[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نيويورك في نيويورك امرأة تُغنّي في الليل قبعتها صفراء في ضوء القمر جلدها يصطبغ بلون الغناء ذاته أُكثرُ من زيارة الكنائس منظر الأبراج الرمادية يُذكرّني برجال من دون أطراف بسيقان خشبية بالأرواح التي رحلت والحانات.
نيويورك حزمت أمرها
وتحتفظ باسمها الى الأبد
لهواجسي إذن
أساس صحيح
مَنْ من المدن أكثر تسامحاً من نيويورك
مَنْ أكثر شاعرية
السرور أكثر مما ينبغي
والوسائد أنعم مما تخيّلت
لكن نومنا معاً
لا يتخذ شكله النهائي
حين تبدو الأشياء ممكنة
كل أهوال الشّق الأسود من الحب
تحضر لتحويل انتباهي
عن كلمة واحدة
اكتبها لك
مرحة ومتوّردة الكلمة
وفتية كفرخ الحمام
إن شيئاً من اللون
يقوّي العاطفة في نيويورك
والأحمر
لا يمكن الاستغناء عنه
أنا لا أملك الشجاعة
للتجوال وحدي في هارلم
وهكذا أظل أشتم كل الوقت
مُدارية خوفي
المسألة مُربكة
أمام العابرين
أرغب بشدّة
أن تعرف كلماتي
فيها أنواراً بيضاء
باردة
الأمر في نيويورك يرتبط بالليل
وبالساعات المُخاتلة
وبحزن لا يبارح
ويرتبط الأمر بتصميم المدينة
ينقصها بُرجان اثنان
نيويورك مدينة من المياه المالحة
ومجموعة من الذكريات
بعضها غامض
كأن أنسى شكل الدب الذي ربحتُهُ في لعبة الصيد
وأذكر بدقـّة
'أشدّ العيون زرقة'
للسيد غاس
نيويورك ذات يوم
خليط الماء
والأملاح
والصداع الذي لم يفارقني
يبتكر لرأسي كل ليلة
ألماً أمريكياً جديداً
مع ان صوتك لم يزل يُمتّعني
لكنه لا يُقدّم الحجج
على صمته الطويل
بقيت ثلاث ساعات على الفجر
وحبة منّوم واحدة.
تعرف نيويورك من شاشتها الرمادية
من حدقاتها الفارغة
في الهواء المراوغ
في الخلاء المرتاب
أتفقّد صلابة رجليّ،
وأتبع الرائحة التي تُبقي وجهي
مدفوعاً الى الأمام
هذا شارع ديلانسي
حيث الشرفات متساقطة
كفم قذر
في ساحة فيلمور المهيبة، ستائر النوافذ مشغولة
دوائر كتّانية
تتكرّر
بلا نهاية
داخل البيوت في مانهاتن
أشياء قليلة تحدث
ناسها ممثلون بارعون
للحنين البشري
الرماد الذي يُشبه الغيبوبة
جلد ثان ٍ لمدينة أجهضت
حديداً وناراً، وما ينهض
من الفجوة الهائلة،
طبقات من نسيج سّام
ما الذي تفجّر إذن
وظلّ مع ذلك
يابساً؟
كتلة رغوية تفور
في الحفرة الميتة
الإطفائي يتصّل بالأرض
بفتيل رقيق.
ميّتٌ فائق الجمال
واليدان تفوحان
بالجنة
في نيويورك
لم تعبر معجزة
ولا شاعر
ما من زهرة نامت فيها
ما من شمس أشرقت
وحدها الوحوش الحديدية
شهيتها ممتازة
الكثير من البيرة المُراقة
وكل امريكا
تحت تصرّفهم
نيويورك لا تضحك ولا تبكي
مجرّد ثغرة في أعلى الرأس
مع أن لا أحد
ضغط على الزناد.
دقات منتظمة
على سجادة فاترة وحنون ٍ
أجلس سعيدة
جاهلة أمر العالم
في المجرّة اللامعة.
أفرش القصائد حولي
حيث كل شيء مُزهر
بحبل فضيّ
يرفع الشعر
كلمة رخوة
وقعت عن جوادها
حين يغلق الجيران نوافذهم
يُطلق صدري
زفرة ناعمة
حين يغلق الجيران نوافذهم
أكتب
قصائد
قوية
على النقوش والزهور
تتسكع أناملي
في الزغب الدافىء
يعلق ظفر عقيقي
واقعٌ في الغرام
ثم عليّ ان أمسك بظلّك
يرفو ثقوباً سوداء
كيف حال السماء في الخارج؟
هل ما زالت العاصفة؟
والرجال كيف همُ؟
أفضل قليلاً؟
ابتساماتهم وأكتافهم؟
حين تلوح من خلف النافذة
يحدث أن يُخطىء قلبي
نبضة أو نبضتين
في ما عدا ذلك
دقاتهُ منتظمة
تختفي عند آخر الشارع
أتحسّسُ منديلاً دسستهُ
في جيب معطفي
أعرف عودتك من الظلال
التي تتوافد سكرى
ومن انعكاس جذعك المائل
على الشجرة الوحيدة
انتظار عودتك كل مساء
حالة نفسية
سببها الوقت الذي
يتفاقم
فجأة.