علم الأشارة هو العلم الذي يستدل به الأنسان الباحث عن الكنوز
على موقع و مكان الكنز بقياسات معينة
و خبرة ميدانية
تختلف من أشارة إلى أخرى طبعا لنوع الحضارة التي تنتمي إليها الأشارة,
و طبيعة الأرض الجغرافية و الجيولوجية, و التي على الباحث أن يكون ملما بها بشكل ممتاز, حتى يعلم مع أي أرض يتعامل.
أن علم الأشارة هو علم لم يستطع أحد تدريسه عبر العصور, حيث لم يعتبر من العلوم التي تدرس نظريا لأن من يحملون مدلولات هذا العلم و عبراته, هم أنفسهم من يخط الأشارات و الرموز الدالة على الدفائن, بأوامر غالبا ما تكون عليا, موجهة لهم لوضع تلك الرموز و الأشارات للقوم أو لعلية القوم, فمن غير المنطق و الطبيعي أن يأتي هذا الشخص و يفضح أماكن تواجد الكنوز, معرضا بذلك نفسه للقتل أو الخطر. ناهيك عن الأغراض و الأهداف الأخرى من الدفن و التكنيز, و التي سنفتح لها موضوع منفصل لاحقا بأذن الله, و سيكون في قمة الشمولية. بناءا على ذلك تم خلق ما يسمى بالتوريث, "توريث العلم", الموصف دائما بمنعه للتدريس, فما من مجال آخر لنشره غير بتوريثه.
و عبر العصور و تطور البشر و المجتمعات, وصل هذا العلم ألى مجتمعنا العربي و الأسلامي, و الذي كانت أرضه موطن خصب للأبداع في مجال الرسوم الدفائنية و التكنيزية. و لكن و للأسف فقد تم نشره بشكل سيء بين شريحة واسعة من الناس, محاطا بالظروف المعيشية السيئة, و التخلف الذين يلفان النسبة الاكبر من الباحثين عن الكنوز في الوطن العربي. فتم التعامل بالأمور الروحانية و الشعوذات, و أصبحت موضة العصر, و التجارة الرابحة التي كان يحلم بها من يتعاملون بأمورها و أسرارها, و نظرا لوجود السحر في عالمنا, و أثباته دينيا, و بتكفير من يتعامل به, حيث لم يردع ذلك عامة الناس من التعامل مع السحرة, و أدى ذلك ألى أستغلال السحرة و المشعوذين للناس, مما شوه صورة ذلك العلم الراقي, و الذي يعتبر من أرقى و أسمى العلوم و أمتعها.
و ببركة من الله و حمد, أجتمع ثلة من الأخوة العرب, و الذين بصم كل منهم بقوة في بلدانهم بهذا العلم و أسراره, فكانوا من أشهر من عمل بهذه العلوم الراقية, و بخوف من الله و طاعة , و صدق, و حب الخير للآخرين. كان أجتماعهم المتفرق بداية في عالم الشبكة العنكبوتية, واحد هنا, واحد هناك, حتى جاء ذلك اليوم و الذي تم فيه جمعهم تحت راية واحدة, و هي محاربة السحر و الشعوذة في المقام الأول. و نشر العلم علم الأشارة الدالة على الكنوز بين الناس, و تثقيفهم علميا و حضاريا و منعهم من العبث بحضارت الدول و آثارها, حيث يعتبر أحد أهم الاهداف.
و جاء قدماء, و قدم للناس الحب و الحرية و العلم, و كبر الصغير الذي ترعرع فيه أهم محللي الأشارات في الوطن العربي, و صدر الخبرات هنا و هناك, في المشرق و المغرب العربي, و بقي قدماء في القمة ينظر إلى أولاده الصغار, حاملا معه صفة الأب الرحيم, و الأستاذ الكريم, و هو سيظل يصدر المحللين إلى يوم الدين, تحت راية محاربة الشعوذة, حمل العلم الحقيقي الذي يورث من صدور الرجال, و الرجال فقط.
ثم أتى اليوم الذي قرر فيه أثنان من طلاب هذا العلم و حامليه أن يقدموا لأدارة منتدى قدماء, أعضاء منتدى قدماء, و للعالم العربي أجمع هذا النتاج الفاخر, و الذي لم يسبقنا له أحد في شموليته و موضوعيته, و تنوعه. فكان القاموس الشامل المصور لكافة الأشارات التي تدل على الدفائن و الكنوز. طبعا و استثنينا شيئين هامين, سنأتي عليهما لاحقا بأذن الله: الأول- الأشارات التركية, بالاضافة ألى الجرون. فقمنا بجرد الأشارات من اليهودية ألى اليونانية فالرومانية, بكافة حضاراتهم المتفرعة, بالتراتبية الأبجدية للمواد المذكورة.
تنويه هام:
الأشارات و الحلول الواردة في القاموس هي نتاج خبرة ميدانية في الدرجة الاولى, حيث تحكمه الخبرة, مضافا إليها القياس, و لكن القياس في هذا العلم من دون خبرة ميدانية, و عملية على الارض يأتي منقوصا. فنرجو أشد الرجاء على من يريد أن يستفيد من هذا القاموس ألا ينظر من خلف الشاشات, بل أن ينزل ألى الأرض و يرى بأم عينه مدى الأختلاف الشاسع بين الكلام و العمل.