قالت لي احبك , ومضت وبقيت انا على انقاض تلك الكلمة اروي بها صحارى الفهم العذري
,كانت تلك اول مرة.
,خرجت من صمتي على صوت مغنٍ يلاحق انفاس الناي ,ولأول مرة اجد صوته فصيحا يفهمه قلبي.
ثم توالت احبك مع الايام وقلت سأعتاد على كلمة أسمعها ولكن كنت شغوفا الفؤاد واله الوله لسماعها كل مرة فلم تكن اذني تسمعها بكل سمعها بل سمعها قلبي وراقص شعور الانتماء لصاحبة الكلمة .
, كانها هديل في عِظم الصهيل , وكأنه بوح في بحة النوح, أو انه حفيف في ورق التوت داعبه نسيم الصبا مع تفتق النور في يوم جديد.
أسرت بما سمعت وطاب لي الأسر من الآسر لست أدري رابحا كنت او خاسر وما الفرق ؟سيان يقوله القلب كن معها ذاك هو المهم.
فقلت له ماذا عن قادم الأيام وما أعددته للحياة من رؤى؟
قال: أي رؤى وأي حياة ؟
قلت له, فقال مقاطعا هي الحياة وهي الرؤى .هل أوافقه على ما قال؟ هو قلبي وانا املك الأقدام واستطيع ان اذهب عن هذا الأسر الذي إستمراه وقبل به .
فرفضته ماسخا نفسي في عصيانه .
لم أكن أدري من سيربح الجولة ولكن كان حدسي يقلقني بأن شئ سيكون
شيئا غريبا لم أدرجه في قواميسي ولا في نواميسي.
تلك الصغيرة الكبيرة , تصدقت على قلب فقير بأحبك فهل كانت صدقة أم أنها رشوة الأسر.؟
تمتطي صهوة الفكر وتداعب صفوة البكر,لها من البتول ما يخونه القول
ولها من الغول ما لا تدركه الخمر
ولها من القصر من لا يراه البصر
ولها من الطول صفائح الافول
ضفائرها سوداء كليل الشتاء عندما يطرد القمر, واطراف الجدائل كأنها سكب عليها التبر , فهل اطارف الجدائل شروق تحت الظلام ,؟ او ظلام جثى تحته الشروق ؟
صوتها كدنانير سقطت من كيس بخيل لم يسمع صوتها قط لكثرة ما اكتنزها وكتم انفاسها لكي لا يعلم الغير بها.
كسلا العيون رائجة الرمش, لها من النعام الريش, ولها من الحوَر حياء الشمس في شفق ليلة كليله .
,نقطة سوداء في فلك ابيض تجتال بين رمشيها تشكو واسع الجفن
من ضيق في تشكي رقيق الزمته الجفون السكون.
وصفاء غار من الصفاء ولجمه حمرة التوت في تطابق على درٍ نضيد فإن ابتسمت كانت كفلق صبح أشع من نافذة على البحر, وان أطبقت كانت كمن وضع وردة حمراء على شمعة توهجت ثم خبت .
تلك هي صاحبة أحبك , اين المفر؟ هل اخذ قلبي إلى صوامع العباد؟أو إلى مشارح النقَاد ؟, او إلى عصر الخلاء وقل الوفاء ؟
من هو قلبي ليقول لي كن كذا واكون ؟, هل هي ابواب السجون ؟,او مراتع الجنون؟
أو هي خمائل المجون ؟
, اتراها احلام سطرتها الأقلام, أوحتها دواعي الهيام
أو تجربة مستهام ظلله من العشق الغمام, فأمطر وأغدق, وأرعد وابرق .؟
هل هذا ما افكر به لوحدي؟ أم ان صاحبة الكلمة تعانق الوسائد من السهاد ولها مثل ما لي من مصائب الفؤاد ؟
أم انا صاحب الواد ونجي الوداد؟
,أم انه سراب ترقرق في يباب ,الحقه لاهثا ولا ادركه؟ هل شربه الغراب ؟أو استدعاه السحاب ؟
لا ادري كيف أصفُّ لها السطور تطايرت الحروف من الحبور, وخلت من القرائح الدور.
في كل صباح يصبح البصر المباح ,ويلعق كل ذي صب جراح, في يوم جديد له نصيبه من اتراح وافراح.
يا صاحبة الكلمة السحرية. ليست عصا فتلمس, وليست عقدة نفث فيها ساحر ,
ولا طلسم في لوح كاهن .
كلمة كبيرة من قلب صغيرة لها سمو أميرة .
كلامها الشعر بدون قوافي وله لحن أغن حافل بالشجن.
يا صاحبة الوسن ,هل تكوني سكن ام تكوني كفن او تكوني لمن ؟
لقد جعلتها حربا شعواء بيني وبين قلبي .
تلك كانت بدايتي بداية بلهاء لست ادري لماذا لم ارحل ولكنني بالاخيرفعلت.