كل سيارة وخاصة الشاحنا ت الكبيرة ....حمى الله هذا البلد من الكوارث ...ونطلب من الله الرحمة لكل المصابين وألهم ذوي الموتى الصبر والسلوان وإنا لله وإليه راجعون