مساجد في المملكة "تعصي" قرار وزارة الأوقاف بمنع بث خطبة العيد والجمعة على السماعات الخارجية للمساجد
في تحد واضح نفذ عدد من أئمة وخطباء المساجد المملكة عصيانا ضد قرار وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية عدم بث صوت القرآن الكريم وخطبة صلاة العيد وتكبيراته وصلاة الجمعة عبر مكبرات السماعات الخارجية للمساجد.
ودوت السماعات الخارجية في أغلبية مساجد المملكة منذ صباح العيد الباكر حيث تعالت أصوات الأئمة والخطباء بذكر الله والتكبير له منتشرة في فضاء عمان وغيرها من المدن الأردنية الأخرى.
المشهد الذي تعود عليه المواطن في كل عيد حاولت وزارة الأوقاف تغيير معالمه من خلال تعليمات تقضي بعدم السماح بقراءة القرآن وخطبة العيد والجمعة بيد أن هذه التعليمات لم تجد الآذان الصاغية من قبل أئمة المملكة الذين تمردوا على قرار الوزير وأصروا على الحفاظ على الموروث الديني الذي طالما حافظ عليه واعتبروه جزءا من عقيدتهم، كما جوبهت تعليمات الوزارة بالاستنكار والرفض الشعبي الواسع .
" تلقت مئات الاتصالات من مواطنين تمحورت في مجملها من امتعاضهم من قرار الوزارة وتعارضه مع قيمهم الدينية، ودعوا وزير الأوقاف إلى التراجع عن القرار.
في احد مساجد العاصمة عمان قيام خادم المسجد بإغلاق السماعة الخارجية للمسجد، إلا ان احد المصلين قام بإعادة تشغيل جهاز البث، وعندما حاول خادم المسجد الاعتراض وابلغ المصلي أن هذه هي تعليمات وزارة الأوقاف، رد عليه المصلي بقوله: أن هذه هي تعليمات الله تعالى، فما كان أمام خادم المسجد إلا الانصياع.
واستندت وزارة الأوقاف في تعليماتها بحسب وزيرها الدكتور عبد السلام العبادي في تصريحات سابقة لـ"الحقيقة الدولية" الى الآية الكريمة (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) معتبرا عدم الاستماع إلى القرآن الكريم يدل على عدم الاحترام لكتاب الله عز وجل.
وأفتى الدكتور العبادي بحرمة قراءة القرآن الكريم بواسطة السماعات الخارجية للمساجد وإستخدامها في بث خطبة الجمعة كونها تسبب إزعاج للمجاورين لتلك المساجد وخاصة المرضى منهم وأوعز إلى كافة مديريات الأوقاف بتنفيذ القرار والتبليغ عن أي تجاوزات.
بيد أن مفتي سابق للمملكة، فضل عدم ذكر أسمه، أكد أن القرار غير صحيح ولا يرتقي إلى مرتبة "الحرام" وتوقيته غير صحيح داعيا علماء الأئمة للحوار فيما بينهم بشأن هذه القضية.
وفي أكد الشيخ صالح البدارنة مساعد مفتي القوات المسلحة السابق ان قرار منع قراءة القرآن الكريم ونقل صلاة التراويح وصلاة الجمعة على السماعات الخارجية للمساجد لا يرتقي إلى درجة التحريم، وخاصة أن صلاة التراويح هي شهر في العام، وصلاة الجمعة مرة في الأسبوع.
وأضاف الشيخ البدارنه ان مثل هذا القرار يندرج تحت مسمى التنظيم الإداري، ودعا وزارة الأوقاف العودة عنه وخاصة فيما يتعلق ببث صلاة التروايح والجمعة.
ووجه مشايخ عبر "الحقيقة الدولية" نداء إلى وزير الأوقاف بان يتبع القاعدة الشرعية التي تقول " درء المفاسد أولى من جلب المنافع " وأن عشرات الشكاوى التي تلقتها الوزارة بخصوص انزعاجها من سماع القرآن الكريم يقابلها وجود عشرات آلاف المواطنين الذين انزعجوا من قرار منع إستخدام السماعات الخارجية للمساجد في بث خطب الجمعة وصلاة التراويح وقراءة القرآن الكريم قبل الآذان بعشر دقائق.
ولفتوا إلى أن القضية تحتاج إلى حكم شرعي كونها صارت تمس حياة الناس وطالبوا وزير الأوقاف بان يجتمع مع مجلس الإفتاء لإعطاء رأي شرعي حتى يطمئن الناس كون القضية ليست سياسية بل شرعية بغض النظر عن الرأي الذي سوف يصدر ولا يضير أن يشارك في الحوار أساتذة الجامعات المعتبرين وعلماء الدين