موضوع: لا .. لتأجيل الانتخابات النيابية 22/9/2010, 22:40
بلا شك اننا جميعا مستعدون للنضال من اجل الاصلاح السياسي في بلادنا فلقد تجاوز الخراب والفساد كل الحدود الى الدرجة التي كدنا نخشى ان يفقد الناس الامل … فلقد امعن البعض في ضرب جوهر الدولة و روحها وعقيدتها ومحركات النمو فيها ، فتراجعت دافعية الانجاز والتطوير والتغيير والاصلاح الى مستويات خطيرة وانصرف كل مواطن للاهتمام بشؤونه الخاصة ومصالحه ومكاسبه بصرف النظر عن مصلحة الدولة الحاضنة لكل هذه المصالح والمكاسب ..
تابعنا باهتمام كبير الانتخابات في افغانستان وكيف تم نقل صناديق الاقتراع على الدواب - اعزكم الله - وكيف صمم اهلها على المضي في الاستحقاق الديمقراطي رغم عظم الخطب وتواضع الامكانات ورزوح هذه الدولة تحت الاحتلال الامريكي وهو سيناريو تكرر في العراق فلقد جرت الانتخابات في ظروف سياسية واقتصادية وامنية صعبة للغاية …
في الاردن الدولة الآمنة - بحمد الله - المستقرة سياسياً .. كيف يمكن ان نفهم دعوات تأجيل الانتخابات النيابية ؟! فمهما ارتكبت الحكومة من اخطاء ومهما بلغ حجم الاستياء والرفض لقانون الانتخاب الذي تضمن تحسينات و نقاطا ايجابية اعترف معارضوه انه افضل حالاً من سابقه وكانوا شاركوا وفقه في الانتخابات السابقة .. لا يحق لهم وهم اختاروا المقاطعة اصلا - وهو قرار نحترمه ونتفهم اسبابه - الدعوة للتأجيل !! فليس منطقياً ان تصادر فئة او مكون في المجتمع فرصة الاخرين في ممارسة حقهم الدستوري بانتخاب ممثليهم في السلطة التشريعية التي بلا شك ستنهي حالة التفرد في اتخاذ القرارت ووضع التشريعات المؤقته الواحدة تلو الاخرى …
يحاول البعض ان يسوق سيناريو التأجيل من خلال تناوله لحالة الاحباط العام التي يرى كثيرون انها آخذه بالنمو وكذلك حالة عدم الاكتراث التي يبديها الناس تجاه الانتخابات الى جانب ملاحظات كثيرة يبني عليها هؤلاء حجتهم ودفوعهم باتجاه الارجاء … ولكن اليس غياب الرقابة والفراغ الدستوري الناجم عن غياب السلطة التشريعية احد ابرز اسباب تنامي الشعور بالاحباط وفقدان الرغبة بالمشاركة.. الم تتسبب سطوة رأس المال ونفوذه وسيطرة مراكز القوى وتفردها بصناعة القرارات السياسية والاقتصادية في حياتنا واحدة من اسباب الغضب والتعب والعنت الذي نعيش …لماذا لا نمارس حقنا في الانتخاب على قاعدة اختيار الافضل فنمنع ولو جزئياً هذا التغول المتعاظم والاستفراد المطلق بالسلطة …اما المراهنون على علاقة التأجيل بتوفير فرصة حقيقية لتحقيق اصلاح سياسي على الارض فلا نظن ابداً ان اربعة اشهر كفيلة بقلب المشهد رأسا على عقب و تغيير المدخلات والمقدمات والنظرية التي ستفضي الى نتائج مختلفة ونوعية .. ناهيك عن ارتباط تعريف الاصلاح السياسي لدى بعض النخب في السلطة بقضية المحاصصة السياسية والتي ثبت انها خلف تلك الدعوات التي تدعمها قوى اقليمية ودولية لها اجندتها الخاصة …المشكلة ليست بقانون الانتخاب وحسب المشكلة الاكبر في تطبيقه ..اليس كذلك ..
هناك فريق لا يضيره ان يهدم بيته من اجل اصلاح احدى واجهاته المهترئه …التأجيل عقوبة جماعية وليس مخرجاً من اي ازمة مهما بلغ حجمها وتفاقم ضررها … ازمتنا الحقيقية مصدرها مراكز قوى لا تقبل ان تغيب عن المشهد ابداً ولا تتعايش بالمطلق مع فكرة ان يلحق بها اي ضرر او حتى يتراجع دورها وتأثيرها وعبثها بمقدرات البلد وحياة الناس وحقوقهم وفرصهم. هؤلاء يقفون في كل مرحلة سداً منيعاً امام اي تغير او تحول او حتى اصلاح مهما قل شأنه ما لم يكونوا اكبر المستفيدين منه … هي معضلة مركبة لا نعرف متى سنتجاوزها …
اللافت ان هناك اطرافا - من عامة الشعب الغلابى الباحثين عن السترة - تحاول ان تستفيد من انهماك الدولة باطفاء الحرائق الناتجة عن قرارات حكومية خاطئة -ارتكبت في بداية عهدها في السلطة - من خلال التلويح بمقاطعة الانتخابات ما لم تستجب الحكومة لمطالبها العادلة …المعلمون ، مربو المواشي و سائقو الشاحنات وغيرهم ممن ربط موقفه من الانتخابات بموقف الحكومة من مطالبه المشروعة … ولكن دعونا لا ننسى هنا ان هؤلاء وغيرهم ونحن ايضا الاكثر حاجة لمجلس نواب يحمل هذه المطالب والاحتياجات ويمليها على الحكومات بدل ان نلجأ لاجراءات تصعيدية قد لا تفي بالغرض … دعونا نراجع اولوياتنا جيدا في هذه المرحلة الحرجة قبل ان ننساق وراء دعوات ستأتي على ما تبقى من ثوابت في دولتنا فليس رشيداً ان نؤسس لانطباع ان كل الاشياء في بلادنا قابلة للتأجيل والترحيل واعادة النظر حتى موعد الانتخابات النيابية …. الوطن اهم منا جميعا … اهم من الحكومة وموقفنا منها اهم من تيار او حزب يحاول ان يوظف التداعي لصالحه … اهم من قيادات سياسية ورؤوس اموال تستمرئ - طوال عقود مضت - التلاعب بمصائرنا والركوب على اكتافنا بحثا عن المزيد من المكاسب والمناصب والامتيازات …
وحتى لا ننسى ونحن نتحدث عن الاخطار المحدقة بالوطن واهله نقول … ان الاردنيين لن يعتادوا ابدا على الحضور القسري للباحثين عن الاضواء والشهرة والاستعراض … فكم من الاشياء انتهت لمجرد النسيان …
يوسف علاوي
موضوع: رد: لا .. لتأجيل الانتخابات النيابية 23/9/2010, 04:33
الله يعطيك العافية يا تامر
الـزTaMeRعبـي
موضوع: رد: لا .. لتأجيل الانتخابات النيابية 23/9/2010, 04:42