قراءة في لقاء منتخبنا الوطني الودي وشقيقه العراقي : تجربة ناجحة والأوراق الفنية تطرح في غرب آسيا

قراءة في لقاء منتخبنا الوطني الودي وشقيقه العراقي : تجربة ناجحة والأوراق الفنية تطرح في غرب آسيا

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عمان - عبدالله القواسمة

استحق منتخبنا الوطني الفوز على نظيره العراقي بأربعة أهداف لهدف في ظهوره الأول منذ تأهله إلى نهائيات كأس آسيا ، وهو الفوز الذي جاء مدشناً لرحلة استعداد طويلة سيتخللها مشاركة هامة في بطولة غرب آسيا التي يستضيفها اتحادنا بدءاً من يوم الرابع والعشرين من الشهر الحالي.

المنتخب وإن واجه بطل آسيا الذي غاب عنه كوكبة من أبرز نجومه اللامعين المحترفين في الخارج ، إلا أن المعطيات الفنية التي طرحها في أتون المجريات جاءت متكافئة مع ما طرحه المنتخب العراقي ولك من نواحي عدة فتشكيلة منتخبنا التي خاضت اللقاء كانت مستحدثة ومغايرة تماماً عن تلك التي نجحت في بلوغ نهائيات دوحة (2010) ، إذ شهدت دخول بعض الأسماء الجديدة التي أثبتت موجوديتها من خلال الحراك العام للمنتخب ، وفي الشقين الدفاعي والهجومي وعبر خطة ناضجة نجحت في إحتواء ألعاب المنتخب العراقي وصولاً إلى تحقيق هذا الفوز الكبير.

النشامى كانوا الأفضل في اللقاء بلا منازع ، فللوهلة الأولى كنا نعتقد أن العراقيين على ضوء نشاطهم الملحوظ في وسط الميدان سيشكلون ضغطاً واضحاً على دفاع منتخبنا ، وهم الذين قادهم نشأت أكرم في هذه المنطقة الحيوية ، لكن هذا الإعتقاد سرعان ما تزعزع بعدما نجح عبدالحليم في إحراز الهدف الاول لمنتخبنا بعد مرور سبع دقائق على صافرة البداية ، ليواصل المنتخب العراقي محاولاته للتقدم إلى الأمام لكنه واجه جداراً دفاعياً أردنياً صارما إستطاع أن يثبط هذه المحاولات مع الإشارة إلى أن العراق عابه عدم وجود التجانس في مختلف خطوطه ، الأمر الذي أفقده زمام المبادرة حتى ان فرصه لم تصل إلى مرحلة النضج المطلوبة وهي التي إحتواها دفاعنا والحارس عامر شفيع بنجاح على مدار أحداث الحصة الأولى ، قبل أن ينجح عبدالله ذيب في إضافة الهدف الثاني من هجمة منظمة أظهرت حالة الضعف التي يعاني منها الخط الخلفي العراقي.

في الشوط الثاني بدا المنتخب العراقي عاقد العزم على تغيير مشهد الأداء الذي ظهر عليه سالفاً عبر سلسلة من التبديلات التي أجراها وحملت في البداية غاية تمتين الخط الخلفي ، ليحرز بعد ذلك هدفه الأول من دربكة دفاعية واضحة حمل إمضاء نشأت أكرم ، في المقابل تروى منتخبنا في التعامل مع أجواء المباراة وبادل خصمه الهجوم دونما إستعجال فكان الهدف الثالث عبر حسونه الشيخ وأتبعه دينمو وسط منتخبنا عامر ذيب بالهدف الرابع ، قبل أن تدخل المباراة في دائرة الهدوء الحذر والذي لم ينجل عن أي جديد يذكر سواء من حيث الأداء أو النتيجة التي شكلت بداية طيبة ، دسمة بالتفاؤل وبإنجازات قادمة لكرة القدم الأردنية.

اللقاء تخلله تكريم فيصل إبراهيم أحد أبرز المدافعين الذين أنجبتهم كرة القدم الأردنية على مدار (19) عاماً هي سنوات عطاءه الذي لم ينضب ، إذ جاء مشهد التكريم جميلاً في كافة تفاصيله بإستثناء الحضور الجماهيري الذي جاء مخالفاً للتوقعات ، إذ لم يكن يتوقع المتابعون أن يحظى إعتزال فيصل بهذا الحضور المتواضع الذي أثار عديد التساؤلات حول الأسباب التي حالت أمام الجماهير وبالأخص جماهير نادي الوحدات دون الوقوف خلف نجم بهذا الحجم والعطاء ، مع الإشارة إلى أن الحملة الإعلامية الخاصة بإعتزال فيصل كانت كبيرة كحال معظم النجوم الدوليين الذين إعتزلوا في السنوات السالفة.

يبقى أن نشير إلى أن منتخبنا الوطني مقبل على مواجهة هامة أخرى أمام نظيره البحريني وكما يعلم الجميع فإن الأخير يضطلع بمستوى فني كبير وهو الذي كان قاب قوسين من التأهل إلى نهائيات كأس العالم السابقة لكن عجلته توقفت أمام المحطة نيوزيلندا لينجح الأخير في بلوغ ها الإستحقاق ، لذلك فإن الجهاز الفني يتطلع إلى غنم أكبر قدر من الفوائد الفنية في هذه المحطة قبل الدخول في منافسات غرب آسيا ، عبر الدفع بتلك العناصر التي لم تنل فرصة التواجد في التشكيل الأساسي أمام العراق ، أو تلك التي لم تأخذ فرصة الإطلاع الكافي على مستواها مع الإشارة إلى أن اللقاء يحتمل إتجاه آخر وهو ضرورة تقديم مستوى مقنع للجماهير يؤكد أن هنالك حالة من التطور قد طرأت على ألعاب المنتخب خلال فترة الإعداد القصيرة التي خاضها في الأسابيع الماضية ، علماً بأن الفوائد القادمة كلها يفترض أن تصب في خانة الإستحقاق الأهم والمتمثل بالمشاركة في النهائيات القارية بداية العام القادم.

مبروووووووووووك وبالتوفيق

اكيد مبروك واكيد استفدنا من المبارة الكثير

وبالتوفيق للمنتخب في البطولة